ما همّ إن وقفت بمفردها على المسرح تغني، ما دامت خامة نساء الأوبرا الخالدات في دمها، وما دامت هي السيدة الرقراقة، المفعمة بالأنوثة، قادرة على أن تكون تلك الرسولة الحاملة في أسفارها تراجيديا الحب ولهب العشق، ترويها وكأنها في حوار مع الحبيب، تعلو بأوتار حنجرتها التي لا حدود لها فيولد من سحر ينابيعها الجوفية، ما تحتاج إليه أوبرا كاملة لأن تكون. هكذا استطاعت هذه الجنّية الرائعة أن توهم جمهورها بأنها من عصير كرمة إله الخمرة باخوس، ترتوي ونرتوي معها في كل جرعة حب وشوق وألم.