الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هكذا "يحّصن" مخيّم "عين الحلوة" نفسه امنياً

المصدر: صيدا "النهار"
أحمد منتش
A+ A-

واخيرا بعد مخاض عسير وبعد ان طال كثيرا الانتظار، توصلت اللجنة الفلسطينية العليا للاشراف على المخيمات الفلسطينية في لبنان الى اتخاذ قرار نهائي بنشر القوة الامنية الفلسطينية المشتركة داخل مخيم عين الحلوة في صيدا، اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان والذي يعتبر عاصمة الشتات.
وحددت اللجنة ساعة الصفر لبدء انتشار القوة عند الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر يوم الثلاثاء من امام باحة قاعة الشهيد اللواء زياد الاطرش (بستان اليهودي) المدخل الشمالي للمخيم، ودعت اللجنة ممثلي الهيئات والمبادرات الشبابية والاهلية ووسائل الاعلام الى مواكبة تحرك انتشار القوة في شوارع واحياء المخيم الرئيسية .


وعلمت "النهار" ان قائد القوة هو العميد خالد الشايب احد المسؤولين العسكريين في حركة فتح ونائبه ضابط من حركة حماس و تتالف من 150 ضابطا وعنصراً موزعة على نحو 70 من حركة فتح وفصائل منظمة التحريرالفلسطينية و30 من قوى التحالف الوطني الفلسطيني و35 من القوى الاسلامية (عصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة) و15 من حركة "انصار الله"، إضافة الى نحو 50 عنصر احتياط عند الضرورة وتسلم افراد القوة لباسهم العسكري الموحد وعتادهم من الاسلحة الرشاشة وبعض القدائف الصاروخية بـ 7 .
وستشمل بقعة انتشار القوة اربعة اماكن رئيسية داخل المخيم، هي منطقة سوق الخضر الذي يشهد حركة يومية كثيفة وتوترات امنية ومنطقة البركسات، المدخل الشمالي للمخيم ناحية الشارع الفوقاني، وتتداخل بعض احيائه التي تتميز بحضور فتحاوي مع احياء يتواجد فيها عناصر اسلامية متشددة والشارع التحتاني للمخيم وفيه تواجد ملحوظ لعصبة الانصار وفتح وفصائل اخرى ومنطقة الصفصاف ( جامع الشهداء ) وفيه تنوع اسلامي ومن فصائل وقوى اخرى، علما ان احياء وشوارع عدة تسيطر عليها قيادات وعناصر اصولية متنوعة مثل مخيم الطوارئ وحيي الطيري وطيطبا لم يشملها قرار انتشار القوة .
وافيد ان اللائحة باسماء افراد القوة التي قدمتها اللجنة الفلسطينية العليا الى الأجهزة الأمنية اللبنانية خاصة الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس فراع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور حظيت بالموافقة بعد اجراء بعض التعديلات الطفيفة .


تجربة ستعمم


مصادر فلسطينية قالت لـ"النهار" انه على الرغم من كل النوايا الطيبة والجهود التي بذلتها غالبية القوى والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية لتشكيل القوة والتأييد والدعم الذي اعلنه وقدمه غالبية المسؤوليين اللبنانين للاسراع بتشكيل القوة من اجل حفظ الامن والاستقرار في المخيم والجوار، فان انتشار القوة في المرحلة الاولى سيكون شكليا ويعتبر حاجة ماسة وضروري، اقله في حفظ الامن ومعالجة الاشكالات والخلافات الصغيرة وهي تشعر المواطن بالاطمئنان، الا ان دورها يكون مكتملا وناجحا عندما تنتشر في كل احياء وشوارع المخيم خاصة المغلقة كليا من قبل قيادات وعناصر اسلامية متشددة وهذا الامر لم يحصل ويفترض ان يكون من مهامها الرئيسية ملاحقة او توقيف اي متهم باطلاق النار او افتعال حادثة امنية وهذا الامر لا يبدو ان متوفر في الوقت الراهن. ومع ذلك ترى المصادر انه "في حال نجاح عمل القوة سيصار الى تعميمها داخل كل المخيمات الفلسطينية في لبنان وفي حال فشلها ستبقى المخيمات مشرعة وعرضة لكل الحواث الامنية"، وفي الحالتين تؤكد المصادر ان "نظرية الامن بالتراضي خاصة في عين الحلوة ستبقى هي السائدة" .


ابو العردات: رسالة امن وسلام



وصرح امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابوالعردات بعد لقاء اللجنة الفلسطينية العليا في مقر قوات الامن الوطني الفلسطيني في عين الحلوة وقال: "اليوم من عين الحلوة، نبعث رسالة امن وسلام واستقرار عنوانها حماية الوجود الفلسطيني في لبنان استنادا للمبادرة الفلسطينية التي اعلنتها الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية قبل فترة واطلقت من عين الحلوة. اليوم ترجمتها العملية وعنوانها الثاني تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية".


ولفت الى ان "القوة الأمنية المشتركة التي تم الاتفاق عليها، اصبحنا على بعد ساعات من عملية نزولها واستلامها لمهامها الأمنية الجماهيرية في مخيم عين الحلوة، والتي نريد من خلالها لأهلنا الأمن والاستقرار وان ينعموا بحياة كريمة وفي ظل امن واستقرار وسلم اهلي وهذا حقهم الطبيعي علينا".
اضاف: "قررنا ان تنتشر القوة الأمنية يوم الثلاثاء المقبل في المخيم بوجود كل الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية وبالتعاون والتكاتف ما بيننا جميعا من اجل صون امن المخيم، لأن عين الحلوة بالنسبة لنا وطننا المعنوي والمادي حتى نعود الى فلسطين".
واوضح انه "من خلال ايماننا بأن التجربة المريرة في نهر البارد او في اي مخيم اخر لن تتكرر، ومن خلال اصرارنا على موقف فلسطيني موحد لأننا شعب واحد بالتالي حتى لو كنا مجموعة فصائل وجبهات، الا ان لنا هدفا واحدا هو كيف نحمي وجودنا الفلسطيني بالتعاون والتكامل مع الدولة اللبنانية لأن الأمن في المخيم جزء من الأمن في هذا البلد .


كما صدرت ردود فعل مرحبة ومؤيدة لانتشار القوة من فاعليات لبنانية وفلسطينية في منطقة صيدا .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم