الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عابد فهد حين اعترف: أخطأتُ في "لو"

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
A+ A-

ننتظر من الضيف ألا يُجاري المقدّم في مديح نفسه وأعماله. يلمح المُشاهد ميل البرامج الى تبجيل الضيف وتجنّب إحراجه. رحّب نيشان ديرهاروتيونيان بعابد فهد ضيف حلقة الأحد من "ولا تحلم" ("أم تي في"، "الحياة") بحرارة الترحيب به في الحلقة الأخيرة من "أنا والعسل" في رمضان الفائت. هي من خصال نيشان أن يغدق الكلام المعسول على الضيف ويُذكّره طول الوقت بنجوميته. استضاف فهد من أجل دوره في "لو" (تعرضه "أم تي في" أيضاً، الى "أم بي سي دراما" و"أو أس أن")، ثمّ مرّ عرضاً على "قلم حمرة" ("السومرية"). بدا المراد ألا يتوجّه اليه بنقد، وألا يُفسح له المجال لإنتقاد ذاته.


ليست هذه سنة عابد فهد درامياً، فسوء خياره في "لو" (كتابة بلال شحادات ونادين جابر، واخراج سامر البرقاوي) ترك سؤالاً عما أحوجه ليخوض تجربة سيئة. الخيانة تيمة درامية مستهلكة، يفرض التطرّق اليها البحث عن زاوية مغايرة. هي حتماً غير تصوير فهد، في دور الزوج المخدوع غيث، ساذجاً بساطته سلبية تحول دون التعاطف معه أو تفهّم أسبابه. بدا فهد متابعاً لدراما هذه السنة. درجت العادة أن يتذرّع الممثلون بضيق الوقت تجنّباً لإبداء الرأي في أعمال منافِسة. كان حقيقياً حين انتقد، وبالغ قليلاً بكيل زملاء المسلسل بأوصاف مُضخِّمة (وصف يوسف الخال بـ"المثالي" -Perfect- علماً أنّ دور جاد بيّبه غير قادر أن يُجيد الحب كما عادته). ابتهج نيشان بحضوره، وفاته أنّ النجوم في أحيان يخفت وهجها. كان على فهد أن ينتقد ذاته حين وجد مُحاوِره يُنزّهه عن الخطأ. ذلك من أجله أولاً قبل المُشاهد، رغم أنّ الاعتراف (بإصرار من نيشان في بداية الأمر) بضعف في بعض مَشاهد "لو" أو بنوع من التراخي، كان مُنتَظراً، ففهد لم يتعوّد في مقابلاته أن يظهر راضياً.


ربط الاعتراف بـ"عوامل جغرافية ومناخية صعبة رافقت التصوير"، لم يُقنع مُشاهداً يرى النصّ ركيكاً تطورّاته مضحكة، خضع له فهد لسبب مُستغرَب. كلّ ما هنالك أنّ إرفاق الخطأ بمبررات لم يصححه. يحرص نيشان دائماً على ألا يبخس حق ممثل أو "نجم" كما تحلو له التسمية. أراد لضيفه أن يقارن سيرين عبدالنور بنادين نسيب نجيم، مكرراً أسئلته عن القدرات والمهارات والموهبة. تنصّل فهد من مواقف، وتكفّل المونتاج بقصّ بعضها الآخر غير المناسب لصورة "لو" أمام جمهور المحطة. فهد أقل اشراقاً من العام الفائت، وإن أحاطته كاميرا المخرج باسم كريستو بأضواء لم يظهر أنّه من داخله يشعر بها. خرج ليقول للمُشاهد: "انتظرني في الحلقات العشر الأخيرة". يستبق حُكماً على العمل وبالتالي على دوره. يُنقذه الاعتراف بضعف بعض المَشاهد (لم يقل الدور، مراعاةً ربما لعقد وقّعه مع "الصبّاح"، الشركة المنتجة، لرمضان 2015)، من الظهور مستخفاً بمتابع يدرك جيداً ما يجري. حفظ خطّ الرجعة، وحفظ أيضاً بعض ماء وجهه.
[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم