الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كأطفال سوريا الذين لم يُقتلوا بعد

المصدر: "النهار"
ف. ع.
A+ A-

ما إن يجتمع الكاتب ممدوح حمادة والمخرج الليث حجو في عمل، حتى يتراءى لاذعاً يجلد في الدقيقة 60 جلدة. "ضبّوا الشناتي" ("أل بي سي آي") هكذا: يتذّرع بالكوميديا ليقدّم مجتمعاً يغرق في المآسي.


أمل عرفة في العمل، وجه من الوجوه التي تحبطها المأساة من دون أن ترغمها على رفع الراية البيضاء، فالوقوع في أسرها. وجوه تُبيّن العيش في الحرب بفظاعة الحرب عينها. في الخلفية أصوات الرصاص تُنذر بأنّ الطلقة المقبلة ستكون هنا. المسلسل عن عائلة سورية منقسمة بين مؤيد ومعارض وآخرين ينأون بالنفس، فيما المصير الموت أو الهجرة. نتابع يوميات متصلة- منفصلة كأنها هي أيضاً هدّها الإنقسام. في الحلقات تظهر عرفة في دور فداء مرعوبة لكنّها صامدة، كأنها بلدها أو أطفاله الذين لم يموتوا بعد.
يرمي حجو- حمادة عرفة بهاجس الموت المحمول على الكتفين وفي الخُطى وهشاشة الأعصاب. أراداها كالذين يتماهون عن الويل بالرسم أو الأدب أو القصيدة، في مقابل آخرين يهربون أو يحملون السلاح. هي بين الإثنين: تتماهى عن الموت بمحاولة صدّه، وعلى السلاح برفضه من طريق الصدّ. من خلال المظلّة أو وعاء النحاس دائم الحضور فوق رأسها، تحاكي عرفة حاجة كل سوري الى الأمان، وفي الوقت عينه، قلق كل سوري من لحظة الموت الحتمية. تغدو عرفة وهي تحاول خداع الرعب مخدوعة بدورها لإدراكها أنّ المظلة لن تردّ الرصاص عنها، وبالتالي الموت، وعلى رغم ذلك تتمسّك بها كأنها الأمل.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم