الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

وسام حنا حين يغضب

المصدر: "النهار"
ف. ع.
A+ A-

بعض الممثلين في مسلسل "عشرة عبيد صغار" ("أم تي في") متأرجح ما بين سوء الأداء وحدّه المقبول، وبعضهم يُرجَّح أنّه يؤدي جيداً. نميل الى رأي يصنّف وسام حنا ضمن البعض الأخير. تفرض شخصية حسّان رجلاً لا يُذعِن للشرط، ولا يخشى رأي الآخرين إن أخطأ. يُضفي حنا على الشخصية ما يجعلنا نصدّق أنها ليست خائفة. المطلوب من حسّان ألا يُسلِّم بانطفاء الشخصية قبل أوانها. بعض مَن في العمل بالكاد يؤثّر في السياق (القصة لطوني شمعون، مستوحاة من رواية أغاثا كريستي "ثم لم يبق منهم أحد"). لا يبدو حنا كذلك. لا يزال مرتبكاً إزاء التكيّف مع واقعية الذعر، لكنّه في موقع الهجوم يظهر صارماً. يصبح العراك مع وليد (هشام أبو سليمان اللافت بتطوّر أدائه) محرّكاً لعمل قوّته التفاصيل قبل الفكرة العامة كون الجميع على موعد مع الموت في النهاية. يختنق حنا في العراك حتى نصدق أنّ ما يجري ليس تمثيلاً (إخراج ايلي ف. حبيب). هذا الاختناق يصوّره ممثلاً يتقدّم، فكلما أزعجنا حضوره وتذمّرنا من ادعائه القوة، بدا متمكّناً من الدور أكثر.


حسّان يرفض الموت. مسلسلٌ يضجّ بالموتى (موتى الضمائر والقلوب والأرواح والأجساد)، يشاء أن يكون آخر من يُقتل. إننا هنا أمام شخصيتين تتنافسان: وسام حنا وهشام أبو سليمان. باقي الممثلين (الذكور) أقلّ حضوراً في اللعبة. كلاهما يلتهم الآخر تمثيلياً، وللاثنين قدرة على "مُصادرة" المشهد. لافتٌ حنا في إثبات "الرجولة". حين ينفعل يملأ الغضب شرايينه. يعوزه أن يعيش الخوف كأنه الغضب. حتى الآن لا يزال يمثّله.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم