الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

كيروز: الدعوة إلى التفاهم مع النظام السوري نموذج لانحياز صاحبها

A+ A-

قال عضو كتلة "القوات" النائب ايلي كيروز من مجلس النواب على هامش جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لم تنعقد لعدم اكتمال النصاب: "صحيح أن الكلام وسط دوامة العنف المجنون الذي يعصف بالمنطقة قد لا يغير في الحسابات والمعادلات السياسية، لكن الصحيح أن وقفة صميمة واحدة تعبر عن حقيقة لبنان الحق والعدالة والسلام وكرامة الإنسان تعيد إلينا هويتنا اللبنانية الفعلية القائمة على خصوصية التنوع والإعتراف بالآخر ورفض منطق الإكراه والإلغاء".


ورأى أن "الخلو في سدة الرئاسة الأولى بحسب المادة 62 من الدستور، وقد بلغ شهره الثالث، يؤدي الى فراغ يطاول بانعكاساته السلبية أداء كل المؤسسات الدستورية ويهدد مفهوم استمرار الشخص المعنوي العام، في زمن تتداعى المؤسسات في الدول المجاورة، وهي ذات المقومات البشرية والمادية الهائلة، ما يهدد بتقويض بناها الدستورية والسياسية الثابتة منذ بدايات القرن العشرين وحتى اليوم". أضاف: "من هنا، وإزاء هذه الاخطار، فإني أدعو الفريق المسيحي الآخر الى المساهمة في تحصين الوضع اللبناني، والتجاوب مع دعوة مجلس المطارنة الموارنة النواب اللبنانيين، الى القيام بواجبهم الدستوري والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب فرصة يعيد إليها انتظامها الديموقراطي".


ولفت إلى أن رئيس "القوات" سمير جعجع "عندما أعلن ترشحه للرئاسة لم يعلنه كرد فعل على أحد او لإثارة خصومة مع أحد، بل كان ترشحه طبيعيا ومنطقيا كممثل لفريق أساسي في البلاد ولكونه رئيس حزب مسيحي عريض وقد اعتمد الأصول واحترم الرأي العام في ترشحه وقدم برنامجا رئاسيا متكاملا حظي بالإهتمام المحلي والديبلوماسي الواسع. ومع ذلك، فإنه قدم اكثر من طرح لإيجاد مخرج لعقدة الإستحقاق الرئاسي، لكن المشكلة تبقى لدى الفريق الذي ما زال يرفض كل الإقتراحات سواء من فريق 14 آذار أو من بكركي لمصلحة المرشح غير المرشح وغير المعلن".


وفي شأن التواصل مع سوريا، قال: "انتهت الأحداث المؤلمة في عرسال الى ما انتهت اليه مبدئيا، وأستغرب الدعوة الى التفاهم مع سوريا من أجل أمن البلدين."، معتبراً ان "هذه الدعوة تقدم الينا نموذجا لما سيكون عليه أداء الرجل في حال انتخابه رئيسا للجمهورية لجهة الإنحياز في تعامله مع قضايا أساسية تهم لبنان ويختلف عليها اللبنانيون وقد دفع فريق 14 آذار الشهداء من أجلها". وأكد أن "الدعوة الى التفاهم مع سوريا هي الى التفاهم مع نظام فظيع تسبب بسقوط أكثر من مئة وخمسين ألف قتيل واعتقال أكثر من مئة وخمسين ألف شخص، وبدمار هائل، فضلا عن فتح حدوده لمئات المسلحين من "حزب الله"، ما يستتبع تداعيات ميدانية وأمنية خطرة على لبنان على غرار ما حصل في عرسال. كما أن الدعوة الى العودة الى معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق مع سوريا هي دعوة غير موفقة وتمثّل عودة الى الوراء وخصوصا أن هذه المعاهدة قد صدق عليها في عهد الوصاية السورية على لبنان وفي ظروف تتسم بانعدام الندية بين البلدين، وقد قيل فيها أنها اتسمت بالإذعان وعدم المساواة".


أما في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، فأدان كيروز "الحرب الإسرائيلية على غزة، خصوصا أنها اتخذت شكل العنف الأعمى الذي لا يوفر الأبرياء والمدنيين في خدمة الأهداف السياسية. ولا بد أن أعبر عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في معاناته المستمرة، كما انني أدين العقل الإسرائيلي الذي يراهن دائما على العنف ويقدم أنموذجا سلبيا للإنسان الشرقي، هو شمشون رمز القوة المادية الهدامة الذي استسلم لغرور الظواهر".


وتطرق إلى قضية اضطهاد المسيحيين في العراق، "وما يجري في العراق من استهداف للمسيحيين وما يختبرون من "ألم الإضطهاد"، لأنهم مسيحيون، فإنني أشجب بشددة ذلك العقل الداعشي وكل ما يشبهه، الذي يفرض إقامة دولة دينية، والذي يدعو الى الجهاد الدائم بمنطق اكتساحي وإكراهي يمجد العنف ويعمق لغة الكراهية ويلغي ظاهرة التعددية في الدين والثقافة، ويلغي ايضا الحق في الإختلاف وإنسانية الإنسان. إن هذا العقل يمثل عودة الى جاهلية روحانية وإنسانية. وإنني ألفت الى أن جزءا من دينامية العنف والتطرف والتكفير يعود الى سياسات القمع والتمييز بخلفيات فئوية على أيدي أنظمة وأحزاب تستخدم القوة و"فائض القوة".


ودعا إلى "نظام تفاعل سلمي على أساس المساواة والإحترام المتبادلين بين المسيحية والإسلام، والى أن يسود المنطقة نظام حق وعدل، بحيث تحترم وتطبق فيها حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. وأؤمن بأن الكلمة الفصل في مصائر الأشياء، لا تعود فقط الى الحرب والسياسة والديبلوماسية على ما لهذه جميعا من خطورة. إن المسألة هي مسألة وجود في أصعب وأبعد ميدان إنساني، في أعمق ما يؤمن به البشر وأعمق ما يذهبون إليه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم