الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غزة وفلسطينيو لبنان: جبهة الجنوب لا تخدمنا... و"حزب الله" تغيّر

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

يتابع الفلسطنيون في لبنان أحداث العداون الاسرائيلي على فلسطين عبر شاشات التلفزة ومواقع الانترنت. لدى غالبية الشبان الحماسة الجدية وحلم الوقوف في مواجهة العدو. انهم راضون عن الأداء العسكري للفصائل الفلسطينية تجاه اسرائيل، لكنهم أيضاً يسألون: أين المقاومة اللبنانية وأين العالم العربي، خصوصاً مصر برئاسة عبد الفتاح السيسي؟


يبحث الفلسطينيون عن سوريا الممانعة والعالم العربي و"حزب الله" الذي خيّب أملهم. انه لم يصدر أي بيان حتى اليوم يغزي فكر "المقاومين". الانظمة العربية بالنسبة الى الفلسطيني تلاشت، وهو يراهن فقط على الشعوب العربية.
ولا تخفي مصادر فلسطينية التمنيات بتدخل جهة ما لمساندة المقاومة وعلى رأسها "حزب الله" الذي خيّب أمل كثير من الفلسطينيين، بعدما وعدهم أكثر من مرة بأنه سيقف معهم في حال تعرضوا للعدوان حتى لو الوقفة "معنوية"، وتسأل: "أليس مقتل 70 فلسطينياً واصابة 600 شخص كافياً للتحرك؟".
كما تنتقد تغطية "المنار" الاعلامية، فـ"هي تتعاطى مع الحدث بخجل بعكس اسلوب عملها مع أحداث 2010 و2008 عندما كانت حليفة لـ"حماس". لم تعد فلسطين أولوية بالنسبة إلى "حزب الله"، حتى الانظمة منشغلة بامور اخرى".


تحركات شعبية


يكاد شباب المخيمات يجمعون على رفض عملية السلام والتفاوض مع الاسرائيلي، خصوصاً بعدما أصبح هناك جزء يرى انه أصبح في أمان اكثر مع تطور امكانيات المقاومة الفلسطينية، وتحديداً بعد النقلة النوعية التي قامت بها في ظل المتغيّرات في الوطن العربي.
هؤلاء لا يستطيعون سوى التضامن مع أهلهم في غزة، ويؤكد منسق لجنة دعم الانتفاضة في برج البراجنة بديع الهابط لـ"النهار" أن "الفلسطينيين في لبنان يدركون امكانياتهم ويتفهمون الوضع الداخلي اللبناني، لهذا يقتصر التضامن على تحركات شعبية واعتصامات، لأن فتح جبهة الجنوب ليس في صالحنا، في بلد يكفيه ما فيه، وكل الفصائل الكبيرة في لبنان تلتزم باتفاق 1701 الذي وقعه لبنان، لكننا نخشى توريطنا".



من المساء حتى ساعات الفجر


ينشط مخيم برج البراجنة بعد صلاة التروايح وحتى ساعات الفجر الاولى بتحركات داخل المخيم تضامناً مع أهالي غزة، ويقول الهابط: "أطلقنا لجنة دعم الانتفاضة في مخيم برج البراجنة، وبعد اتصالات من جهات عدة تقرر القيام عند الرابعة من بعد ظهر اليوم بتحرك عند مبنى الاسكوا، بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الشبابية".
وسيكون للفلسطينيين في لبنان "خيمة العودة والتحرير" عند مدخل مخيم برج البراجنة، التي من المفترض أن تطلق مساء اليوم، ويوضح الهابط: "بعد صلاة التراويح، وصلاة الغائب عن ارواح الشهداء في المساجد ستوضع الخيمة كمقر دائم عند مدخل المخيم، لكن كما نعلم ان التحركات خارج المخيم تحتاج إلى تصاريح واجراءات معينة، ووزارة الداخلية لم تعطنا حتى اللحظة التصريح بسبب الاوضاع الامنية ولخشيتها من عدم ضبط الموضوع، ولهذا الغرض هناك زيارة شبابية اليوم للوزراة، لتقديم عريضة بالسماح لنا بالتحرك خارج المخيمات لأن الاعلام لا يصل إلى داخل المخيم فضلاً عن ان بعض الوسائل تتعمد تجاهل القضية".


خندق واحد



هذه المرة "فتح" و"حماس" في خندق واحد، وبالنسبة إلى الأولى كان العدوان متوقعاً على السلطة الفلسطينية، خصوصاً بعد قرار الرئيس أبو مازن التوجه إلى المحاكم الدولية والمؤسسات. ويشدد الهابط على أنه "حتى من الناحية العسكرية "فتح" اليوم إلى جانب "حماس" في المقاومة الميدانية في غزة وتشارك في العمليات". والأكيد أن "هناك جيلاً شبابا جديداً على قدر التضحية وأثبت انه أكبر من قيادته واقدامه على الانتفاض في غزة والضفة، ما اجبر "حماس" و"فتح" على اعادة الحسابات".
النظرة تجاه مصر قاسية من الفلسطنيين، فهم يرون أن النظام السياسي لم يختلف عن نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، "انه التعامل والروتين نفسيهما وهناك عتب"، وفق يقول الهابط.


"لدينا أشاوس وشجعان"


ممثلو الفصائل في لبنان أيضاً على حركة متسمرة من أجل نقل الصرخة إلى المجتمع الدولي، منهم ممثل "حماس" علي بركة الذي يحمّل "حكومة نتنياهو مسؤولية العدوان وتداعياته"، مشدداً على "حق الشعب الفلسطيني في ان يدافع عن نفسه، خصوصا انه تحت الاحتلال وفي مرحلة تحرر وطني".
ويؤكد لـ"النهار" أن "الفلسطينيين في لبنان يساندون أهلهم في فلسطين بالموقف والمسيرات والدعم المادي، لكن معركتنا ستبقى محصورة على ارض فلسطين وضد العدو الصهيوني".
وفي شأن موقع "حزب الله" من أحداث غزة، يقول: "نتمنى أن تقف كل امتنا مع المقاومة الفلسطينية وأن تفتح كل الحدود لدعم الشعب وليرفع الحصار عن غزة التي تقاتل عدو الامة، ونطالب كل ابناء امتنا والدول العربية أن يكون لهم مواقف واضحة وداعمة وشجاعة ضد الكيان الصهيوني، لكن شعبنا ليس في حاجة إلى رجال، لدينا اشاوس وشجعان، بل إلى الدعم المادي والعسكري وهذا ينبغي أن تقدمه امتنا العربية والاسلامية باعتبار ان فلسطين قضيتها المركزية".
هل انتم مع فتح جبهة الجنوب؟ يجيب بركة: "هذا الامر يعود إلى الدول العربية، ولا نريد توريط العرب، ومعركتنا داخل فلسطين، لكن إذا رغبت الدول بأن تفتح جبهاتها فهي مشكورة على ذلك".


المصالحة الفلسطنية بخير


ممثل "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات لا يحمل "حماس" مسؤولية العدوان ويلقيها على "الاحتلال الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني والذي أخذ اشكالا مختلفة في الفترة الاخيرة، وليس الوقت المناسب لتحميل اي طرف مسؤولية ما يجير"، مشدداً على أن "المصالحة الفلسطينية راسخة رغم محاولة ضربها من قبل اسرائيل"، مذكراً بأن "الاحتلال الاسرئيلي كان يهدد المصالحة وقال للرئيس عباس، عليك الاختيار بين المصالحة مع "حماس" والسلام".
ويرجح ابو العردات أن العملية الاسرائيلية ستكون محدودة، لكنه رغم ذلك يؤكد أن "كل الاحتمالات مفتوحة، فنحن نعرف كيف تبدأ المعركة لكن لا تعرف كيف تنتهي".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم