الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أنا وحفلات التخرج

غ. ح.
A+ A-

لم أطق يوماً تلك الحفلات الفولكلورية المملة. ان نلبس ذلك الثوب ونقف ساعات في انتظار تسليمنا تلك الشهادة، وأن نكون مجبرين على سماع كلمات وخطب لا تعبر عن واقع الحال غير الودّي تماماً. أقوال تناقض الحقيقة من ناحية التربية الأخلاقية والمستوى العلمي والرعاية والعناية والمتابعة. وكلها بالنسبة للطالب ضروب من الكذب.


قد تكون فرحة الطالب كبيرة لأنه يغادر تلك المقاعد والقاعات، وربما يبتعد عن بعض الوجوه. فالأساتذة ليسوا كلهم "مهضومين" او "اكفياء". أتذكر استاذاً جامعياً كان يحدثنا عن شهادته للدكتوراه الفرنسية، لكنه كان يضحكنا عندما يتحدث بالفرنسية.
لذا كنت دائماً ضد تلك الحفلات مشاركة او حضوراً. ولم احضر واحدة منها. وقد حرمت اهلي مشاهدتي في ثوب التخرج، بل اني لم اخبرهم بموعد الحفل الذي جاء متأخراً بعض الشيء. قلت لهم ان الجامعة لم تنظم لنا حفلاً بسبب الاوضاع.
وقلت لعدد من اساتذتي اني سأكون مسافراً في ذلك التوقيت، وقلت لزملائي اني أمقت تلك المناسبة. لكنني اليوم اجدني ملزماً حضور بعضها مسايرة لأصدقاء او ربما تحبباً لقريبين مني وهم اهل بيتي. لم اتحول الى "حب" تلك المناسبة، لكني صرت أقل حدة في "رفضها" ربما لأنني لست البطل في ذلك الفيلم الفاشل.
حفل التخرج، يشبه احتفالات اجتماعية كثيرة مملة، ويضحك كثيرون عندما اقول لهم ان واجب العزاء أهون من العرس لأنه يتطلب وقتاً اقل وتحضيرات اقل لدى النساء وانتظاراً اقل لدى الرجال.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم