الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

سيغريد كاغ لـ"النهار": قضينا على معظم الكيميائي السوري \r\nأطراف غير حكومية قادرة على بلوغ أسلحة خطرة

ريتا صفير
A+ A-

سيغريد كاغ. اسم "لاح" في لبنان، مع تردد معطيات عن احتمال توليها منصب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة. الا ان للسيدة الخمسينية "رصيدا" آخر. معظمه انساني، راكمته بتوليها مهمات عدة ضمن المنظمة الدولية ولاسيما "اليونيسيف" ومفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، وزاد منه نجاحها في ادارة الملف الكيميائي السوري. فالمسؤولة الاممية التي قامت في الاشهر الماضية برحلات مكوكية بين دول الجوار، نجحت في "قفل" احد ادق الملفات في الشرق الأوسط. بمنطق علمي، تشرح لطلاب الجامعة الاميركية في بيروت ظروف تمكّنها من تخطي "المهمة الصعبة". وبثقة تمتزج بالصلابة، ترد لاحقا على اسئلة "النهار".
"الوقت يمر..."، عبارة لا تنفك عن استخدامها. تقر بالمخاطر والتحديات التي طاردتها. ابرزها المخاوف من احتمال وصول الاسلحة الكيميائية الى "الأيدي الخطأ"، وقد عززها حادث الغوطة (في ريف دمشق) الا ان كاغ الهولندية والتي تتقن العربية بطلاقة (الى 5 لغات اخرى) تقر ايضا بعناصر نجاح البرنامج الذي عملت عليه، وفي مقدمها توافر اطار العمل الاميركي- الروسي حيال الملف او الرعاية السياسية له.
للفصل السابع مكانته ايضا. كلّله التفاهم بين اعضاء مجلس الامن:" وهذا مهم للغاية،" تعلق،" باعتبار ان البرنامج هو المكون السوري الوحيد الذي تم تنفيذه بموجب الفصل السابع".
تتحدث كاغ عن تقويمات تقنية دقيقة خضعت لها اعمال البعثة. نتيجتها القضاء على الاسلحة الكيميائية السورية انطلاقا من الاعلان الاساسي. وتوازيا، ترافق ذلك مع تدمير الاسلحة الكيميائية خارج البلاد، عبر احدى التقنيات الاميركية الحديثة بالنسبة الى الامم المتحدة والتي تشمل التذويب.
تنصت لثوان. يخطر في بالها اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الذي رافق تعيين ستيفان دو ميستورا موفدا امميا له في سوريا، فتلاحظ: "توافر الارادة السياسية القوية يمكن ان يفعل الكثير". هنا، تحضر مجددا الشكوك التي راودت بعض ممثلي المعارضة السورية ودول من المنطقة حيال امكان اتمام المهمة.
ترد بيروت ونيقوسيا مرارا على لسان المنسقة العامة للبعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة. فالعاصمة اللبنانية شكلت قاعدة تنقلاتها بين "الشام" ودول المنطقة. كما ان البعثتين الامميتين فيها، "اليونيفيل" والـUNTSO (بعثة الامم المتحدة لمراقبة الهدنة) اضطلعتا بدور في "اعارة" فريقها في دمشق معدات وخبرات.
يفتح باب الحوار مع الحضور. يثير البعض الدور الاممي "المعلق" في ازمات المنطقة والمحيط. تحضر سوريا، غزة،اوكرانيا. "تحيد" كاغ عن الاجابة بديبلوماسية فائقة. تكتفي بالمطالبة بتحديد اطر عمل النزاع او الـ PARAMETERS، عملا بما حصل مع القرار 2118. ولدى سؤالها عن التنسيق مع الدول الاقليمية، تسمي تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر وايران.
وفي لقاء مقتضب مع "النهار"، تقول: "تمكنا من القضاء على معظم برنامج الاسلحة الكيميائية السورية (...) ويبقى امامنا اكمال تقويم الاعلان السوري للتأكد من ان اسس البرنامج متممة، وان الدول الاعضاء تأكدت من ان البرنامج النووي السوري تم القضاء عليه في شكل كامل. وهناك شق عملي آخر يشمل تدمير الانفاق وهذا يستغرق وقتا حتى السنة المقبلة". واذ توضح انها ستزور سوريا في آب المقبل، تصف التعاون مع الحكومة السورية بـ"البناء جدا"، كاشفة ان لقاءاتها شملت وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، واللجنة الوطنية التي تم انشاؤها لهذا الغرض". وتضيف: "كل ما اعلنه الجانب السوري تم تصنيفه ويتم التدقيق فيه والتأكد من ان كل ما اعلن تم تدميره. اما بالنسبة الى عناصر الاسلحة الكيميائية التي يجب نقلها من البلاد، فقد دققنا في النماذج قبل نقلها الى اللاذقية ومن هناك الى السفن حيث يتم تدميرها".
وعن امكان وقوع الاسلحة الكيميائية في ايدي مجموعات غير حكومية، ترد:
"الاسلحة الكيميائية المعلنة تم التدقيق فيها وتدميرها والموافقة عليها. الا ان الاسلحة الكيميائية عموما يمكن ان تكون في منال آخرين، وليس فقط من سوريا. ثمة مسألة تشكل مصدر قلق للمجتمع الدولي ككل، ومفادها ان اطرافا غير حكومية قادرة على بلوغ اسلحة خطرة".
إلام أدت جولتك العربية؟ تجيب: "تحدثت الى هذه الدول للحصول على دعمها في استخدام نفوذها على لاعبين في النزاع في سوريا كي لا يتسببوا بأذى في تطبيق برنامج القضاء على الاسلحة الكيميائية السورية. وقد ابدت هذه الدول تعاونا حيال مهمتنا". وعن محادثاتها في طهران، تجيب: "تحدثنا عن قضايا اشمل في المنطقة. ناقشت الدعم الذي وفروه الى الجمهورية السورية ولاسيما عبر المشورة التقنية وتقديم المساندة في اعداد مسودة الاعلان".
الدروس المستقاة من مهمتها الاممية والتي يمكن تطبيقها على بقية النزاعات في المنطقة تبدو كثيرة. وتقول في هذا المجال" القادة يعملون بقوة للمساهمة في استقرار المنطقة وضمان حقوق الانسان وتوفير المنافذ الانسانية للمحتاجين". وعن انعكاس ذلك على المفاوضات في شأن الملف النووي الايراني تجيب:" للملف النووي الايراني برنامج بناء جدا، وثمة عملية ومفاوضات. يعود الى الدول الاعضاء ان تنظر اليه". ووصفت احتمال تعيينها في سوريا بدلا من الأخضر الابرهيمي بـ"التكهنات الاعلامية". كما علقت على امكان تعيينها ممثلة للامين العام للامم المتحدة في لبنان بالقول: "اجبت انا والسيد ديريك بلامبلي عن هذا الكلام سابقا".


rita.sfeir @annahar.com.lb Twitter:@SfeirRita

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم