السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

القوات العراقية تحاول استعادة تكريت ومقاتلات "سوخوي 25" تدخل المعركة خلال أيام

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)
A+ A-

لليوم الثاني واصل الجيش العراقي هجومه على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، في محاولة لاستعادتها من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش). وتسلمت بغداد من روسيا مقاتلات "سوخوي 25" مستعملة من المتوقع ان تدخل المعركة قريباً وقت يحاول كبار السياسيين العراقيين التوصل الى اتفاق على اسم رئيس الوزراء الجديد قبل انعقاد جلسة مجلس النواب غداً.


بدأت القوات العراقية تدعمها طائرات هليكوبتر السبت الهجوم على تكريت مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين. وقالت مصادر أمنية إن الجيش أرسل دبابات وطائرات هليكوبتر لمحاربة مقاتلي تنظيم "داعش" قرب جامعة تكريت في شمال المدينة.
واسقط المسلحون المتشددون طائرة هليكوبتر. وقال شاهدان إنهما رأيا الهليكوبتر لدى إسقاطها وتحطمها قرب سوق.
وصرح الناطق باسم الجيش العراقي قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي في بغداد بأن قوى الأمن قتلت 142 "إرهابياً" في الساعات الـ24 الأخيرة بمناطق متفرقة من العراق، 70 منهم في تكريت. وأضاف أن القوات المسلحة تسيطر تماماً على جامعة تكريت وإنها رفعت علم العراق على المبنى.
وهذه الحملة هي المحاولة الاولى الكبيرة التي يقوم بها الجيش لاستعادة أراض بعدما أرسلت الولايات المتحدة ما يصل الى 300 مستشار عسكري معظمهم من القوات الخاصة الى طائرات بلا طيار لمساعدة الحكومة في التصدي لـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأصدرت وزارة الدفاع العراقية بياناً أورده موقعها ان العراق تسلم خمساً من "الطائرات المقاتلة الروسية نوع "سوخوي 25"... التي ستساهم في زيادة القدرة القتالية للقوة الجوية وبقية صنوف القوات المسلحة للقضاء على الارهاب". وقال مسؤول عسكري ان "طائرة سوخوي متخصصة باسناد القطعات وضرب الارهاب ونحن في امس الحاجة الى هذه الطائرات في هذا الوقت العصيب"، مضيفاً ان المقاتلات ستدخل "خلال الايام الثلاثة او الاربعة المقبلة الخدمة الفعلية".
وأشار الى ان هذه الطائرات ستضطلع بدور أساسي في "مقاتلة تنظيمات داعش الارهابية"، موضحا ان "طيارين لهم خبرة طويلة" هم الذين سيقودون هذه الطائرات التي ستجهز بمساعدة فنيين روس.
وشاهد مصور لـ"رويترز" الطائرات لدى إنزالها من طائرة نقل في مطار عسكري ببغداد، بينما وقف جنود روس وعراقيون على المدرج.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن الخميس ان بغداد ستشتري اكثر من 12 طائرة روسية ضمن عقد تبلغ قيمته نحو 500 مليون دولار، وقت تبدي السلطات العراقية سخطها من تأخر الولايات المتحدة في تسليمها طائرات "ف 16" ومروحيات "أباتشي".
وفي موسكو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة صحافية: "اذا انهار العراق فان المنطقة ستنفجر". وقال إن "وحدة البلاد قيد الاختبار، ويجب الا تكون واشنطن ولندن وحدهما من يقرر... بل ان تشارك الدول الاقليمية وكل جيران العراق وروسيا والصين".
وفي وقت سابق انتقد نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، وهو أحد أبرز الساسة العراقيين، الولايات المتحدة لعدم بذلها ما يكفي من الجهد لتعزيز جيش البلاد. وقال لقناة "الحرة" الاميركية للتلفزيون إن هناك تأخيراً من الأميركيين في تسليم الأسلحة التي تم التعاقد عليها. وأضاف أن العراق أبلغ الأميركيين أنهم ذات يوم أقاموا جسراً جوياً لإرسال أسلحة الى حليفتهم اسرائيل، فلماذا لا يسلمون الأسلحة المتعاقد عليها الى العراق في الموعد
المحدد. ويعتمد العراق كثيراً على طائرات الهليكوبتر في مكافحة المتشددين وليس لديه سوى عدد قليل من الطائرات القادرة على إطلاق صواريخ
متقدمة.
ويرزح الساسة تحت ضغط للتعجيل في وتيرة عملية اختيار الحكومة الجديدة التي تتسم عادة بالبطء من أجل مواجهة الأزمة. ومن المقرر انعقاد مجلس النواب الذي انتخب في نيسان غداً لبدء العملية.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق جميع النواب الى حضور الجلسة والمضي نحو اختيار حكومة جديدة. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف إنه "في مواجهة الأزمة الوطنية يجب أن يضع زعماء العراق مصلحة البلاد وشعبها قبل أي شيء آخر".
لكن ثمة دلائل على أن البعض سيرفض الدعوات لتأليف الحكومة بسرعة. وأعلنت كتلة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، وهو شيعي علماني ولها 21 مقعداً، أنها لن تحضر الجلسة. وان ثمة حاجة الى مزيد من الوقت لتجنب أخطاء الحكومة السابقة.
وقال ساسة من "التحالف الوطني" كبرى كتل المجلس في بيان إنهم ملتزمون حضور الجلسة واتباع الجدول الزمني القانوني لتأليف الحكومة، لكنهم لم يفصحوا عن المرشح الذي سيدعمونه لرئاسة الوزراء.
وبموجب نظام الحكم الذي أنشئ في العراق بعد اطاحة صدام، يكون رئيس الوزراء شيعياً، اما الرئيس فيكون كردياً ورئيس مجلس النواب يكون سنياً. ولم تتخذ أي من هذه الجماعات قراراً واضحاً في شأن المرشحين الذين ستطرحهم لهذه المناصب.
وقال عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عدنان مفتي إن الحزب سيحضر الجلسة ولكن من المهم معرفة المرشحين لمنصبي رئيس الوزراء ورئيس المجلس، والا فإن الجلسة ستكون بروتوكولية. ورأى أنه حين يجري اختيار رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، ينبغي أن تجتمع الأحزاب الكردية في ما بينها لاختيار مرشحها لمنصب رئيس العراق، مشيراً الى ان هذا لم يحصل بعد.
وفي ما مضى كان يجري اختيار الرئيس من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، في إطار اتفاق لاقتسام السلطة مع الحزب الديموقراطي الكردستاني، لكن مسؤولين يقولون إن هذا قد لا يحصل هذه المرة. ويعاني السنة خلافات، في شأن منصب رئيس المجلس. لكن مصير المالكي الذي يتهمه السنة بتهميشهم، سيكون القضية الأكثر إثارة للخلاف.
وكان المالكي، الذي فاز ائتلاف "دولة القانون" بقيادته بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات الاخيرة يعد نفسه لولاية ثالثة قبل بدء حملة "داعش". إلا ان شخصيات كبيرة في الائتلاف قالت إن من الممكن ان تخلفه شخصية أقل إثارة للاستقطاب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم