الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رحلة إلى معسكر لـ"القاعدة"...

المصدر: (رويترز)
A+ A-

للوهلة الأولى، يبدو من حسن الخط المدون به الكلام بالحبر الأزرق أنه قد يكون مأخوذاً من كراسة مدرسية.


وإذا فتحت الصفحات التي التصق قسم منها ببعض بالرمل والماء، سيتضح لك أن الدفتر يخص أحد المتشددين من تنظيم "القاعدة".


يغطي الدفتر المتروك وسط أحراش في جبال جنوب اليمن كل شيء، من "مبادئ الإغارة "المفاجأة وقوة النيران والروح الفدائية والسرعة في الأداء"، إلى الهدف النهائي المتمثل في إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية".


الدفتر الذي يحمل اسم أبو الدحداح التعزي بخط أحمر في صدر الصفحة الأولى، هو من بقايا ما وصفه محافظ يمني بأنه معسكر لقيادات تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب".


وهو يشرح المراحل الثلاث لحرب الفدائيين الضرورية لإقامة دولة إسلامية وتشبه المخطط الذي يبدو أن تنظيم "الدولة الإسلاميةط اتبعه في العراق وسوريا.


وأول المراحل، الاستنزاف وتتميز بهجمات الكر والفر على أن تستهدف بصفة خاصة خطوط التموين. وفي مرحلة "التوازن"، يجب التركيز على "تشكيل قوات شبه نظامية قادرة على بسط الأمن، والتصعيد من الحملات السياسية لتوضيح معالم الصراع". وعلى المجاهدين "إرسال رسائل ديبلوماسية من خلال لغة السياسة أو لغة الدم للحكومات المساندة للعدو واقناع الشعوب أن حكوماتهم قد تورطت في ضربنا، وأنهم سيكونون هدفا مشروعا لنا في المستقبل".


وفي الصفحة الأخيرة من الدفتر كتبت بضعة أبيات شعرية تتحدث عن الجنة والحور العين.


في أيار زار صحافيان من "رويترز" المعسكر المهجور حالياً. ووصف بعض السكان المحليين في مدينة المحفد القريبة من المعسكر كيف تحملوا وجود مئات من المتشددين ثلاث سنوات.


وفي نيسان، وبعدما نشر المتشددون على الإنترنت فيديو يتباهون فيه بوجودهم، جاء هجوم الطائرات الأميركية بدون طيار والجيش اليمني.
وتبين قصة المعسكر مدى عمق وجود مقاتلي "القاعدة" في جنوب البلاد النائي الفقير.


وقال الشيخ ناصر الشامي، الزعيم القبلي في المحفد، إنهم لم يدركوا أنهم بهذه الكثرة حتى الليلة التي رحلوا فيها جميعاً، فهم غادروا مع أسرهم في أكثر من 60 أو 70 سيارة.


ويقول مسؤولون يمنيون إن أمير خلية المحفد في تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" يمني من المنطقة ويدعى علي بن الاقرع وقد توفي في ما بعد متأثرا بجروح أصيب بها خلال الهجمات.


ورأى عبد الغني الإرياني، أستاذ العلوم السياسية، "إن استخدام الجيش ضد القاعدة له فائدة محدودة للغاية، وبوسع "القاعدة" أن تتكيف معه. الأمر أشبه بمطاردة ذبابة بمطرقة. ليست فعالة". غير أن بعد المحفد وقلة مظاهر الدولة في المنطقة، تتيح لـ"القاعدة" العمل فيها والتحرك بسهولة.


وعادة ما كان المقاتلون الذين تميزهم لحاهم وشعرهم الطويل يأتون للمدينة للتزود بالمؤن من السلع الضرورية وكذلك من أجل تجنيد الصبية.
وأبدى أهل المنطقة عدم رضاهم عن وجود "الغرباء"، وشوهد صوماليون بسألون عن الطريق إلى المحفد.
ويشعر كثير من سكان الجنوب في اليمن بأن الحكومة أهملتهم، لكنهم يرفضون في الوقت نفسه فكر "القاعدة" المتطرفة. وقال عبد اللطيف السيد من جعار الواقعة قرب معسكر آخر للمقاتلين إنه أيد في البداية تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" عندما سيطر على منطقته في 2011، لأن الدولة "كانت تضطهدنا" وبسبب البطالة. وأضاف "لم نكن نعرف شيئا عنهم، غير أن أساليبهم روعتنا، لم نكن نتوقع استخدامهم الذبح والشنق".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم