الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في عيد الجيش...سيوف الضباط لن تقابل رئيس الجمهورية والمهمات تتوسع

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

للأسف، لن يحظى هذا العام الضباط المتخرجون في الجيش باحتفال مركزي لتقليدهم السيوف بسبب الشغور في موقع الرئاسة. أمر بالتأكيد سيؤثر على معنويات نحو 280 تلميذا، لكنه لن يمنعهم من حمل صفة ملازم ابتداء من الأول من آب الذي يصادف أيضاً الذكرى التاسعة والستين لعيد الجيش، بعد دراسة ثلاث سنوات في الكلية الحربية.


السيوف لن يباركها هذه المرة رئيس الجمهورية، والتلاميذ سيتخرجون من دون احتفال مركزي، لكن الجيش سيحتفل في عيده بشكل طبيعي داخل ثكناته العسكرية حيث يتلى "أمر اليوم" وتوضع الأكاليل للشهداء، اضافة إلى الأنشطة الروتينية. يسأل البعض: لماذا لا يتم تقليد التلاميذ من دون رئيس؟
لأن قيادة الجيش لا تريد أن تغيّر في ما اعتاد عليه الجيش منذ العام 1945، ولا تريد أن تدرج عادة حصول الاحتفال من دون رئيس للجمهورية، خصوصاً أنه في غيابه لا تحضر باقي السلطات.
280 تلميذا سيحملون سيوفهم ورتبهم العسكرية بناء على مرسوم اعتبرهم ملازمين بدءا من غد الجمعة، وأمامهم تحديات سبقهم اليها زملاؤهم في المؤسسة العسكرية، وهي نفسها التي يواجهها كل لبنان جراء ما يدور حولنا من تطورات، خصوصاً في سوريا والعراق وغزة.


الانقسام السياسي


يحمل الجيش في هذه المرحلة عبئاً كبيراً، فهو منذ بداية التسعينات مكلف بحفظ الأمن، وهو تصدى منذ ذلك الوقت لكل محاولات زعزعة الأمن ودفع شهداء ودماء، لكن اليوم الوضع أكثر حساسية في ظل عناصر التهديد الجديدة من تكفيريين وعمليات أمنية كالتفجيرات وتفخيخ السيارات، فضلاً عن الانقسام السياسي في لبنان والضغط الكبير الذي فرضه اللجوء السوري، اضافة إلى عدم حصول الاستحقاقات في وقتها.
يحاول الجيش وبالاماكنيات المتوفرة منع الخطر، ويسعى إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع الارهاب والبقاء صمام أمان في ظل عدم حصول الاستحقاقات في وقتها.
ولو نطق الجيش لقال: نحتاج إلى قرار الدولة مجتمعة حتى نحصل على دفع إلى الامام، وإلى استقرار سياسي يؤمن الغطاء للجيش، وانتظام عمل المؤسسات والتوافق على الاستحقاقات.
الجيش حتى اليوم لا يعتبر أن هناك بيئة ارهابية في البلد ولا قرار من فئة بالحرب على اخرى، بل هناك حالات يتم التعامل معها. واللبنانيون بأجمعهم ينظرون للجيش على انه صمام الامان والمرجعية الأمنية الوحيدة حتى اليوم، القادرة على حفظ الأمن وحسم الازمات الأمنية بما يتوافق مع الوحدة الوطنية، فليس هناك جهة لبنانية أعلنت رفضها للجيش.


رئيس الحكومة قّلد جابر


لم يتقلد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد هشام جابر سيفه في العام 1964 من رئيس الجمهورية انذاك فؤاد شهاب، لأنه كان مريضاً بـ"الديسك"، وتولى حينها تسليم السيوف رئيس الحكومة الحاج حسين العويني. كما يذكر جابر بأنه "في العام 1976 لم يحصل ايضاً احتفال تخريج للضباط بسبب الأحداث، وفي العام 1989 أيضاً لم يكن هناك رئيس جمهورية بل كان هناك حكومتان واحداها يترأسها الجنرال ميشال عون وغير معترف بها من البعض، وفي ذلك العام اقرّ اتفاق الطائف وانتخب رينيه معوض رئيساً للجمهورية قبل ان يغتال في 22 تشرين الثاني من العام نفسه، ويصل بعدها الياس الهراوي في سنة 1990 الى رئاسة الجمهورية".
بالنسبة إلى جابر، الجيش "عمود الخيمة التي تغطي الوطن وتحميه"، وانهياره يعني انهيار الدولة بأكملها. ويقول لـ"النهار: "حتى الآن لم تتضح خطة تسليح الجيش ورغم كل الاجتماعات لم يولد أي شيء ملموس في شأن الاستيراتيجية الدفاعية، حتى خطة التسليح التي قامت بها قيادة الجيش واعتمدتها وزارة الدفاع بدعم بمليار و600 مليون لا زالت حبراً على ورق كما أن الهبة السعودية مضى عليها أكثر من سنة ولا زالت ضمن "اخذ ورد".
أما التطويع فلا يحصل بشكل معلن بسبب ضعف الميزانية والحفاظ على التوازن الطائفي". ولا يخشى ابن هذه المؤسسة العسكرية على الوضع الداخلي للجيش، فهو برأيه لا يزال متماسكاً وغير مخترق لكنه يتمنى "ابعاد الجيش عن تدخلات السياسيين لأننا حتى اليوم نسمع بان تطويع تلامذة ضباط يحصل وفقا لكوتا".
شهد الجيش اول عملية "انشقاق" بفرار المجند عاطف سعد الدين وانضمامه إلى "جبهة النصرة"، ورغم ذلك لا يزال الجيش بألف خير، ولم يؤثر هذا الحدث العابر على معنويات حاملي شعار "شرف، تضحية، وفاء"، ويعتبر جابر أن "الحادث عابر. إنه فرار عادي وسعد الدين كان محال أمام القضاء العسكري والخطأ الوحيد الذي تحقق فيه القيادة يرتبط بالتشكيلات التي وضعته في هذا المكان تحت معادلة "العدو امامكم والبحر من ورائكم". انه مهدد بالطرد والسجن واخذ الخيار بالهرب، لكن الله يستره من أن تكون نهايته على يد من لجأ إليهم، خصوصا عندما يكتشفون انه غير مشبع بعقيدتهم".


سيفه بداية المهمة


العميد المتقاعد نزار عبد القادر تقلد سيفه من الرئيس فؤاد شهاب، فهو دخل الجيش كتلميذ ضابط أيام تولي شهاب قيادة الجيش وتخرج متسلماً سيفه ومقسماً اليمين أمامه وهو رئيس للجمهورية. كان يوماً تاريخياً بالنسبة إليه، ولحظة تسلمه السيف شعر بأن مشوار خدمته الوطن انطلق وبات مسؤولاً عن أمن لبنان وشعبه.
ويقول لـ"النهار": "انه يوم حزين في تاريخ لبنان ألا يكون هناك رئيس جمهورية وأن يفوّت على الشجعان الذين اختاروا الجيش كطريق لهم للحياة في خدمة الوطن، تقليدهم السيف من رئيس الجمهورية، حامي الدستور ورئيس البلاد والقائد الاعلى للقوات المسلحة، وعلى الجميع أن يحملوا مسؤولية هذا الحزن إلى المسؤولين عن الشغور في موقع الرئاسة ومحاسبتهم في أول انتخابات".
هذه السنة لم تكن سهلة على الجيش وأدى مهمته بكفاءة، ولا يرى عبد القادر أي خطر على الجيش "فهو متماسك وقادر على الاستمرار في أداء مهمته سواء في الجنوب في مواجهة الاخطار الاسرائيلية او على الحدود الشمالية الشرقية في مواجهة الارهاب او في عمليات حفظ الامن في الداخل، ورأينا دوره الكبير في تنفيذ الخطة الامنية سواء في البقاع الاوسط أو الشمالي او طرابس، كما رأينا الفعالية التي تتمتع بها وحداته في ضبط الممرات القائمة بين لبنان وسوريا في السلسلة الشرقية وتوقيف المشتبه بهم".
وهذه المهمات ستزداد صعوبة وتتوسع مع تطور الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في العراق وسوريا، ومن الممكن أن يُصاب لبنان بشطايا نيران ما يجري ما يتطلب من المزيد من المهمات والوجود العسكري، لهذا يدعو عبد القادر إلى "زيادة عديد الجيش من خلال تجنيد على الاقل 20 الف عسكري وليرتفع عديده من 55 الف عنصر إلى 75 الف".


 


[[video source=youtube id=99WyU-trq_A]]


 


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم