الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"شعاع الأمل" رعاية المعوقين حتى الاندماج

نيكول طعمة
A+ A-

العمل مع الذين يعانون تأخراً عقلياً واضطرابات سلوكية وحركية، قرار اتخذاه معاً، أمل الصياح وزوجها جان شبلي، بعد خبرة مديدة لهما في الحقل الإجتماعي، وقطعا عهداً لحظة ارتباطهما بتكريس حياتهما الزوجية للحب والعطاء، وهكذا أسسا عام 2000 جمعية "شعاع الأمل"، بهدف دمج الحالات الخاصة في المدارس العادية ومتابعتها طبياً، نفسياً، تربوياً واجتماعياً...


عن الجمعية والدور المميّز الذي تلعبه في حياة أولادها، تقول رئيستها أمل الصياح لـ"النهار"، إن "الجمعية تشرف على إدارة مركز طبيّ، نفسي وتربوي في مركزها الكائن في حوش الأمراء زحلة".
يحتضن المركز ما يفوق المئتي ولد من ذوي الحاجات الخاصة يعانون تأخّراً عقليّاً بسيطاً أو متوسطاً، تأخّراً مدرسيّاً مع صعوبة في التأقلم واضطرابات سلوكية وحركية. وتشير شبلي الى أن أعمار هؤلاء تراوح ما بين 4 إلى 30 سنة، منهم من يتلقى برامج تعليمية متخصصة، وآخرون يتابعون دروساً مهنية وترفيهية، وذلك بدوام مدرسي عادي، اي خارجي. "ونؤهل من تسمح قدراته لانخراطه في سوق العمل"، تقول، "مع الإشارة إلى أن 13 شاباً دخلوا في مجالات عمل عدة، في مؤسسة الجيش، الدرك، محال حلويات، معامل، كاراج سيارات وغير ذلك".
يقدّم المركز تربية مختصّة بمستويات تتلاءم والقدرات العقلية لتلامذته ضمن إطار علاجي عبر فريق متعدّد الاختصاص يضمّ مربين مختصين، طبيباً نفسياً، معالجاً فيزيائياً، اختصاصيين في علم النفس، اختصاصية في العلاج الحركي النفسي، واختصاصية نطق وآخر متخصص في العلاج الانشغالي. ويسعى الفريق "إلى مساعدة كل تلميذ وفق قدراته، على أن ينمو نمواً صحيحاً في المجالات الإجتماعية، التربوية، الطبية والحركية"، على ما توضح أمل صياح. "وفي موازاة الامر قد يُفيد هؤلاء من برامج خاصة بالاندماج المجتمعي، والاستقلالية الذاتية". وأبرز اقسام المركز هي، مدرسة مختصة، مشاغل محمية، المشروع الزراعي البيولوجي، مطبخ، ومشغل حرفي.


نشاطات متنوّعة
تعتبر صياح أن برنامج الدمج الذي تعتمده جمعيتها يختلف بعض الشيء عن سائر الجمعيات: "نعتمد في عملية الدمج مع العديد من المؤسسات، المدارس وأندية من أجل تحقيق انطلاقة إجتماعية سليمة ومميّزة للتعامل بها مع أولادنا وذويهم، كما نتعاون مع المؤسسات الاجتماعية ولدينا شراكة في الخارج والداخل".
"شعاع الأمل" غنيّة بنشاطاتها الثقافية والترفيهة، حتى في عطلة الصيف تستمر في عملها. وتلفت صياح الى: "إننا نجمع الاولاد مع اخوتهم في العائلة الواحدة في مخيم صيفي، ونتمكن من خلال هذا النشاط من تحقيق المسار الصحيح للدمج في ما بينهم، اذ يتم التعامل بين الجميع بالمثل ومن دون إختلاف".
وضمن إطار الرعاية المتكاملة التي توفرها الجمعية لهؤلاء يحظى الاولاد باهتمام كبير ومتواصل، وتتكامل النشاطات الثقافية مع الفنية والرياضية وتلك المدرسية، من أجل بناء الشخصية المتكاملة لهم وتنمية مهاراتهم واستيعاب طاقاتهم. وتشير صياح الى أن الجمعية تنظّم عروضاً مسرحية وفنية ومباريات رياضية لصقل قدرات الشباب وإكسابهم المزيد من المهارات وإتاحة الفرص أمامهم للاحتكاك والتفاعل مع الآخرين، "كما تمثل النشاطات اللاصفّية حلقة اساسية على صعيد الاعداد المتكامل والواعي لذوي الحاجات الخاصة، والتي نسعى من خلالها إلى تنمية حس المواطنة واحترام الآخر".
وفي إطار برنامج النشاط الرياضي التي تسعى الجمعية من خلالها الى تحفيز الشبان لإبراز مهاراتهم ولإكسابهم مرونة ولياقة بدنية، كان لمشاركة "شعاع الامل" في ماراثون بيروت أخيراً حظاً وافراً من الفوز، حيث حقق خمسة شبان من الجمعية فوزاً لافتاً وأقيم لهم حفل تكريمي في المركز ووزعت لهم الجوائز والدروع.


من مهرجان المواهب إلى مهرجان المسرح
ومن النشاطات الثقافية والفنية التي تقوم بها الجمعية، والتي تهدف الى الاندماج الإجتماعي، شاركت مجموعة من شباب المركز في مهرجان المواهب بتنظيم من جمعية "اعداد"، اذ قدمت عروضاً مسرحية وغنائية على خشبة مسرح الأونيسكو مع أكثر من 14 جمعية تُعنى بذوي الحاجات الخاصة. وتميزت "شعاع الامل" بعرضها الذي تناول جمالية الفن الأصيل، تلاه بعد أسبوع عرض مسرحي اّخر وهذه المرة باللغة الفرنسية، وذلك ضمن مهرجان المسرح للشباب والذي ينظّمه سنوياً المركز الفرنسي في زحلة، ويضم عروضاً مسرحية لتلامذة من مدارس عادية، وقد تخلّلت العرض إضاءة على حقوق الأولاد لاقت استحسانا لدى الحاضرين من أولياء الأمور والتلامذة والأصدقاء وبعض شخصيات المجتمع.
هذه الأعمال بمختلف أنواعها ضرورية لتكامل النمو الإنساني، عبر تحقيق النمو البدني الحركي، النفسي والاجتماعي لكي يتمكن الأولاد من التعبير عن ذواتهم، وصولاً الى الهدف المنشود أي الإندماج الإجتماعي والإنساني.


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم