الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مسيحيو جوار عرسال: لن نقبل بموصل جديدة في لبنان!

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
A+ A-

حائرة، قلقة، لا تعرف ما ستفعله... تجلس سناء في منزلها في بيروت تفكر في حال اهلها في قرية الفاكهة القريبة من منطقة عرسال. يتصل بها والدها منبهاً عليها عدم التوجه الى البلدة خوفاً من أن يحدث أي مكروه لابنته، الا ان سناء مصرة على التوجه اليها لتمضية بعض الوقت مع عائلتها، "انو شو بدو يصير حالي حالهم".


فمع اندلاع المعارك بين الجيش اللبناني والمسلحين السوريين في تخوم عرسال وجردوها، سادت حال ترقب وخوف في المناطق المحيطة للمكان الذي تتركز فيه الاشتباكات واعمال القنص والقصف، خصوصاً في المناطق المسيحية منها. فبعد كل التطورات في سوريا والعراق والفصول المأسوية التي نشهدها في هذين البلدين، كان آخرها تهجير المسيحيين في الموصل، وصل الخطر الى لبنان، حاملاً للمسيحيين اللبنانيين تحدياً كبيراً. تحيط منطقة عرسال أربعة قرى مسيحية أساسية القاع، الجديدة، الفاكهة، ورأس بعلبك... تعيش على"انغام" القذائف وهدير المسلحين الذين تغلغلوا في جرود منطقة عرسال... فما حالهم؟
تتداخل أراضي هذه القرى البقاعية في بعضها البعض، وتنصهر لتشكل نسيجاً موحداً متضامنا مع الجيش ضد المجموعات المسلحة التي خرقت السيادة اللبنانية. ثقتهم بالجيش ودعمهم له في حربه ضد المسلحين، لم يمنعهم من اتخاذ بعض التدابير الخاصة بكل بلدة، لتأمين الحماية للأهالي الموجودين في هذه القرى.
تسود الفاكهة والجديدة موجة من الهدوء الحذر، ولم تشهدا الا نزوحاً استثنائياً لبعض الأهالي خوفاً على أولادهم الصغار من أي مكروه قد يصيبهم. يشير كاهن رعية جديدة الفاكهة جان نصرالله الى ان لا خوف في البلدة من تطور الأوضاع نحو الأسوأ "بوجود الجيش ما عنا خوف... فالجيش يقوم بدوره على أكمل وجه".
يشعر المسيحيون في جديدة الفاكهة بـ"بعض القلق"، ولاسيما بعد تهجير مسيحيي الموصل، وفق ما أوضح الأب نصرالله لـ"النهار"، غير أنه يؤكد أن "ايمان الأهالي بالله وثقتهم بالجيش اللبناني أقوى من كل خوف". يعيش الأهالي حالة ترقب مستمرة لأي جديد قد يطرأ على الوضع في عرسال خصوصاً والمنطقة عموماً، ويعمد الشبان على مراقبة أي تحرك مشبوه في القرية، ويبقى اتكالهم الوحيد على الجيش الذي يقاتل بشراسة المسلحين. "نحنا نعول على الجيش ونعمل على المحافظة على علاقة جيدة مع جميع الأطراف"، يقول نصرالله، معتبراً الوضع "غيمة وبتمرق". وفي كل مساء يجتمع الأهالي في الكنيسة لرفع الصلوات واضاءة الشموع على نية الجيش.
في الفاكهة، الوضع شبيه بالجديدة، مختار البلدة زياد خوري يؤكد ان "الخوف منتشر في القرية، رغم الطمأنينة التي يشعر بها السكان بوجود الجيش". يعارض خوري ما أشار اليه بعض سكان المنطقة الذين تحدثت اليهم "النهار" عن نزوح الأهالي، "ما بقا في الا رجال بالمنطقة السكان كلهم نزحوا في اتجاه بيروت وزحلة". ويلفت الى ان المراقبة في الفاكهة مستمرة ليلاً نهاراً، اسناداً للجيش، ويعمل شبان البلدة على افادته بالاخباريات التي تردهم.
أما في رأس بعلبك، يشير الأب ابرهيم نعمو الى أن لا هلع في البلدة من الذي يحصل في عرسال او حتى من فكرة تمدد المسلحين الى الداخل، "لدينا ثقة عمياء بالجيش". بشير مطر، أحد فاعليات منطقة القاع، يشرح لـ"النهار" ان هناك خوف وترقب في البلدة، غير ان الحياة مستمرة رغم صعوبة الوضع في البلدات المجاورة. ينتشر الجيش بكثافة في منطقة القاع، هذا ما يطمئن سكان البلدة الذي يشهرون دعمهم للجيش، من خلال مساندته اياه بمراقبة الحركة في البلدة ".
يؤكد مطر"اننا لن نقبل أن نكون "موصل جديد" نريد أن ندافع عن أنفسنا حتى آخر نقطة دم". يشكل هذا التطور، تحد ومشكلة بالنسبة لأهالي القاع، خصوصاً على صعيد الحياة الاقتصادية، فقد تأثرت في شكل ملحوظ مع نزوح المصطافين عن البلدة، "الناس بلا شغل". اشتداد المعارك، دفعت الأهالي الى ملازمة منازلهم، الا ان التيار الكهربائي قليل ما تتزود به المنطقة خلال ساعات الليل، وتمنى الأهالي من شركة كهرباء لبنان زيادة ساعات التغذية خصوصاً مع تردي الوضع الأمني في المنطقة. يجمع أهالي القاع على أنهم لن يسمحوا لأي أحد بدخول القرية، "مستعدون لتقديم المساعدة للجيش اذا لزم الأمر"، والثقة تبقى بالجيش اللبناني والدولة... فالأمر لك!


[email protected]b


Twitter: Reinebmoussa


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم