الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يحمل المسيحيون السلاح؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

هم أمام خيارين، إما إعتناق الإسلام أو ترك منازلهم وقراهم والرحيل. هكذا هو حال مسيحيي العراق بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" الذي وضع حرف "ن" على كل بيت مسيحي رمزاً الى النصارى. أما في سوريا فهم واقعون ما بين المطرقة والسندان، في ظل نظام يحاول إقناع العالم أنه الحامي للأقليات، وتنظيم "داعش" الذي يدمر الكنائس والرموز الدينية ويحرقها.


وفي هذا السياق، أشارت "قائمة الوركاء الديمقراطية" التي تمثل المكون المسيحي في العراق إلى أنه بعد سقوط مدن وبلدات الموصل وسهل نينوى "بات من الواجب على أبناء الشعب المسيحي المساهمة في الدفاع" عن مناطقه، ودعت الحكومة المركزية إلى "تجهيز وتموين وتدريب وتخصيص الملاكات اللازمة التي تساعد لتنفيذ هذا الهدف النبيل" في إشارة إلى الدعوات الحكومية في العراق للتطوع بمواجهة التنظيم.
لكن يبدو أن القرار بالدفاع لا يناسب فكر الكنيسة ونهجها، إذ أطل مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس جورج صليبا بتصريح يرفض فيه الدعوات لتسليح المسيحيين، وقال: "ليست هناك أي قوى تردع التنظيمات التكفيرية بين المسيحيين والمواطنيين العاديين والدولة ملزمة بهم".
موقف يتفق معه مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، فهو يرفض "التسليح والحرب بين الفئات والأقليات في الشرق الأوسط لأن السلاح يجلب السلاح وينتج عنه ابادة لكل المكونات السياسية والطائفية والمذهبية والعرقية في الشرق".


"داعش" وأخواتها أثبتت أن الوسلية الوحيدة لمواجهتها هي السلاح، لكن قاطيشا يحصر هذا الدور بالدولة، ويقول لـ"النهار": "يجب مواجهة "داعش" من دول كالعراق وسوريا ولبنان، ومن الاسرة الدولية، خصوصا العربية، بكل الأسلحة، وألا تقع مسؤولية المواجهة على الاقليات لأننا نكون لعبنا لعبة المنظمات الداعشية والارهابية"، مشدداً على أن "تسليح الأقليات لمواجهة الاقليات عمل انتحاري للجميع".


تطرف وتطرف مضاد


ويتمسك عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر بالرؤية نفسها، إذ يقول لـ"النهار": "في ظل التفلت من مؤسسات الدولة والتفكك في العراق، وبعد التفلت من رأي الشعب في سوريا، هناك حرب العصابات والمربعات والتطرف، وعلى المستوى اللبناني هناك أيضاً تطرف مذهبي يقابله آخر، وذلك في ظل استعمال مؤسسات الدولة بالطرق المذهبية سواء أكان في العراق أم سوريا أم لبنان من خلال مصالح لدولة مهيمنة خلال الـ 10 سنوات الماضية وهي ضمن الاستراتيجية الايرانية التي أدت إلى التطرف والخروج عن الدولة".


ويرى أن "الحل يكمن بدعم مؤسسات الدولة والتنوع الطائفي وإرادة الشعب وعدم تزويرها لمصالح ايرانية او غيرها، ما يقضي كلياً على الارهاب الداعشي لمصالحة الدولة والتنوع والوفاق الوطني والسلم الأهلي في العراق، اما في سوريا فالحل بالاتيان بحكم جديد بناء على جنيف - 1 وتداول السلطة في سوريا، فيما يقوم الامن في لبنان بعمله ويؤمن الحماية من داعش". ويرفض "تسليح المربعات، لأن ذلك يستجلب مربعات أمنية أخرى وهو السبب نفسه الذي استجلب داعش وهو سبب خراب المنطقة بما فيها البصرة".


أما زياد أسود، عضو تكتل "التغيير والاصلاح" فله وجهة نظر مختلفة، إذ يدعو الأجهزة الأمنية قبل تسليح المسيحيين إلى القيام بواجباتها، ويقول: "قبل تسلح المسيحيين كان من المفترض أن تقوم الدولة بواجباتها"، محذراً من أن "الدعوة إلى التسليح تعني تقصير الدولة وتخاذلها في القيام بواجبها، بصرف النظر عن أحقيتِنا في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا لأن هذا أمر طبيعي".


ويضيف: "في ظل وجود دولة أرفض التسليح، لكن إذا كانت الدولة لا تريد القيام بواجباتها وتبيّن ان هناك تآمراً بطريقة غير مباشر على المسيحيين وعلى تخويفهم واضعافهم وتهجيرهم "فلكل حادث حديث"... وحينها يصبح حمل السلاح مشروعاً وحقاً".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم