الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لم يخالفوا... لكنهم ضحايا محاضر ضبط خاطئة!

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
A+ A-

"مدام ما فيكِ تعملي ميكانيك"، تفاجأت ايفا عندما سمعت هذه الكلمات وذلك بسبب 11 مخالفة سرعة حررت في حقها.


كلام ذلك العامل نزل كالصاعقة على السيدة التي اضطرت ان تدفع أكثر من 270 دولار أميركي كي تتمكن من اكمال معاملاتها.
ايفا، أم لولدين، تعيش في منطقة زوق مكايل، وقلما تتوجه الى بيروت. وتشير السيدة الى أن محاضر الضبط سُطرت خلال مرورها في بيروت، الا أنها تؤكد لـ"النهار" أنها "لا تتوجه الا نادراً الى بيروت فكيف حُرر في حقي 11 مخالفة سرعة؟!".


وقائع ملموسة



ايفا لم تكن الوحيدة، فطوني صُدم عندما عاد الى لبنان، ليرى ان محاضر ضبط سطرت في حقه في حين كان يستمتع بوقته في دبي. لم يرضَ طوني بالأمر الذي فُرض عليه، فقرر الدفاع عن النفس بالوقائع الملموسة، وتوجه الى مفرزة السير وطلب الصور التي قد تؤكد أنه لم يكن من خالف القانون.
المفاجأة كانت أنه لاحظ أن الصور تظهر رقم اللوحة عينها والسيارة عينها، الا انه يشدد على ان ما من احد قاد سيارته في غيابه مؤكداً انه سيلاحق من تسبب له بهذه المخالفة.
مشاكل عدّة تواجه المواطنين في ما يتعلق بمحاضر الضبط التي تُسّطر في حقهم، فحتى عملية التبليغ لا تنجز وفق البروتوكول المعتمد.


وفي ما يتعلّق باللوحات المزورة، لم يستغرب رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم جوزيف مسلم هذه الحوادث التي قد تحصل مع أي مواطن، ويقول أن من الممكن أن تُسطر محاضر ضبط سرعة في حق أي مواطن في منطقة لم يمر فيها يوماً، شارحاً أن "في لبنان لوحات مزورة وقد تتطابق مع اللوحات الموجودة مع المواطنين". واوضح انه "في حال حُررت مخالفة في حق السيارة التي تحمل اللوحة المزورة، ستحرر حكماً في حق صاحب اللوحة الحقيقية".


ويشير مسلم في حديث لـ"النهار" الى أنه في حال واجه المواطن هذه الحالة، عليه طلب الصورة التي تؤكد أنه بريء، من مفرزة السير، مضيفاً أن "بعد التأكد انه ليس من تسبب بالمخالفة يتقدم بشكوى للنيابة العامة ويشرح لهم أن أحدهم يستخدم لوحة سيارته".


ويقول مسلم ان المديرية على يقين ان هذه الظاهرة موجودة و"نعمل على ملاحقة المزورين". ولفت الى ان قوى الامن الداخلي تحتاج الى مساعدة المواطن لملاحقة المزورين، مؤكداً ان "مديرية العلاقات العامة مستعدة للمساعدة من خلال التواصل معها عبر مواقع التواصل الاجتماعية "تويتر" او "فايسبوك".


مشاكل كثيرة


مسألة اللوحات المزورة، ليست وحيدة، فالمشاكل في هذا الإطار تُعد ولا تُحصى. لا تزال كريستال تنتظر حتى اليوم ابلاغها بالمخالفة التي سطرت في حقها منذ أشهر، فهي لم تبلغ من قبل الشركة المختصة "ليبان بوست"، بل علمت بمحضر الضبط من خلال موقع وزارة الداخلية، فتوجهت الى دائرة السير لدفع المحضر، لكنها تفاجأت عندما سمعت من أحد العناصر ان "المخالفة حوّلت الى العدلية".
العنصر الموجود سألها "لماذا لم تسددي المبلغ عبر الليبان بوست". فأبلغته انها أتت بعد أن عرفت بالمحضر عبر الموقع ولكنه لم يفهم من أين علمت وقال لها "بتصير أنا صارت معي وما بلغوني".


مكننة المخالفات


مشكلة أخرى في عملية التبليغ من قبل "الليبان بوست" وحتى موقع الوزارة، أبلغ سمير "النهار" ان "وفق موقع الوزارة سطرت في حقي 6 محاضر ضبط، ذهبت للمفرزة لدفعها، فقال لي احد العناصر "من وين عرفت؟ أساساً ما في غير ضبط واحد".
ويوضح مسلم أن "هناك مشكلة في مكننة المخالفات، اذ يوجد مخالفات لم تمحَ من الموقع" لافتاً، الى أن "مكننة المحاضر لا تزال في المراحل الأولى وقد تأخذ بعض الوقت".
لا تكمن المشكلة فقط في ازالة المحاضر عن الموقع بل حتى في آلية النشر وتبليغ المواطن. فكيف يتصرف المواطن في هذه الحالة؟ يقول مسلم انه في هذه الحالة على المواطن الاتصال بـ"ليبان بوست" لتحديد عنوانه لأن ثمة مشكلة في عدم وضوح عناوين بعض المواطنين لذلك لا يتم الابلاغ عن المحاضر، وفي حال عدم دفع الضبط قد تصل الأمور الى القضاء ويؤخذ في حق المواطن قرار جزائي".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم