مجزرة بيئية في عكار

لا تزال المخاطر تتهدد ثروة هذا البلد الحرجية نتيجة ، بالدرجة الاولى ، لتغاضي الدولة عن تطبيق القوانين المرعية الاجراء الامر الذي شجع منتهكي هذه الغابات على التوسع في انتهاكاتهم واجرامهم اللامحدود بحق طبيعتهم التي هي بحكم القانون والدستور اللبناني ثروة وطنية من مسؤولية كل فرد حمايتها وتوريثها للاجيال القادمة .

وبالدرجة الثانية جهل المجتمعات المحلية لقيمة ثروتهم هذه ،اذ وتحت شعار الكسب السريع يتم احراق مساحات شاسعة كل عام من الاراضي الحرجية في غير منطقة لبنانية دون وازع من ضمير او مخافة من قانون . الامر الذي يتسبب بتناقص متسارع و اضافي للمساحات الخضراء التي تتعرض كل يوم لشتى انواع الانتهاكات من قطع وحرق ورعي جائر واستباحة معلنة ووضح النهار لمشاعات الدولة ولحرمات غابات كان من المفترض ان تكون محميات تسهر عليها عين الدولة وترعاها .

والمقلق اكثر ان وزارة الزراعة باتت تشرع لعمليات قطع الاشجار في المناطق الريفية وفي محيط الغابات وداخلها عبر اذونات "بالتشحيل" و"التفحيم " وتحت هذا العنوان العريض الذي اسمه " التشحيل " وحيث لا رقيب ولا حسيب ولا اعين ساهرة على تطبيق تفاصيل هذه الاذونات والزام اصحاباها بتنفيذها حرفيا .. تدور مناشير الحطب في الاراضي الخاصة والمشاع على السواء لتحصد الاف الاشجار الحرجية ولا سيما منها اشجار السنديان الدهرية ولتحولها بلمح البصر الى فحم اسود جاهز للبيع في السوق "كيلو الفحم ب 3 الاف ليرة لبنانية .. . وما هو حاصل اليوم في بلدة بزبينا في منطقة الجومة \\عكار يحصل كل يوم في مختلف البلدات والقرى اللبنانية القريبة من الغابات وان اعترض الاهالي يكون الجواب جاهزا بان فلان او علان معه رخصة ...

وهذا ما اثاره اهالي بلدة بزبينا ومجلسها البلدي مؤخرا معترضين على مشاحر الفحم التي تقلقهم وتسيء الى صحتهم وبيئة بلدتهم الا انها ووفق صاحب هذه المشاحر وهو مواطن مدعوم من اهالي البلدة بحوزته رخصة شرعية من وزارة الزراعة وفي ارضه الخاصة تخوله قص الاشجار والتفحيم وسط المنازل وهو غير عابء بكل مناشدات الاهالي واعتراض البلدية على فعلته .
وللاشارة كما يقول رئيس البلدية ميلاد انطون بان اعتراض الاهالي ليس على رخصة التشحيل المعطاة بل على خرق القانون وعدم التزام صاحب الرخصة بما هو منصوص عنه قانونا في حيثيات هذه الرخصة .حيث ان نطاق التشحيل محصور بعقار محدد الا ان عمليات التشحيل شملت اراض ومساحات خارج نطاق هذه العقار .
والخرق الثاني ان عمليات التفحيم محددة حصرا بعيد شهر ايلول شرط ان تتم بعيدة بعدا كافيا عن المنازل والمناطق السكنية وهذا ما لم يحصل فادخنة المشاحرالمشبعة بثاني اوكسيد الكربون قد تسببت باضرار بيئية وصحية للاهالي .

وقال : البلدية حاولت مرارا التحدث إلى المعني وطالبته بوقف أعمال المشحرة فورا لانه مخالفة للقانون فوافق من دون أن يلتزم، فحضرنا بعد ذلك إلى موقع المشحرة مع شرطة اتحاد بلديات الجومة ، وبعد معاينات ومناشدات نتيجة لوقائع محسوسة تبرز مدى الضرر وعد بأن يوقف الأعمال بعد ثلاثة أيام لكنه لم ينفذ ما تم التوافق عليه، وتوقيف العمل سببه فقط عطلة عيد الفطر السعيد ليس أكثر".

واكد رئيس البلدية بان اجتماعا عاما للمجلس البلدي سيعقد يوم السبت المقبل للإتفاق على حل ، وفي حال لم يكن موقف الشخص المعني إيجابيا مع البلدية والاهالي سوف ندعو الإعلام والمخاتير واتحاد البلديات إلى مؤتمر صحافي لتوقيع عريضة سنوجهها إلى المحافظ واتحاد البلديات ووزيري الزراعة والبيئة اذ لا يجوز أن نسكت على هذه الاساءة البيئية والصحية .

رئيس الدائرة الحرجية في مصلحة الزراعة في عكار ميشال ديب قال بان اعتراض الاهالي قد اخذ بعين الاعتبار والامر قيد المتابعة وقد قام ماموري الاحراج في منطقة الجومة بزيارة الموقع للمعاينة وقد تم الطلب رسميا ووجاهيا من صاحب العقار بوقف الاعمال فورا ونحن بانتظار انتهاء عطلة العيد كي نقوم بزيارة المنطقة والاطلاع ميدانيا على ما هو حاصل ولاجراء المقتضى القانوني وسوف نتخذ القرار المناسب على ضؤ المعطيات التي بين ايدينا بما في ذلك قمع المخالفات الحاصلة وتسطير محاضر الضبط المعمول بها في هذا الاطار .

واكد ديب بانه غير مخول اعطاء اي تصاريح صحفية او اعطاء اي صورة عن رخصة التشحيل والتفحيم قبل اخذ الاذن من الجهات المسؤولة وقبل معاينة موقع الضرر .
ويقول قائل : لكن ما الفائدة من كل ذلك وكل شيىء مستباح في هذا البلد التي سقطت فيه على ما يبدو ،هيبة القانون وهيبة الدولة ، والمشاحر تنشط وتعمل على في وضح النار وادخنتها تغطي مناطق عديدة .