السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما سبب زيارة ميركل للصين ؟

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تبدأ المستشارة الالمانية انغيلا ميركل زيارتها السابعة الى الصين على رأس وفد من رجال الاعمال الالمان بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية بشكل اكبر بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين.


وتشكل الصين في اوج ازدهارها بالنسبة للقوة الاقتصادية الاولى في اوروبا سوقا اساسية لا سيما لشركات تصنيع السيارات والماكينات الصناعية. وتعتبر المانيا بالنسبة للبلد الاكثر اكتظاظا في العالم شريكا هاما لتكنولوجيته العالية.


وسيرافق ميركل في زيارتها وفد من رجال الاعمال يضم خصوصا مسؤولون من سيمنز وفولكسفاغن وايرباص ولوفتهانزا ودويتشه بنك كما اكدت صحيفة بيلد الالمانية هذا الاسبوع.


لكن لم يؤكد اي مصدر حكومي من سيكون في عداد الوفد حتى وان اشير الى ان الشركات تأمل في توقيع عقود تعزز العلاقات التجارية الثنائية.
وتعد الصين اول سوق للتصدير بالنسبة للمانيا في آسيا مع مبيعات بقيمة 67 مليار اورو في العام 2013. في المقابل تعتبر المانيا اول سوق للصين في اوروبا مع واردات بلغت قيمتها الاجمالية 73 مليار اورو العام الماضي.


وقال هانز كوندناني مدير الابحاث في مركز الدراسات "المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية" لوكالة فرانس برس "ان الصادرات الالمانية الى الصين شهدت خلال العقد الماضي نموا سريعا".


واضاف "ان المنعطف الكبير تمثل في الازمة المالية في 2008-2009 وازمة الاورو التي تبعتها مع انهيار بعض الاسواق الاوروبية لالمانيا ... فاكتسبت السوق الصينية مزيدا من الاهمية"، معتبرا ان هناك اليوم "تكاملا شبه تام، فالمانيا بحاجة لسوق لصادراتها والصين بحاجة للخبرة التكنولوجية".


واثناء زياراتها السابقة اظهرت ميركل بوضوح اعجابها بتحولات الصين. ونادرا ما تفوت فرصة للتذكير بانه امام عمالقة ديموغرافيين كالصين سيتعين على اوروبا التي تعاني من الازمة ان تجري اصلاحات من اجل الاستمرار.


وسيستقبل رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الاثنين المستشارة الالمانية بكل التشريفات العسكرية، وهو بروتوكول مخصص عموما لرؤساء الدول فيما لا تشغل ميركل سوى رئاسة الحكومة.


وسيكون لقاؤها مع الرئيس شي جينبينغ الثاني معه هذه السنة قبل ان تلتقيه مجددا في تشرين الاول في اطار مجلس وزراء مشترك سينعقد في برلين. علما بان الصين لا تقيم هذا النوع من العلاقات سوى مع المانيا.


وستبدأ الزيارة الاحد بمحطة في شنغدو عاصمة اقليم سيشوان (جنوب غرب) الذي يعد 80 مليون نسمة، اي ما يوازي اجمالي التعداد السكاني في المانيا.


وفي المدينة التي تعد لوحدها 14 مليون نسمة وتعمل فيها 160 شركة المانية، ستزور ميركل مصنعا مشتركا اطلقته شركة صناعة السيارات فولكسفاغن مع شريكها المحلي فاو، كما ستحضر منتدى حول التخطيط المدني وستتوجه الى مركز اجتماعي يعنى باولاد العمال المهاجرين الذين يأتون للاستقرار في شنغدو.


ويتوقع ان تشدد المانيا اثناء مجلس اقتصادي مشترك ينظم في بكين على نقطتين خلافيتين بين البلدين، وهما دخول الشركات الاجنبية بشكل منصف الى الاسواق الصينية واحترام الملكية الفكرية.


كما يتوقع البحث في الملف الحساس المتعلق باوضاع حقوق الانسان بعيدا عن الانظار، وهي مقاربة يعتبرها المسؤولون الالمان اكثر فعالية من توجيه اصبع الاتهام مباشرة الى الصين.


وثمة عقبات كثيرة في هذا الخصوص، بدءا من المعرض الجاري المخصص للفنان والمعارض الصيني اي ويوي في برلين، وهو اكبر معرض ينظم على الاطلاق ولم يتمكن هو نفسه من التوجه اليه بسبب حظر بكين.


واشار كوندناني الى ان ميركل التي اغضبت الصينيين بلقائها الدالاي لاما في 2007، لن تجازف هذه المرة في ازعاج شركائها بشأن هذه المسألة. وقال "من وجهة نظري فان مسألة حقوق الانسان ترتهن اكثر فاكثر بالمصالح الاقتصادية لالمانيا"، في حين ان هذا البلد "بحكم شراكته الاقتصادية هو على الارجح اكثر بلدان الاتحاد الاوروبي الذي يضغط على الصين" في هذا الخصوص.


فضلا عن ذلك فان الخلافات على الاراضي بين الصين وجارتيها فيتنام واليابان، وكذلك التوترات مع الولايات المتحدة او التظاهرات الاخيرة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ لا ينتظر ان تسهل الامور.


وفي هذا الصدد قال سيباستيان هيلمان مدير معهد مركاتور للدراسات الصينية الذي يتخذ مقرا له في برلين، "مررنا بعقد ذهبي بالنسبة للعلاقات الثنائية لكننا ندخل الان في مياه عكرة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم