الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

احداث عرسال تستدرج الجيش الى المواجهة\r\nوالمؤسسة ترد: لا لنقل الحرب السورية الى لبنان

المصدر: "النهار"
A+ A-

حضر الهاجس الامني بقوة أمس مع تفجر الوضع الميداني في عرسال بين الجيش اللبناني ومجموعات أصولية مسلحة، بما ينذر بمخاطر كبيرة تهدد الاستقرار الداخلي وتضع لبنان على فوهة بركان التطرف والارهاب المتمدد من سوريا نحو الداخل اللبناني، كما تشكل إختباراً للقوى السياسية وللدولة على السواء لتبين مستوى الوعي والمسؤولية حيال ما يتهدد لبنان من مخاطر في ظل الاصطفافات السياسية التي تعطل عمل المؤسسات الدستورية وتشل قدرتها وفي مقدمها موقع الرئاسة الاولى.


وإذا كان لبنان قد صمد في وجه تداعيات الحرب السورية من خلال نأيه عنها رغم تورط فريق لبناني هو حزب الله فيها، فحافظ، وإن بالحد الادنى، على إستقراره الداخلي، فإن كل المخاوف المحلية والخارجية من مخاطر إنتقال هذه الحرب إليه قد بلغت أمس حداً خطيراً مع دخول الجيش اللبناني في مواجهة حادة مع الارهاب المتمدد من بوابة التطرف والاصولية.
وقد تجلى ذلك في البيان الشديد اللهجة الذي أصدرته قيادة الجيش حيال أحداث عرسال أمس، وبعد تكبد المؤسسة العسكرية المزيد من الخسائر البشرية بسقوط شهيدين لها وإصابة عدد من العناصر. وجاء في بيان المؤسسة، والذي حذر بكل وضوح وللمرة الاولى منذ إندلاع الحرب السورية من محاولات نقل المعركة الى الاراضي اللبنانية. وقال البيان:" إنّ ما جرى ويجري اليوم، يعد أخطر ما تعرض له لبنان واللبنانيون، لانه اظهر بكل وضوح أن هناك من يعد ويحضر لاستهداف لبنان ويخطط منذ مدة للنيل من الجيش اللبناني ومن عرسال.
فالمجموعات المسلحة، شنّت هجوماً مركزاً على منازل اللبنانيين من أهالي عرسال والمنطقة، التي يدافع عنها الجيش ويحمي ابناءها، وخطف المسلحون عدد من جنود الجيش وقوى الأمن الداخلي، وهم عزّل في منازلهم يمضون اجازاتهم بين أهلهم، واخذوهم رهائن مطالبين باطلاق احد اخطر الموقوفين لدى الجيش..
أضاف البيان:"إنّ الجيش لن يسمح لاي طرف ان ينقل المعركة من سوريا الى أرضه، ولن يسمح لاي مسلح غريب عن بيئتنا ومجتمعنا بان يعبث بأمن للبنان وأن يمسَّ بسلامة العناصر من جيش وقوى أمن.
إنّ الجميع اليوم مدعوون لوعي خطورة ما يجري وما يحضر للبنان وللبنانيين وللجيش، بعدما ظهر ان الاعمال المسلحة ليست وليدة الصدفة بل هي مخططة ومدروسة، والجيش سيكون حاسماً وحازماً في رده، ولن يسكت عن محاولات الغرباء في تحويل بلدنا ساحة للاجرام وعمليات الارهاب والقتل والخطف".
وترافق بيان الجيش مع إستنفار سياسي عارم ترجم بتوحد القوى السياسية بكل مكوناتها دعما للجيش في مواجهته لعصابات النصرة و"داعش" التي تهاجم من الاراضي السورية عرسال، والذي وصف بأنه بمثابة اعتداء خارجي على الاراضي اللبنانية واستهداف موصوف لسيادة الدولة اللبنانية . وعلمت "النهار" ان الاستنفار السياسي سيواكب موقف الجيش الذي حسم خياره بالاستعداد للمواجهة بما يكفل منع مخططات المجموعات المتطرفة من تحقيق اهدافها. وعليه، قرر رئيس الحكومة تمام سلام بحسب المعلومات المتوافرة دعوة مجلس الوزراء الى جلسة تعقد يوم الخميس للبحث في التطورات الامنية الاخيرة، وعلم انه يمكن تسريع موعد الجلسة إذا إستدعت التطورات ذلك.
وكان الوضع إنفجر في عرسال بعد بروز حال من البلبلة في المنطقة وسط ظهور مسلح لإسلاميين ملثمين وتطويقها لمراكز عدة للجيش، بحسب ما أفادت التقارير الامنية الواردة من هناك، وذلك على أثر توقيف الاخير المسؤول الميداني العسكري لتنظيم "الدولة الاسلامية" في منطقة القلمون أبو أحمد جمعة، وأوضح الجيش أن الأخير تم توقيفه في جرود عرسال واعترف بإنتمائه إلى "جبهة النصرة".
وكان قناصون انتشروا على بعض الأسطح في البلدة واعطوا مهلة باسم "الدولة الاسلامية" للافراج عن جمعة، فضلاً عن تجول ملثمين في انحاء البلدة، فيما قام الجيش باستقدام التعزيزات لحماية العسكريين، ما فتح المواجهة بشكل يظهر ان الامور لم تكن وليدة ساعتها بل معدة مسبقا. فيما ترددت معلومات عن أن "حزب الله" رفع جهوزيته في المناطق الجردية القريبة من جرود عرسال. واللافت انه على رغم حدة المواجهة، فإن الجيش لم يتراجع عن موقفه ولم يرضخ لمطالب المسلحين بتسليم الموقوف.
سياسيا، تابع رئيس الحكومة الوضع، مع وزيري الداخلية نهاد المشنوق والدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، واطلع منهم على تفاصيل ما يجري في المنطقة والجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية للتصدي للمسلحين الذين تسللوا الى داخل البلدة والمناطق المجاورة لها.


واعتبر سلام ان ما يجري اعتداء صارخ على لبنان الدولة، وعلى القوات المسلحة اللبنانية، مثلما هو اعتداء على المواطنين اللبنانيين في أمنهم ورزقهم وممتلكاتهم. وانطلاقا من موقع المسؤولية، فإن الحكومة تتعامل مع هذه التطورات بأقصى درجات الحزم والصلابة".


أضاف: إن الدولة لن تتهاون في حماية ابنائها، مدنيين كانوا أم عسكريين، ولن تسمح بفرض حالة من الفوضى الأمنية في أي منطقة لبنانية، أو خروجها عن سيطرة القوى الشرعية تحت أي ذريعة كانت. وإننا نطمئن اللبنانيين الى أن الجيش الذي نجح في مرات سابقة بتخطي اختبارات قاسية مماثلة، يؤدي هذه المرة أيضا واجبه الوطني كاملا، وسيتمكن بالتأكيد من انهاء هذه الحالة الشاذة المستجدة، واعادة الأمن والاستقرار الى عرسال ومحيطها".


من جهته، دان رئيس مجلس النواب نبيه بري اي تعرض للجيش و القوى الامنية التي تنفذ مهامها الامنية على الارض في اي موقع و في اية جهة، ورأى ان هذا العدوان هو عدوان على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين ، وان اي جرح في جغرافيا الوطن هو جرح في قلب لبنان.
وقال: اننا متأكدون ان اهلنا في عرسال شأنهم شأن اهالي الموصل لن يدعوا الارهاب يتسلط على بلدتهم ، و يمارس العدوان على الجيش و القوى الامنية، وهم الذين نشهد لهم في مواقع المقاومة الوطنية و الوطن .
وفي المواقف السياسية ايضا،علّق الرئيس فؤاد السنيورة معلنا "اننا ننحاز من دون تردد الى جانب الدولة ومؤساتها الامنية وندعم الجيش وقوى الامن الداخلي قبل ان نسأل مع اي طرف هي المواجهة. وليس مسموحا لاي طرف كان ان يرفع سلاحه في وجه القوى الشرعية اللبنانية وان يحمل السلاح على الاراضي اللبنانية.
وراى ضرورة الالتزام بانسحاب المسلحين السوريين من الاراضي اللبنانية ومن عرسال بالتحديد ووضع عرسال ومحيطها تحت سلطة الدولة واجهزتها الامنية وانسحاب حزب الله من القتال في سوريا.
وكان لافتا امس اللقاء الذي جمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه في إطار اللقاءات السياسية الرامية الى البحث في الوضع الاقليمي ولا سيما احداث العراق وما يتعرض له المسيحوين في الموصل على الساحة اللبنانية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم