الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ازمة مياه "مستفحلة" في عكار ... والحل؟

المصدر: "النهار " عكار
ميشال حلاق
A+ A-

بدا اهالي منطقة عكار يتحسسون مخاطر الجفاف المتأتي في شكل اساسي من تناقص كمية المتساقطات مع احتباس الامطار طيلة السنوات الماضي، الأمر الذي انعكس بشكل واضح  تراجعاً في منسوب مياه المجاري السطحية من ينابيع وانهر وانخفاضاً في منسوب المياه الجوفية في الاف الابار الارتوازية التي عمد اليها المواطنون على مرّ السنين الماضية لسد النقص الكبير من احتياجاتهم للمياه سواء للري او للشرب او للاستخدام المنزلي .


تخوف من الاذى


ويخشى الخبراء من ان تتافقم مصادر الاذى اللاحق بمياه عكار الجوفية والسطحية على السواء، ما يهدد الامن المائي والغذائي والصحي في هذه المحافظة التي تشكل ثمن مساحة لبنان ويعيش فيها حاليا اكثر من 650 الف شخص، 65 في المئة منهم لبنانيون والباقي من السوريين اللاجئين هربا من دوامة العنف السورية. وهذا الامر بات يهدد زراعة هذه المنطقة التي تعتبر المصدر الاساسي لعيش اكثر من 45 في المئة من العكاريين بشكل مباشر يستفيدون من القطاع الزراعي المتراجع بسبب مخاطر سوء الادارة والافراط غير الرشيد في استخدام السموم والادوية الزراعية التي بدورها تسببت بالحاق اذى بالغ بجودة مياه عكار الى جانب مئات مجاري الصرف الصحي التي حولتها البلديات ،في ظل غياب اي خطة على الصعيد الوطني لمعالجة مجاري الصرف الصحي ، الى مجاري الانهر منها بشكل مباشر ومنها بشكل غير مباشر عبر تحويل المياه المبتذلة الى الوديان ومجاري المياه الشتوية التي تعتبر روافد طبيعية للانهر في عكار .


وتقول بعض الدراسات التي اجريت على مصادر المياه الجوفية والسطحية بان معظم هذه المصادر هي بحكم الملوثة حتى ارتفاع 800 متر عن سطح البحر وهذا يعني بان كل الينابيع التي كان يلجأ اليها المواطنون في خراج بلداتهم وقراهم هي بحكم الملوثة ولا يمكن استخدامها لا للشرب ولا للاستخدام المنزلي .


معاناة مزمنة


بالاضافة الى ذلك، فان عكار اليوم كما طيلة السنوات العشرين الماضية تعاني من الانقطاع الدائم لمياه الشرب التي كان من المفترض ان تؤمنها مؤسسة مياه لبنان الشمالي التي باتت القابضة على زمام الامور منذ سنوات عدّة بعد ان تم وضع مصلحتي مياه عكار والقبيات تحت سلطتها الادارية. ودفع هذا الامر  بالاهالي الى الاعتماد بشكل اساسي على المياه المعبأة بعبوات متفاوتة الحجم والجودة والنوعية ايضا لتامين احتياجاتهم من مياه الشرب وعلى مياه الصهاريج الناقلة للمياه لتامين احتياجاتهم من المياه للاستخدام المنزلي اما في ما خص مياه الري فان ري المزروعات من مجاري الانهر " الكبير والاسطوان وعرقة والبارد" وهي بمجملها مياه ملوثة وكذلك مياه الابار الارتوزازية على ما يؤكد خبراء كثر اجروا فحوصات مخبرية على مدار السنوات الماضية التي اثبتت ايضا ارتفاع نسبة الملوحة في تربة الحقول الزراعي خاصة في سهل عكار الامر الذي تسبب ايضا بتراجع نسبة خصوبة هذه الاراضي وهذا الامر كما قلنا سابقا بات يهدد نوعية وجودة المنتجات الزراعية في هذه المنطقة التي تؤمن اكثر من نصف احتياجات السوق اللبناني .


 


وازاء هذا الواقع المرير الذي بات يعانيه قطاع المياه في عكار، بات على الدولة وعلى الجهات المسؤولة والمعنية فيها وتحديدا وزارة الطاقة والمياه السعي فعليا وبالسرعة القصوى لاستعادة زمام المبادرة والسعي الى اتخاذ الخطوات الكفيلة بترشيد استخدام المياه وتامينها بالشكل الصحي والسليم المفترض الى كل المواطنين على السواء والبدء فورا بانشاء السدود المقترحة خاصة سدي النهر الكبير والاسطوان ووتعزيل وتعميق السدين المنشاءان منذ الستينات على مجرى النهر البارد لصالح شركة كهرباء البارد .


وبالاضافة الى توسيع رقعة البحيرات الاصطناعية الجبلية وتسريع العمل في بحيرة الكواشرة، ورفع الاذى عن مجاري هذه الانهر المتاتية بشكل اساسسي من مجاري الصرف الصحي والزام البلديات بانشاء برك ومحطات تكرير لهذه المياه المبتذلة اقله قبل تحويلها الى مجاري المياه، والضغط على مجلس الانماء والاعمار لتنفيذ المخطط المقر لانشاء شبكات صرف صحي شاملة لكل المناطق العكارية وفق مواصفات عالمية ترفع الضرر عن مجاري المياه وتؤن ظروفا بيئية افضل .


ووضع خطة كفيلة بوقف حفر الابار بهذا الشكل العشوائي الذي تمت فيه ،طيلة السنوات الماضية ولا تزال، بكون حفر الابار قد يحل المشكلة انيا ولبعض الوقت الا انها من المؤكد ستتسبب باذى بالغ على المستوى المتوسط والقريب بمصادر المياه الجوفية .


ويُشار الى ان المياه ثروة وطنية كبرى من مسؤولية الدولة المحافظة عليها كما هي من مسؤولية المواطن كونه المعني مباشرة اذ لا حياة بلا مياه وعليه حمايتها وعدم الحاق الاذى بها، ومن المعيب فعليا التفريط بهذه الثروة بهذا الشكل وان نصحى ذات يوم على بلد كنا بالامس نتغنى به " لبنان يا قطعة سما  لكي نفكر بجلب المياه من تركيا على سبيل المثال في وقت كنا نفكر فيه ببيع المياه الى قبرص".


معلومات 


المساحة الاجمالية لمحافظة عكار: 80000 هكتار، وتتوزع عكار الى ثلاث مناطق اساسية من الوجهة الزراعية :


المنطقة السهلية الساحلية : الواقعة حتى ارتفاع 200م عن سطح البحر ويحتل 20 في المئة من المساحة الاجمالية لعكار. وهذه المساحة تتلقى 700 الى 800 ملم من المتساقطات سنويا.


المنطقة الوسطى : تقع ما بين 250 و 650م ارتفاعا عن سطح البحر وتتلقى بحدود 1000مليمتر من المتساقطات سنويا وتتميز هذه المنطقة بتلالها ومنحدرتها ووديانها وتشكل حوالي ال50 بالمئة من عكار . وتسيطر عليها المراعي العشبية وبعض المناطق الوعرة الى بعض المساحات الزراعية.
الجرود او المرتفعات الجبلية  :الواقعة فوق الـ650 متر عن سطح البحر وتحتل زهاء ال 30 بالمئة من مساحة عكار الاجمالية وتتلقى سنويا 1200 مليمتر من المتساقطات تسيطر عليها الغابات والمراعي العشبية وبعض النشاطات الزراعية .


تبلغ المساحة المزروعة في منطقة عكار : 45200 هكتار اي ما يوازي 58 بالمئة من المساحة الاجمالية لعكار.
المساحة الزراعية المروية : 163243 دونم .
المساحة الزراعية للبيوت الزراعية المحمية : 8086 دونم .
مساحة الاراضي المهملة : 31877 دونم
مساحة الاراضي القابلة للاستصلاح : 21460 دونم


وتتميّز عكار بشبكة مائية هامة جداً تتمثل عوضاً عن مخزونها من المياه الجوفية بامتلاكها 4 انهر رئيسية هي : النهر الكبير الجنوبي - نهر الاسطوان – نهر عرقة – نهر البارد. وتروي ما يزيد على 3675 هكتار، وبالاضافة الى هذه الانهر، ثمة ينابيع هامة في الجزء الجنوبي الشرقي لهذه المنطقة تستعمل للري والشرب والاستخدام المنزلي بالاضافة الى حوالي 2500 بئر ارتوازي .


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم