الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

رياضة - رياضة للتنمية بين ما "اليونيسف" وهوبس عندما يتسلم الاولاد كرة يندمجون بسرعة ويعودون الى طفولتهم

نـمـر جـبـر
A+ A-

يعاني الاولاد في مجتمعات اللاجئين السوريين والفلسطينيين وفي المجتمعات اللبنانية الفقيرة، مشكلات اجتماعية وبيئية وحياتية وجسدية كثيرة، ما دفع بمنظمة "اليونيسيف" ونادي "هوبس" الرياضي الى تنفيذ البرنامج الرياضي المشترك الذي يرمي الى تشجيع الحوار والتلاحم، بالتنسيق مع وزارتي الصحة العامة والشؤون الاجتماعية، على ان يطال اكثر من 10 آلاف سوري و5 آلاف فلسطيني لاجئ مقيم او وافد من سوريا، اضافة الى اولاد من عائلات لبنانية فقيرة مقيمة في مناطق فقيرة.


المشروع الذي يحمل شعار "الرياضة من أجل التنمية" يرمي للوصول إلى آلاف الاولاد من خلال النشاطات الرياضية والتعليمية في المناطق التي استقر فيها عدد كبير من اللاجئين السوريين في لبنان، في مرحلته الاولى، وللأمهات في مرحلته الثانية، وتموله "اليونيسيف" من خلال نادي "هوبس" الرياضي، وبالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية في بيروت وصور وعكار وبعلبك وطرابلس. ويشمل، اضافة الى مساعدة الاولاد على اعادة بناء شبكة معارف واصدقاء، والعودة تدريجاً الى حياة طبيعية، توعية الامهات على النظافة البيئية والنظافة الجسدية والحماية من العنف الجسدي والجنسي والامراض المعدية.
ووفق إحصاءات المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزح اكثر من 1,5 مليون سوري الى لبنان منذ انطلاق شرارة الازمة في سوريا هرباً من العنف في بلادهم، اكثر من نصفهم اولاد تحت سن الثامنة عشرة. وتوفر النشاطات الرياضية مثل كرة السلة وكرة القدم والالعاب التنافسية والترفيهية للآلاف من هؤلاء الاطفال بيئات آمنة للتعبير عن انفسهم وتعزيز علاقات مستقرة بين الاطفال النازحين والمجتمعات المضيفة في جميع انحاء لبنان.
"النهار" التقت مسؤولة برامج الشباب في "يونيسيف" لبنان امل عبيد، التي اكدت اهمية النشاطات الرياضية والترفيهية. وقالت: "انطلق المشروع في كانون الاول 2013، ويعتمد في شكل اساسي على العاب رياضية هادفة كطريقة ممتعة لتعلم قيم ودروس يفيد منها الأطفال مدى الحياة، واللعب والترفيه حق اساسي لجميع الاطفال، كما ان هذه النشاطات تعزز الصداقة وتعلم مهارات التأقلم لضمان نمو اطفال اصحاء وكأفراد فاعلين في مجتمعاتهم".
عبيد كشفت ان اختيار الاطفال يتم بالتعاون مع جمعيات غير حكومية في بيروت وعكار وطرابلس وبعلبك وصور، وأضافت: "المشروع سيطال اكثر من 15 الف طفل واكثر من الف ام" ويركز على اعطاء الفرصة للأولاد من مختلف الأعمار (8 سنوات الى 17 سنة)، لتعلم كيفية التفاعل مع الآخرين، وكيفية التعبير عن أنفسهم بحرية، وتبادل الآراء والأفكار للمساهمة في التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، اضافة الى دعم التناغم الاجتماعي وبناء الجسور بين المجتمعات المحلية من أجل عالم اكثر اماناً وعدالة. يشعر الاطفال لحظة اختيارهم للمشاركة في النشاطات بالرهبة والخوف من عدم قدرتهم على الاندماج، لكن سرعان ما ينكسر هذا الحاجز عند اختلاطهم مع آخرين من مجتمعات مختلفة، في البداية يظهرون عن خجل وتأقلم بطيء، ولكن عندما يتسلمون كرة ويندمجون في اللعب يعودون بسرعة الى طفولتهم".
ولا تستبعد عبيد خيار تمديد المشروع حتى كانون الاول 2014 "تدرس اليونيسيف مع المنظمات والجمعيات التي تتعاون معها تمديد مدة المشروع حتى نهاية السنة ليطال اكبر عدد ممكن من الاطفال والامهات".
بدورها اكدت مديرة المشروع في نادي هوبس الرياضي مريم حافظ نجاح المرحلة الاولى التي انطلقت في بيروت مع مدربين رياضيين متخصصين وخبراء تنمية الطفل، الذين يقدمون التدريب على النشاطات الرياضية والتعليمية والترفيهية، قبل ان تنتشر في المناطق الاخرى بالتعاون مع جمعيات ومنظمات محلية، تزامناً مع انطلاق المرحلة الثانية التي تشمل تقديم المساعدات والتدريب لأمهات سوريات على جوانب مثل النظافة ودعم التأقلم الاجتماعي من اجل تمكينهن من ان يصبحن اولياء امور اكثر فاعلية في توفير الرعاية لأسرهن. "هذا التعاون ليس الاول بين هوبس واليونيسيف اذ سبق ان نفذنا مشروعاً مشتركاً ابان الحرب الاسرائيلية على لبنان في 2006 تحت شعار توعية الاطفال وحمايتهم من خطر الالغام".
ان عشرة آلاف ولد شاركوا في المشروع منذ ولادته، وهو يطال الى اولاد العائلات السورية النازحة وبعض الاولاد من العائلات الفلسطينية اللاجئة في المخيمات، اولاد العائلات اللبنانية التي تعيش في المناطق الفقيرة. "لقد فقد العديد من الأطفال السوريين الذين لجأوا الى لبنان شبكة معارفهم واصدقاءهم، كما يجد العديد منهم صعوبة في التأقلم مع الاوضاع والظروف التي يمرون بها، اضافة الى صعوبة تكوين صداقات جديدة، لذا يهدف هذا البرنامج الى اعادة شيء من الحياة الطبيعية لهم من خلال تأمين لقاءات مشتركة مع اولاد عائلات فلسطينية ولبنانية يعانون اوضاعاً مشابهة". وكشفت ان المشروع سيختتم بإعداد الف طفل "ليكونوا سفراء ناشطين لنشر الرسائل الايجابية بين مجتمعاتهم ويكونوا مدربين للنشاطات المختلفة".
والمشروع ليس الأول لنادي هوبس الذي سبق له ان نظم مشاريع مشابهة مع منظمة "اليونيسيف" ابرزها في حرب تموز 2006.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم