الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إسرائيل تنطلق من رفض "حماس" المبادرة لـ"توسيع وتصعيد" الحملة العسكرية على غزة

المصدر: العواصم - الوكالات
رام الله - محمد هواش
A+ A-

عاودت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد موافقتها على هدنة اقترحتها مصر، لكنها أخفقت في حمل مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على وقف الهجمات الصاروخية التي أوقعت امس أول قتيل اسرائيلي في المواجهة المستمرة منذ اسبوع. ويبدو أن المواجهة بلغت نقطة تحول، اذ تهدد إسرائيل بتصعيد حملتها التي قد تتضمن غزوا برياً للقطاع الذي يضم 1.8 مليون نسمة.
وبموجب المبادرة التي أعلنتها وزارة الخارجية المصرية كان مقررا أن تبدأ "تفاهمات التهدئة" في الساعة التاسعة صباح أمس (06:00 بتوقيت غرينيتش) على أن يوقف النار في غضون خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين اياها.
ورفضت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" محتوى المبادرة المصرية وقالت: "معركتنا مع العدو مستمرة، وستزداد ضراوة وشدة". لكن القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق الموجود في القاهرة افاد إن الحركة لم تتخذ قرارها النهائي بعد. وقال في موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي: "لا زلنا نتشاور ولم يصدر موقف الحركة الرسمي في شأن المبادرة المصرية".
واعلنت فصائل فلسطينية أخرى مثل"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" إنها لم توافق بعد على المبادرة المصرية.
أما وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فأوردت إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا إلى قبول المبادرة. وتوقع ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن من المتوقع وصول الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة اليوم كي يجري محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.


اسرائيل الى التصعيد
وفي الجانب الاسرائيلي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن اسرائيل ستصعد الهجوم بعدما واصلت الحركة اطلاق الصواريخ على اسرائيل بدل قبول وقف للنار اقترحته مصر. وأضاف :"كان من الأفضل حل ذلك ديبلوماسيا وهذا ما حاولنا عمله حين قبلنا الاقتراح المصري لوقف النار ، لكن حماس لا تترك لنا خيارا سوى توسيع وتصعيد الحملة عليها".
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون إن الجيش الإسرائيلي سيكثف هجماته في غزة.
وأبدى رئيس الأركان الإسرائيلي الليوتنانت جنرال بني غانتس استعداد الجيش الإسرائيلي لتوسيع العمليات في قطاع غزة بحسب الضرورة في الجو والبر والبحر على حد سواء وذلك تنفيذاً لتوجيهات المستوى السياسي.
وفي تصريحات متلفزة، رد نتنياهو على انتقادات الصقور في حكومته ولا سيما منها انتقاد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان قبول اسرائيل الهدنة المصرية و"تردد" نتنياهو، معتبرا ان على اسرائيل اقتحام غزة وطرد "حماس" منها. وقال: "في هذه اللحظات يجب اتخاذ القرارات بهدوء وبصبر وليس على عجل ووسط الضجيج".
وبعيد تصريحات نتنياهو، اعلن مكتبه انه اقال نائب وزير الدفاع داني دانون، العضو المتشدد في حزب "ليكود" الذي انتقده بشدة خلال العملية . واضاف: "من غير المنطقي ان يهاجم نائب وزير الدفاع قيادة البلاد التي تقود الحملة". ورأى ان "التصريحات القاسية تظهر انعدام المسؤولية ... حتى ان جماعة حماس الارهابية تستخدمها لانتقاد الحكومة كما هو واضح في اتصالاتها".


واشنطن


ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بالمبادرة المصرية. وقال خلال افطار رمضاني استضافه في البيت الابيض، آملاً في ان "تتيح استعادة الهدوء". واكد ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر". لكنه وصف مقتل مدنيين فلسطينيين بانه "مأسوي".
وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري من فيينا من ان "ما يجري هناك ينطوي على مخاطر كبيرة وحتى احتمال تصعيد العنف أكثر". واعلن انه قرر الغاء زيارته المقررة لمصر والعودة الى واشنطن لاعطاء المبادرة المصرية لوقف النار الوقت كي تنجح. ودعا الدول العربية الى الضغط على "حماس" لقبول هذه المبادرة بعدما رفضتها على رغم قبول الحكومة الاسرائيلية اياها. وقال: "نحن مستعدون لبذل كل جهودنا لمساعدة الاطراف على الالتقاء والعمل على ايجاد مناخ مناسب للمفاوضات الحقيقية... "انا مستعد للعودة الى المنطقة غدا اذا لزم الامر، او في اليوم التالي او الذي بعده لمتابعة اية احتمالات اذا لم تنجح هذه (المبادرة). لكن المصريين يستحقون منحهم الوقت والمجال لمحاولة انجاح هذه المبادرة".
ودعا مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية ليل الاثنين في القاهرة "كل الاطراف" المعنيين الى دعم المبادرة المصرية . كما قررت الجامعة "دعم طلب دولة فلسطين وضع اراضيها تحت الحماية الدولية وصولا الى انهاء الاحتلال".
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل بممارسة "ارهاب الدولة" في قصفها لقطاع غزة وبارتكاب "مجزرة" في حق الفلسطينيين في القطاع. وتساءل "الى متى سيظل العالم صامتا امام ارهاب الدولة؟".


العمليات العسكرية
وأعلن الجيش الإسرائيلي إن مدنيا اسرائيليا قتل بنيران صاروخ اطلق من غزة وهو أول قتيل اسرائيلي خلال أكثر من اسبوع من القتال. وقال أنه منذ بدء سريان اتفاق وقف النار بموجب المبادرة المصرية أطلقت "حماس" 76 صاروخا على إسرائيل وأن نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديد" اعترض تسعة منها، في حين لم يتسبب أكثرها بأي أضرار أو إصابات.
وبعد ست ساعات من الموعد المفترض للبدء بتنفيذ الهدنة جددت إسرائيل غاراتها على غزة، مشيرة إلى استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع. وقال الجيش إنه استهدف 20 منصة مخبأة لإطلاق الصواريخ وأنفاقا ومخازن للسلاح.
وأفاد مسؤولون طبيون في غزة أن مدنيا فلسطينيا قتل في غارة جوية إسرائيلية على بلدة خان يونس مما زاد عدد القتلى خلال ثمانية أيام في قطاع غزة إلى 188 شخصا بينهم 150 مدنيا ومنهم 31 طفلا.
وأمس، دوت صفارات الإنذار في مناطق تبعد نحو 130 كيلومترا شمال قطاع غزة. وأعلنت "كتائب عز الدين القسام" مسؤوليتها عن بعض الصواريخ التي أطلقت.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم