الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رايات "داعش" و"النصرة" لم يحملها النبي... وفي لبنان شعارات فقط!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

يعيش اللبنانيون "فوبيا" تمدد التطرف الاسلامي إليهم، جراء التطورات الاخيرة في العراق وسوريا. إعلان قيام "الدولة الاسلامية" بقيادة خليفتها "ابو بكر البغدادي" من ناحية، وتسجيلات وتغريدات بالقتل والتفجير وتحويل البشر أشلاء من ناحية اخرى، ناهيك بتهديدات من "جبهة النصرة" في القلمون لـ"حزب الله" والتحدث عن الآلاف من الأنصار الذين ينتظرون اشارة أمير "الجبهة" أبو مالك الشامي لانطلاق المعركة على الأراضي اللبنانية.


خوف اللبناني من تمدد التطرف الاسلامي إلى جمهوريته جعله يرتاب من أي مؤشر اسلامي. وعملية ازالة "الشعارات الاسلامية" عن عواميد الكهرباء في منطقتي الشويفات وخلدة يوم الجمعة الماضي أكبر دليل على ذلك. هي شعارات رفعت مرات عدة في التظاهرات ذات الطابع الإسلامي كالتي جرت في عبرا وطرابلس، احتجاجاً على سجن إسلاميين في رومية من دون محاكمة وكالتي ترفع ايضاً في الجنازة.


رايات حرب؟


وفي هذا الجو المحتقن والمتشنج، بات أي شخص يحمل شعاراً اسلامياً اسود يعتبر من أنصار "داعش" أو "جبهة النصرة"، في ما حاملوها ينتقدون رفع أعلام "حزب الله" في بعض المناطق ويرون ان من حقهم رفع الشعارات الاسلامية متى شاؤوا طالما انها لكل المسلمين وليست حكراً على "داعش" أو "النصرة".
قطعة القماش أو الكتان هذه، كانت محور الحروب والمعارك ومحط أنظار الجيوش، لكنها لم تعد تستخدم اليوم نظراً إلى تطور الأسلحة ووسائل النقل وفي ظل وجود أعلام الدول والأحزاب التي ترفع في المعارك، فضلاً عن أفول عصر الدولة الإسلامية والخلفاء الراشدين.
مصادر إسلامية أكدت لـ"النهار" أن "ما رفع في الشويفات أو خلدة ليست رايات حرب بل هي شعارات ترفع عادة في المناسبات او الجنازة، او للابتهاج، وتوضع غالباً في ساحات المساجد والمراكز الدينية ولا تستدعي أي خوف"، مؤكدة أن "هذه الشعارات ليست عبادة بالنسبة إلى المسلمين ولا تستدعي كل هذه الضجة". وشددت على أن "رايات "داعش" و"النصرة" ليست كالتي حملها النبي". وهذا يؤكد أن لا رايات حرب في لبنان، بل هي شعارات كالتي ترفع مثلاً في ذكرى "عاشوراء" أو أي مناسبة دينية.


انطلاق المعركة


الشيخ أحمد عمورة، صاحب دراسات عدّة في الاسلام وتاريخه، ومن ضمنها بحوث عن الفرق بين الراية الاسلامية و"اللواء" ودورهما ويقول لـ"النهار": "اللواء اسم للعلم يحمله الإمام وكان يعقد في طرف الرمح ويلوى عليه ومن ثمّ سميّ باللواء، أما الرّاية في الاسلام اسم لما يكون لقَادة الجيوش والحروب وهي تعقد في طرف الرمح وتُترك من غير لوي لتصفقها الرياح"، مقتبساً من قول العالم السرخسي "في شرح السير الكبير: اللِّواء اسم لما يكون للسّلطان، والرّايةُ اسم لما يكون لكل قائد تجتمع جماعةٌ تحت رايته".
كان لون "لواء" النبي ابيض وراياته سود مصنوعة من صوف، مربعة ومخططة ببعض البياض وان كان الغالب عليها السواد، ويؤكد عمورة أن "لواء النبي لم يكن عليه أي كتابة وحتى الشهادة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، غير مكتوبة، لا في السود ولا البيض". ويقتبس عمورة المعلومة من قول العالم ابن حجر: "وأَبي الشّيخ من حدِيث ابن عبّاس كان مكتوباً على رايته: لا إِله إِلا اللَّه محمد رسول الله " وَسنده واه". وأضاف عمورة: "قال ابن عباس رضي الله عنه: (كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض) رواه الترمذي. وعن جابر رضي الله عنه أَن النبي صلى الله عليه وسلم "دخل مكةَ ولواؤه أَبيض) رواه أَبو داود".
للراية جانبان وفق عمورة، "الجانب الحسي وهو ما ذكر سابقاً والجانب المعنوي وهو المنهج الذي تحمله والهدف والغاية المراد الوصول إليهما من نشرٍ للإسلام ورفعٍ للظلم ومدافعة للكافرين الأصليين منهم والمرتدين، وهي عنوان وشارة لأي دعوة، فبها تتبيّن الدعوات وتتمايّز الصفوف وقد حرص الإسلام على وضوح المنهج وصفاء الراية من أيِّ شائبة أو اعوجاج".


"داعش" و"النصرة"


متابعة تطورات العراق وسوريا عبر الفيديوات والصور ومشاهدة عناصر "الدولة الاسلامية" و"النصرة" وتحركاتهم براياتهم، توضح أن راية "الدولة الاسلامية في العراق والشام" التي بات اسمها بعد اعلان الخلافة الدولة الاسلامية" سوداء مكتوب عليها، السطر الاول: لا اله الا الله، ويتبعها "محمد رسول الله" مكتوبة على شكل الخاتم النبوي، واسفلها اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام او الدولة الاسلامية بعد اعلان قيامها.
ويبدو أن غالبية أنصار الدولة وعناصرها يحملون الراية السوداء من دون اي شروط أو قوانين أو وظائف وليست مقتصرة على أحد وقد لا يكون مكتوب عليها اسم "الدولة" لكن ما يميّزها الخاتم النبوي وأعادوا وضعه إلى رؤية بعض العلماء شكله في مخطوطات عثمانية. اما راية "جبهة النصرة"، فهي قطعة قماش تشبه الشعار الاسلامي الذي يرفع في لبنان والمكتوب بخط كوفي، لكنها تتميّز باسم "جبهة النصرة الاسلامية".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم