اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يقام في "مركز بيروت للفن" في سن الفيل معرض لشادية نجار بعنوان "من الداخل (تصاميم)" إلى 22 اب 2014، جمعت فيه مكوّنات مختلفة وحولتها كلها الى ادوات وظائفية ذكية تخدم الديكور، بحيث تضيف الى المكان رونقا لافتا من الصعب تصوره خاليا منها ومن وجودها في محاذاة اشياء اخرى تجمل الزاوية التي تستفيد من وجودها المنطقي عليها.
المعروضات في غالبيتها صغيرة، تزيينية اولا، لكنها تضفي على المكان شيئا جديدا يجمله ويزيده انضباطاً وتوازناً ليلبي حاجيات احيانا ملحة، اقله بصريا. لم توفر شادية نجار شيئاً، بل عرفت كيف تستفيد من كل شيء ليخدم المشهد، كالانابيب الطبية التي ثبتت على قاعدة ملازمة لها، ومنها ما اصبح وعاء زجاج، مليئاً بالمياه، غرست فيها شتولا خضراء لا تحب الشمس وتنمو بسرعة، ولها اللون الاخضر المتموج حسب عمر اوراقها. من ألعاب الاطفال صنعت سلاسل متحركة يتلاعب بها الهواء ويمكن ان توضع في غرفة رضيع او فوق سريره الصغير.
الوان الالعاب واشكالها تمت لملمتها من مهملات لم تعد صالحة لوظيفتها الاساسية. المفاتيح الكبيرة ومفكات البراغي والمسامير واشياء اخرى، كلها تحضر هنا في وظائفها ودلالاتها الجديدة المبتكرة. يعبر المرء بين طاولات تستضيف الراديو القديم والتلفزيون وفناجين القهوة (الشفة) والمنافض والصواني وساعات الحائط والانابيب والخردة والفخاريات والبورسلين والكثير من المتفرقات.
الأسعار معقولة، وبعض الأعمال ينطوي على سحر بصري. ينظر الزائر اليها بفضول ومن الممكن ان يقول لنفسه: لماذا لم افكر في التحويلات تلك؟ ويتابع تنقله، بل ويستطيع ان يخرج كما دخل بشيء من اللامبالاة.
لكن من الممكن اقول إن الأعمال نظيفة ومقبولة، غير انها لا تندرج في مجال الفن المتمايز، بل تسجل في خانة الاعمال الترويجية للهواة اكثر مما هي نتيجة خلق فني مبدع.
