الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نصرالله: غزة انتصرت... و"حزب الله" الى جانب المقاومة الفلسطنية

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام "
A+ A-

اطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصيا عصر اليوم، في الاحتفال الذي يقيمه الحزب بمناسبة "يوم القدس" وتضامنا مع غزة شعبا ومقاومة، في مجمع سيد الشهداء في الرويس، في حضور شخصيات سياسية وحزبية وديبلوماسية ودينية وشعبية.
واذ اشار الى اهمية احياء يوم القدس، قال:"عندما نتطلع اليوم الى حالة الامة نشعر بأهمية هذا اليوم واحيائه".
و لفت الى انه "بعد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وسيطرته عليها، كان هم الصهاينة منذ ذلك الحين وهدفهم الاساسي تصفية القضية الفلسطينية واعتبار شعب فلسطين غير موجود وأرضهم كذلك، وأصبحت القدس عاصمة أبدية للدولة اليهودية. وكان الهدف بعد الاحتلال إنهاء القضية الفلسطينية، ولم يكن من الوارد في عقولهم أن يعيدوا شبرا واحدا من أرض فلسطين إلى اصحابها، ولا لاجئا واحدا إلى دياره".


أضاف: "كانوا يعلمون أن قضية بهذا الحجم، وأرضا مقدسة وشعبا لا يمكن حذفهما في سنة أو سنتين ولا في جيل أو جيلين. لذلك، وضعت خطة طويلة الأمد لتحقيق هذا الهدف، ويمكن لأي منا أن يحلل ما جرى منذ عام 1948 حتى اليوم ليكتشف معالم برنامج تصفية القضية الفلسطينية، وهذا الحلم الموجود عند الغرب والاميركيين والصهاينة.


وتابع: "على سبيل المثال، كانوا يفترضون أن الأرض العربية واسعة ويمكن توطين اللاجئين وتذويبهم في المجتمعات العربية المتعددة، فهذا الخطر كان قائما، ولا يزال قائما ويلاحق اللاجئين. كما أن العمل على اختراع قضايا مركزية لكل شعب ودولة لتغييب مركزية فلسطين ومركزية القدس، وفقوا فيه إلى درجة كبيرة جدا، وإن العدوان ليس فاشلا دوما، بل يفشل حين نريد افشاله.


واوضح إلى أن "هناك غرفا سوداء تعمل كي لا يبقى أي صلة بين أي لبناني وأي مصري وأي سوري وفلسطين. وإن اختيار انتحاريين فلسطينيين في تفجيرات لبنان كان أمرا متعمدا، وهناك الكثير من الأمثلة يمكن الحديث عنها. ورغم كل ما حصل وكل المؤمرات والتحديات بقيت هذه القضية تفرض نفسها على المنطقة والعالم، فما يجري في غزة الآن شاهد على هذا الاستنتاج لأسباب عدة أهمها: الشعب الفلسطيني، ومنها على سبيل المثال صمود بعض الدول العربية، وأبرزها سوريا وعدم خضوعها لشروط التسوية، ومنها انتصار الثورة الاسلامية في ايران وتبنيها القضية الفلسطينة، ومنها حركات المقاومة في لبنان وانتصارها في لبنان واسقاطها لمشاريع اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية، لكن الأهم الشعب الفلسطيني، لأن رغم كل شيء كان عصيا على اليأس والاخضاع والاستسلام".


واذ اكد ان "خيار الصمود والمقاومة كان منذ البداية"، اشار إلى أن "الشعب الفلسطيني حمل هذه القضية وناضل من أجلها"، وقال: "ما نشهده هو تدمير للشعوب والجيوش والدول وتفككيها نفسيا واجتماعيا وعاطفيا وايجاد قضايا لا يمكن معالجتها في مئات السنين".


سوريا جدار في وجه الصهيونية


واعتبر أن "سوريا كانت الجدار المتين وستبقى في وجه المشروع الصهيوني، وكانت الحضن الكبير للمقاومة والقضية الفلسطينية. أما العراق التي دخلت النفق المظلم للأسف باسم الاسلام والخلافة فتهجرت فيها آلالف العائلات المسيحية. والسنة الذين يختلفون مع داعش لا خيار لديهم إما البيعة أو الذبح. أما الشيعة فلا خيار لديهم إلا الذبح".


اضاف: "هذا المشهد من تدمير الكنائس ومراقد الانبياء والجوامع، أخشى أن يجهز النفوس من أجل تدمير المسجد الاقصى، هناك خشية من أن يصبح ذلك أمرا عاديا بالنسبة لتدمير الكنائس والمساجد.أمتنا في أسوأ حال، والمستهدف الاول هي فلسطين، وعلينا جميعا أن نعرف أين نضع أقدامنا في هذا الزمن، زمن الفتنة، وعلينا أن نعرف ماذا نفعل، وهذا هو التحدي الكبير الذي تواجهه أمتنا".


وتابع: "في هذا السياق، تأتي الحرب الاسرائيلية على غزة، وفي هذا السياق كانت الحرب على لبنان 2006 وعلى غزة في العام 2008، لكن في العام 2006 و2008، كانت النتائج مختلفة واليوم أيضا نحن في لبنان نستطيع أن نفهم وندرك بشكل كامل كل ما يحصل في غزة وما يتعرض له أهلنا في غزة، لانه نفس ما جرى عندنا في تموز 2006، من حجة خطف المستوطين الثلاثة وحجة خطف الجنديين، هذه حجج للحرب وليست سببا، اسرائيل اعتبرت أن قطاع غزة محاصر وهناك فرصة لاخضاعه وتدميره".


ودان "تواطؤ بعض المجتمع الدولي وأميركا والغرب ومجلس الامن وبعض الانظمة العربية، لكن في المقابل كان هذا الصمود الشعبي الرائع وتمسك أهل غزة بالمقاومة وهذا الاداء والصمود السياسي المميز لحركات المقاومة، لكن في نهاية المطاف أقول للجميع أن الذي يحسم الموقف سيحسم ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي".


واردف: "في هذه الحرب القائمة، المستهدف هو سلاح المقاومة وارادة المقاومة، وليس فقط حماس والجهاد الاسلامي بل كل المقاومة في فلسطين، وكل نفق في غزة وكل صاروخ في غزة بل كل دم مقاوم يجري في عروق أبناء أهل غزة، الافق هو أن يصل الاسرائيلي الى مكان يجد فيه أنه لا يستطيع أن يكمل وعندها يستطيع الاستعانة بالأميركي، اليوم أقول أن غزة انتصرت بمنطق المقاومة".


وقال: "نجد أمامنا الفشل الاسرائيلي يقابله انجاز المقاومة، وحتى اليوم هناك ارباك في تحديد الهدف من الجانب الاسرائيلي، وهم خائفون منذالبداية من الفشل، ولذلك لم يحددوا أهداف عالية وتعلموا من تجربة تموز 2006".


أضاف نصر الله: "إن الاسرائيلي لم يبدأ من سقف عال، بل يضع أهدافا متواضعة، حتى إذا حققها يقول أنا انتصرت. لقد فشل في تحديد امكانات المقاومة، وهذا فشل استخباراتي وفشل سلاح الجو الاسرائيلي في حسم المعركة، فهذا أمر مهم بالنسبة الى أهل فلسطين ولبنان. مع العلم أن قبل أشهر قليلة، قال قائد هذا السلاح: إن امكانات هذا السلاح قادرة على حسم المعركة في لبنان إذا حصلت خلال 24 ساعة وفي غزة خلال 12 ساعة. أما اليوم فنحن في اليوم 18 من العدوان على غزة، وهو يتحدث عن غزة المحاصرة".


حرب على الاطفال


وأشار إلى أن "هناك فشلا اسرائيليا في المساس بمنظومة القيادة والسيطرة في غزة، فهو يخترع قادة شهداء، ويتحدث عن اغتيال شهداء لا يزالون على قيد الحياة. كما أنه فشل في وقف اطلاق الصواريخ وفي العملية البرية"، وقال: "إن حجم الخسائر البشرية وتهيب الدخول في عملية برية، نراهما في عيون المسؤولين الاسرائيليين. لذلك، لجأوا الى قتل الاطفال والمدنيين من أجل كسر البيئة الحاضنة للمقاومة، وهذا ما كانوا يريدونه في لبنان عبر تقليب جمهور المقاومة عليها، لكن بفضلكم انتم يا اشرف الناس لم يحصل في حرب تموز".


ولفت إلى أن "الجيش الاسرائيلي ذهب الى غزة ليكون جيشا قاتلا، لا مقاتلا"، وقال: "هذا ما نعرفه عنه. لقد قال ايهود بارك بعد سنوات من العمل جملة صغيرة سقطت على بوابة غزة: أي حرب مقبلة ستخوضها اسرائيل ستكون سريعة وحاسمة ونصرها واضح، لكن غزة اليوم تقول لهم انتم الجبناء الذين تقتلون الاطفال، فاذا ما واجهتهم ابطالنا وجها لوجه سقطتم انتم وجيشكم".


أضاف: "إن المقاومة وأهلها واحد منذ اليوم الاول، فالهدف واضح: رفع الحصار، ثبات في الميدان وابداع في الميدان ومبادرة في الميدان، ومواصلة قصف الصواريخ تحت القصف الاسرائيلي الهائل، وايصال الصواريخ الى اماكن غير مسبوقة، وهذه هي المرة الاولى التي تنطلق فيها صواريخ من داخل فلسطين لتطاول كل أرض فلسطين، فهذا جهد كبير، وهناك ثقة عالية بالله وبالمقاومة، وهناك صمود شعبي. وحتى الان إن الشعب مع المقاومة، وهناك صمود سياسي ورفض لكل الضغوط الهائلة اقليميا ودوليا".


وتابع: "رفضت قيادة المقاومة، منذ اليوم الأول، وقف اطلاق النار، وإن العدو يريد ذلك وصولا الى الهبة الشعبية في الضفة. أما الأمور فستصل الى فرض معادلات جديدة على العدو تحتاج الى بعض الوقت، وليس من السهل ان يستسلم نتانياهو، فهناك بعض الحكام العرب الذين يطلبون منه الاستمرار، لكن المقاومة هي ستفرض على الاسرائيلي الحل، وسيصرخ الاسرائيلي طالبا من الاميركي الحل".


لوضع الحساسيات جانبا


ودعا الى "وضع كل الحساسيات والخلافات والاختلافات حول القضايا الاخرى جانبا، لنقارب جميعا ما يحصل في غزة كمسألة شعب ومقاومة وقضية عادلة لا اختلاط فيها بين حق وباطل، وهنا ليس هناك من التباس ولا يوجد نقاش، غزة الان بدمائها ومظلوميته وصمودها وبطولتها يجب أن تكون فوق كل اعتبار".


وأسف ل"سماع بعض المواقف في الاعلام العربي تحمل المقاومة مسؤولية ما يحصل، ويصل الامر الى اعلان البعض التعاطف مع الاسرائيلي، وهذا أمر معيب ومحزن لا بل مخز، أيا كانت الحسابات والحساسيات. في الحد الادنى من لا يريد أن يتعاطف، ليسكت ولا يحمل نفسه وامته هذا العار".


ودعا "الحكومات العربية والاسلامية الى تبني خيار رفع الحصار عن غزة وحماية القيادة السياسية للمقاومة من الضغوط التي تريد وقف النار من دون تحقيق هذا الهدف".


كما دعا الى " تأمين الدعم المالي والسياسي والمعنوي وصولا الى العسكري، ويجب التذكير هنا أن ايران وسوريا ومعهما المقاومة في لبنان على مدى سنوات طويلة لم يقصروا ولم يتوانوا عن دعم المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها على كافة المستويات، وهناك اليوم من لا يقوم بأي عمل ايجابي لفلسطين سوى المزيدات، ولا أريد الدخول في أي مهاترات مع أحد، لكن يكفي ان نقارن على مدى عقود ماذا قدم محور المقاومة من أجل فلسطين رغم كل الاعباء والتبعات، وماذا فعل هؤلاء من أجل فلسطين وماذا قدموا في كل الساحات الاخرى التي تخدم اسرائيل وتخدم هدف اسرائيل".


نحن معكم ونساندكم


اضاف: "في مواجهة هذا الحدث، نحن في حزب الله كنا وسنبقى نقف الى جانب كل الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة في فلسطين بكل فصائلها، ونحن لن نبخل بأي شكل من اشكال الدعم التي نستيطعها ونقدر عليها، ونحن نشعر بأننا شركاء مع هذه المقاومة، وانتصارهم انتصار لنا جميعا وهزيمتهم هزيمة لنا، نحن نتابع ما يجري بكل دقة ونواكبه ونتابع كل التطورات الميدانية والسياسية، ونقول لاخوننا في غزة نحن معكم والى جانبكم وواثقون من ثباتكم وسنقوم بكل ما يجب أن نقوم به".


وختم نصرالله: "أقول للصهاينة أنتم اليوم في غزة في دائرة الفشل في بيت العنكبوت، فلا تذهبوا الى أكثر من ذلك الى دائرة الانتحار والسقوط".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم