الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما لا تعرفه عن رؤساء الجمهورية الرّاحلين

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

بشير الجميل: 


كره الرئيس بشير الجميل الكَذب واللف والدوران، ولم يحبّذ عدداً كبيراً من الأمثال اللبنانية التي رأى أنها تشجع على الأعمال السيئة، مثل: "الإيد اللي ما فيك تعضّا، بوسا وادعي عليا بالكسر"، و"عند تغيير الدول إحفظ راسك"، وما دليلٌ على كرهه للكذب ولتحوير الحقائق إلا عبارته الشهيرة: "قُول الحقيقة قد ما كانت صعبة". كما أنه لم يحب البذخ و"الفخفخة" أو مواكب السيارات، بل كان يفضّل أن يقود هو سيارته، مع سيارة واحدة فقط وراءه، من دون أن يشكّل موكباً كبيراً من السيارات الفخمة. كان متأثّراً جدّاً بالمفكّر شارل مالك وبالرئيس كميل شمعون، ويمضي وقته بالإصغاء إليهما من ضمن مفكّرين آخرين، وما يدل على شدة إعجاب الجميل بمالك وبشمعون هو مدى إصغائه لهما ومناقشتهما في المواضيع الوطنية، حتى يمتد الحديث في معظم الأحيان إلى ثلاث أو أربع ساعات، خصوصاً في الفترة التي سبقت توليه الرئاسة. عند عودته إلى مكتبه، حتى لو كان الوقت متأخراً، كان يراجع من اتصل به ويقوم بالإتصال بكلّ واحدٍ منهم، مهما كان عدد المتصلين كبيراً ومهما كان الوقت متأخراً. وعند دراسته لملفٍّ ما أو قضية ما، كان يسهر حتى ساعات الصباح الأولى بسبب كرهه للتأجيل.


أما بشير في المنزل، فتخبر زوجته السيدة صولانج الجميل "النهار" أنه ليس حاداً كما هو في السياسة، كان لطيفاً جداً ومهذّباً ودائماً ينطق بالكلمة العذبة، يلاعب أولاده بشكلٍ دائم، ويساير الأصحاب والغرباء بالطريقة نفسها مرحّباً بهم ومصغياً إليهم. انعكست بساطة بشير ولطفه على ذوقه بالطعام وطريقة تناوله. لم يكن لديه طبقاً مفضّلاً، لكنه لطالما أحبّ المجدرة، واللبنة مع زيتون.. كما أنه عند وصوله في ساعة متأخرة جداً إلى المنزل، كان يأكل "من الموجود"، حتى أنه يأكل أطباق من البرّاد من المفترض أن تسخن، وذلك لأنه لا يريد أن يوقظ ويزعج زوجته صولانج، وقبل أن ينام، يصلي بشير راكعاً.


 


رينيه معوض:


كان عند الرئيس رينيه معوض إنسانية عظيمة، ولهفة خاصة حيال الأطفال، حتى أنه كان يساعد ويهتم بأطفال مرضى كثيرين لا يمتون اليه بِصِلة، ويتابع حالاتهم ويعيّن لهم أفضل الأطباء، معتبراً إياهم أبناءً له، الأمر الذي دفع بالأطباء الى وصفه بـ"الرئيس المحب للأطفال"، ولطالما أحب الفن والجمال والأنتيك، فما من مرةٍ سافر وزار مدينةً ما إلا وتوجه إلى متاحفها يومياً، وعشقَ الرحلات الأثرية التي يتعرف من خلالها على كل نواحي الحياة للشعوب القديمة. وفي رحلةٍ إلى أسوان في مصر عبر المركب، كان أول النازلين منه وآخر العائدين إليه، وتُعتبَر حمايته للتراث الفني اللبناني والرسوم والنقوشات التي كانت في الأونيسكو في وقت الإجتياح الإسرائيلي، أبرز دليل على تقديره الكبير للفن، إذ توجه الرئيس معوض إلى الأونسكو عندما كان وزيراً للتربية على الرَّغم من القصف والقذائف، والشظايا التي أصابت الصالة هناك، والحريق الذي قضى على الكثير من الموجودات، ليحمل معه التراث الفني، فقام باتصالاته ليجد مكاناً آمناً، حتى وضع كل ما نقله من تحف ومكتوبات ولَوحات في مصرف لبنان، معتبراً إياها ثروةً وطنية يجب الحفاظ عليها.
كذلك عشقَ مشاهدة شروق الشمس من أعالي إهدن، وهو ما كان من يومياته. فبعد أن يستفيق الرابعة أو الخامسة صباحاً يتمتع بالصمت وبشروق الشمس، ولطالما سعى الى أن يُقنِعَ زوجته نايلة معوض بالنهوض باكراً ومشاركته هذا الوقت. وتُخبر زوجته النائبة السابقة "النهار" أنه شخصٌ حنون جداً، وأنه كان فرحاً جداً عند ولادة ابنتهما ريما ولم يصدّق أنه أصبح أباً، وكان يهتم إلى أقصى الحدود بها وبابنه ميشال حتى التفاصيل، سائلاً إذا تناولا الطعام وإذا حضّرا حقيبتيهما للمدرسة وإذا هما بحالة جيدة...


 


الياس سركيس:


أحَبَّ الرئيس الياس سركيس لعب الورق ولعب بليار الكارامبول (Carambole Billiards)، وكان لديه سينما ومسبح في قصر بعبدا، لكنه لم يسبح فيه قط. كان يحب القراءة والإستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية خصوصاً ريشار كلايدمان، فريديريك شوبان وولفغانغ موزار.
لم يكن رياضياً بل يتناول الغداء وينام، إذ كان متكاسلاً ومحبّاً للأكل وخصوصاً المجدرة. لعبَ رياضة كرة المضرب (Tennis) في ثيابه الرسمية، إما مع الحائط، إما مع أبناء شقيقه، لكنه لم يملك أبداً ثياباً رياضية أو حذاءً رياضياً. كانت لديه غرفة كبيرة مخصصة للنبيذ، ولم يكن يتسلم الهدايا إلا إذا كانت نبيذاً، ولطالما أضاع نظارتيه إذ كان مصاباً بقِصَر النظر (Myopie).


 


الياس الهراوي:


كان الرئيس الياس الهراوي عفوياً ويحبّ روح النكتة، اعتاد أن يجمع العائلة كل أسبوع وكان أباً متسامحاً ومتفهّماً ممّا جعله قريباً جدّاً من أولاده، كما أنه كان محبّاً لأحفاده ومهتمّاً بأمورهم اليومية.
أحبّ سماع القدود الحلبية، أم كلثوم والطرب اللبناني الأصيل، وقبل تعرّضه لحادث سيارة كان يهوى ركوب الخيل والسباحة. كان يحبّ الأكل، والمطبخ اللبناني هو المفضّل لديه، أما منطقته المفضّلة في لبنان فكانت البقاع حيث وُلِد وترعرع.


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم