الولد البدين محروم من الصداقة؟

عدا عن المشكلات الجسدية المرتبطة بسُمنتهم، غالباً ما يعاني الأولاد البدينون من الرّفض كصديق، من الأولاد الآخرين ذوي الوزن الطبيعي، بحسب ما بيّنت دراسة قامت بها جامعة ولاية أريزونا الأميركية في أيار الماضي.

 الوزن عامل في اختيار الصديق

أجريت الدراسة على عينة من نحو 59,000 تلميذ في 88 مدرسة متوسطة وثانوية في الولايات المتحدة الأميركية، معدّل أعمارهم 15 سنة. إذ طلبوا من كل تلميذ تحديد أقرب 10 أصدقاء إليه (5 ذكور، و5 إناث)، وذِكر كيفية تعرّفه اليهم: عبر صديقٍ مشترك، أو جرّاء هواية مشتركة أو عبر الانضمام إلى الفريق الرياضي نفسه.

خَلُصَت الدراسة الى أن الأولاد البدينين لم يعيروا اهتماماً لوزن غيرهم في خيارهم للصديق، لكنهم ظهروا كاحتمالٍ مستبعدٍ للصداقة عند الأولاد ذوي الوزن العادي، فهؤلاء يرفضون إجمالاً أن يصبحوا أصدقاء مع زملائهم البدينين، الأمر الذي يدفع التلميذ البدين أن يصادق زميله البدين مثله، وأشارت إلى أنه جرّاء التهميش الذي يعاني منه الأولاد البدينون من الأولاد ذوي الوزن الصحي، يتمتعون بعدد أصدقاء أقل منهم: تقريباً صديق واحد أقل.

لرفض الصداقة تأثير نفسي

أكدت المشرفة على الدراسة الأستاذة الجامعية ساندرا سيمبكينز في تقريرٍ خاصٍّ بالجامعة أن النتيجة تقلق بما أن الصداقة إحدى ركائز الدعم المعنوي والنفسي الذي يحتاج اليه الولد لينمو، ولفتت إلى أن خسارة الولد البدين لأصدقاء محتملين أو عدم قدرته على التعرف إلى أصدقاء جدد، يزيد من احتمال إصابته بالاكتئاب ويقلّص من نسبة تقديره لنفسه.

الأمر نفسه أشار إليه المشرف على الدراسة الأستاذ الجامعي دايفيد شيفير، فبعدما أكد أن الأولاد البدينين يختارون زملاءهم ذوي الوزن العادي كأصدقاء، ولا يبادلهم هؤلاء الأمر عينه، لم ينفِ صعوبة الأمر من الناحيتَين الاجتماعية والنفسية عليهم، خصوصاً أن مرحلة المراهقة حساسة جدّاً جرّاء محاولات الولد للانتماء إلى مجموعة معينة من الأصدقاء، مشدّداً على أن هذا لا يعني أن الأولاد البدينين لا يتمتعون بعددٍ من الأصدقاء، بل يصادقون زملاءهم، لكن يكون عدد أصدقائهم أقل، ومضيفاً أن تواجد صديق واحد على الأقل في حياة الولد أمرٌ ضروري، إذ إن عدد الأصدقاء لا يهم بقَدر ماهية الصداقة والدعم المتبادَل بين الصّديقَين، بمعنى أن النوعية تغلب الكمية.