الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اكتشِف أسماء اللبنانيين

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

الإسم هو ما يلازم الإنسان طوال حياته، ويساهم في تكوين هويته، فيميّزه ويتذكّره به الناس. الأهل هم بطبيعة الحال من يختار اسم ولدهم. فمنذ أن يُزَفّ خبر الحمل، تبدأ الأحاديث حول ماهية جنس الولد واسمه، ويُسأل الوالدان عن تفضيلاتهما "الإسمية".


 


كيف يشق الإسم طريقه؟


شكّلت شبكة الإنترنت أحياناً الملجأ الذي يسعى إليه الأهل بحثاً عن احتمالات لأسماء مميزة. فالموقع الإلكتروني الذي أنشأه المواطن الكندي ستيفين ميكلوغلن خلال فترة حمل زوجته أليشا، جاء نتيجة عدم الاتفاق بينهما على اسمٍ معين لابنتهما. زارَ الموقع أكثر من مليون شخص، وصوّت فيه أكثر من 150 ألفاً لاسمٍ معين، ليستقرّ خيارُ الاسم على "أميليا سافانا جوي ميكلوغلن"، وهي الطفلة التي وُلِدَت في 7 نيسان الماضي.


لطالما كان الاسم الذي يختاره الوالدان ذا دلالة لهما، إذ إن تسمية الولد "على اسم" الجد أو الجدة لا تزال مستمرة. هذه حال الطفل فؤاد جمهوري المولود حديثاً الّذي سُمّيَ على اسم جدّه، الذي أخذته الفرحة، خصوصاً أنه مسنٌّ ولم يكن يتوقع رؤية أول حفيد له. أما الطفل زياد البالغ من العمر سنتَين، فجاء اسمه تخليداً لذكرى صديق والدَيه الذي قضى بحادث سيرٍ مروّع كما يُخبران، فيما تشرح المواطنة بريجيت زغيب أن اسمها هو نتيجة إعجاب والدها بالممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو. إسم "تيا"، من ناحيته، اختاره والداها لأنه يعني الهبة من الله، خصوصاً أن والدة تيا اسمها هبة، وجاء اسم إيلدا مطابقاً لاسم جدتها، فهو اسم والدة والدتها، وتوضح أنه ألماني الأصل ويعني المعركة والكفاح.


 


ماذا يعني إسمك؟


للعديد من الأسماء معانٍ تشرحها، فاسم جيهان يعني العالم والدنيا، وأصله فارسي. أيمن يعني المبارَك، وفيصل هو السيف القاطع. إسم ريما يعني الغزال الناصع البياض، أما إيلينا فيعني بريق الشمس وهو مشتق من هيلين. كذلك توضح الشابة بثينة معنى اسمها: الأرض السّهلة اللينة. وتجيب الشابة دانا أن اسمها يعني اللؤلؤة الكبيرة، مضيفةً: "الحمدلله أن والديّ غيّرا رأيهما وسمّياني دانا، إذ كان خيارهما الأول لانا، وهو يعني النخلة الصغيرة!" تكثر كذلك الأسماء المتعلقة بأسماء الأنبياء والقديسين، فاسم محمد المنتشر بكثافة دلالةٌ على رسول المسلمين النبي محمد، وإسم إيلي أو الياس الذي يحمله العديد من اللبنانيين، يأتي نسبةً للنبي إيليا. أما شربل فهو الإسم الدّال على القديس اللبناني شربل مخلوف. كذلك الأمر بالنسبة الى أسماء الإناث، فاسم فاطمة يُختار نسبةً لابنة النبي محمد، فاطمة الزهراء، واسم تيريزا أصبح متداولاً مع بروز القديستَين تيريزا الطفل يسوع والأم تيريزا الممرّضة في كالكوتا.


 


أسماء غريبة عجيبة


لا يخلو الأمر من أسماء غريبة تنتشر بين اللبنانيين، أمثال "فضّة"، "ديبة"، "جرمانوس"، "خزنة"، "رمزا" وغيرها. المواطن يَعطى قد يكون حامل الإسم الأغرب، يشرح أن والدَيه تزوّجا متأخرَين جدّاً، إذ كان والده في الـ51 من عمره وأمّه في الـ44، ولم يكونا متوقّعَين بأن يُرزقا بولد جرّاء كِبَرهما وعدم قدرة أمه على الحمل، إلى أن جاء الخبر السعيد بأنّهما قد أُعطيا نعمة إلهية، فأسمياه "يُعطى" ولكن الجميع يندهون له بـ"يَعطى". أما السيدتان الشقيقتان نوفة وطوفة، فتشرح الأولى أنه "كانت تُثلج من ثلج النّداف عند ولادتي، فتأثّر والدي بالمنظر الأبيض وبولادتي في الوقت نفسه، ليسمّيني نَوفة"، فيما توضح الثانية أن اسمها جاء بسبب الجو الممطر لحظة ولادتها: "كانت "طايفة"، وأراد والدي تسميتي باسمٍ قريبٍ لاسم شقيقتي، فاختار طَوفة!" إسم تفاحة التي تحمله السيدة تفاحة مراد هو من الأسماء الغريبة أيضاً، وتقول مبتسمةً إنّ والدها علمَ بخبر حملِ زوجته بها، عندما كان يقطف محصول التفاح لديه. تشمل هذه الغرابة أيضاً إسمَي المواطن هتلر حداد وشقيقته فرنسا، وتمتد لدرجة أن البعض قام بتغيير اسمه، فالشابة إيما كرم كان اسمها "إلماس كرم"، وتشرح أنه "كان طويلاً وصعب اللّفظ، لم أحبّذه أبداً" مؤكّدةً رضاها عن إسم "إيما" فهو عصري وعملي أكثر، كما تصفه.


 


تسمية الشخص تيمناً بأحدهم يدفع بالولد للتأثر به


خيار الاسم وتأثيره على حامليه يشرحه الدكتور في علم الإجتماع في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية بسام الهاشم لـ"النهار" بالقول إن "سبب اختيار إسمٍ معين دون غيره يؤثّر جدّاً في الإنسان، إذ يتساءل حامل الاسم إلى من يعود اسمه هذا. هل هو إسم ديني مثلاً؟ لماذا سُمّيَ بهذا الاسم بالذات؟ إذا كان اسماً دينياً يوضع الشخص في سياق الدين، وإذا كان عكس ذلك يكون اسمه محايداً دينياً"، ويضيف أنه في حالة تسمية الشخص تيمّناً بشخصياتٍ معروفة "ينشأ الولد بشكلٍ تنطبع في ذهنه صورةُ الشخص الذي سُمّيَ باسمه، ويقع عليه نوعٌ من الضغط المعنوي ويصبح مجبراً بالتّشبّه بهذه الشخصية، فيتأثر بها خصوصاً مع مخيلة الطفل التي تكون ناشطة جدّاً، من هنا تصبح صورة هذا الشخص نموذجاً عند الولد"، ويوضح الهاشم أن هؤلاء يتوقون لقراءة سيرة حياة الشخص الذي يحملون اسمه، "ومنهم من يتبنّى مواقفه ويعتمد توجهاته وأهواءه تلقائياً" مضيفاً أن الأشخاص الذين لا يفتخرون بأسمائهم لأنها غريبة، فيغيّرونها، "يقومون بذلك كردّ فعل، فالإسم هو بمثابة رسالة موجّهة للشخص الذي يُعطى إليه، وفي هذه الحالة يكون مضمون الرسالة غيرَ محبّبٍ وغيرَ مرغوب فيه" على حدّ قوله.


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم