الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

القمة الأميركية - الإفريقية الأولى: مكافحة الفساد واحترام حقوق الإنسان

هشام ملحم
هشام ملحم
A+ A-

بدأت القمة الاميركية - الافريقية الاولى اعمالها في واشنطن في ظل المخاوف من انتشار فيروس "ايبولا" في غرب افريقيا، الامر الذي اقتضى اجراء عمليات تفتيش استثنائية للوفود التي وصلت من القارة قبل يومين، وعلى خلفية تظاهرات معادية لبعض الزعماء المشاركين فيها بسبب الطبيعة القمعية لانظمتهم.
وتميز اليوم الاول للقمة بدعوات من المسؤولين الاميركيين البارزين لزعماء نحو 50 دولة لمكافحة الفساد وبناء مؤسسات شفافة واحترام حقوق الانسان وتنشيط المجتمع المدني والتركيز على توفير المناخ الملائم للاستثمارات الاقتصادية.
وغاب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن الاجتماع الاول الاثنين، وخاطب المجتمعين بعد ظهر أمس، على أن يشارك اليوم في بعض الجلسات المتعلقة بالنمو الاقتصادي والامن الاقليمي والحكم الصالح. ومن المتوقع ان توقع خلال المؤتمر عقود تزيد قيمتها عن مليار دولار.
ولا يعتزم أوباما عقد أية لقاءات ثنائية مع الزعماء الافارقة، وتركت هذه المهمة لوزير الخارجية جون كيري. واستبعد زعماء السودان وزيمبابوي واريتريا وجمهورية افريقيا الوسطى عن القمة، بينما قرر رئيسا سييراليون وليبيريا البقاء في بلديهما لمعالجة تداعيات فيروس ايبولا.
وولدت فكرة عقد قمة كهذه بعد جولة اوباما في افريقيا الصيف الماضي، علماً أن الاتحاد الاوروبي والصين واليابان كانت قد سبقت واشنطن الى تنظيم قمم مماثلة. وتنعقد القمة على خلفية ازدياد الانتقادات للرئيس الاميركي بانه سمح للصين بأن تتخطى الولايات المتحدة لتصير الشريك التجاري الاكبر لافريقيا في العالم. ووصل حجم التجارة السنوية بين الصين وافريقيا الى 200 مليار دولار، أي ضعفي التجارة الاميركية مع القارة.
وحض كيري الزعماء الافارقة على اعتماد اقتصاد السوق الحرة، وأعرب عن تصميم بلاده على تعميق شركتها مع دول القارة وتوسيع حلقة السلام والامن والنمو الافتصادي، وتمكين الناس من خلال مجتمعاتهم المدنية". وقال: " سنعمل بجهد على زيادة استثمارات الشركات الاميركية في افريقيا والشركات الافريقية في اميركا". وتحدث في هذا السياق عن ضرورة مكافحة الفساد، ذلك أن الشركات الاميركية الكبيرة تتردد في الاستثمار في افريقيا، بسبب الفساد وانعدام الشفافية والاضطرابات السياسية.
واسترعى الانتباه اجتماع كيري ورئيس جمهورية الكونغو جوزف كابيلا، ذلك أن الوزير الاميركي كان قد حض كابيلا مطلع السنة على التنحي بعد انتهاء ولايته.


بايدن
وشدد نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن على ضرورة بناء مؤسسات ديموقراطية، وانتقد استمرار محاولات بعض الزعماء الافارقة احتكار السلطة، والتضييق على المجتمع المدني من خلال الترهيب والاعتقالات وحتى استخدام العنف.
ويأمل الافارقة في اقناع واشنطن بتجديد قانون النمو الافريقي، الذي اقره الكونغرس قبل 14 سنة، والذي يقضي بتجديده السنة المقبلة، علماً أن هذا القانون يسهل التجارة مع دول افريقيا، وهي مسألة ركز عليها رئيس جمهورية جنوب افريقيا جاكوب زوما.
وفي المقابل، ركز الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد على القضايا الامنية، مشيرا الى ان الارهابيين يعوقون تقدم اقتصادات دول شرق افريقيا، بينما تحدث آخرون عن ضرورة معالجة مشاكل البيئة. وهناك تعاون أمني نشيط بين الولايات المتحدة وفرنسا في افريقيا كان واضحا من خلال تنسيق البلدين جهودهما لمكافحة الارهاب في مالي.
وكان اوباما قد اعلن مبادرة لتوسيع انتشار الطاقة الكهربائية في دول وسط القارة وجنوبها بحيث تصل الى 20 مليون نسمة. ومن المتوقع ان تستثمر الشركات نحو سبع مليارات في هذا المشروع. لكن الانطباع العام هو ان اهتمام اوباما بافريقيا، وهو نجل مواطن من كينيا، لم يرق الى مستوى اهتمام سلفه جورج بوش الذي خصص 15 مليار دولار لمكافحة مرض العوز المناعي المكتسب " الايدز"، واكثر من مليار دولار لمكافحة مرض الملاريا في القارة.
ولوحظ غياب اخبار القمة الاميركية - الافريقية عن الصفحات الاولى لكبرى الصحف الاميركية الاثنين والثلثاء.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم