الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بحث في أعداد ضحايا حروب لبنان لتنقية الذاكرة وإبعاد الاستغلال السياسي

ب. ع.
A+ A-

قررت مجموعة من الناشطين في "جمعية نهضة لبنان" السعي الى تحديد اعداد ضحايا الحروب في لبنان بين 1975 – 2006 من اجل وضع الامور في نصابها ومراجعة احداث جرى استثمارها لغايات سياسية وبانتهازية من دون احترام لمشاعر اللبنانيين ولمنطق البحث والتأريخ العلميين.
رئيس الجمعية السيد شارل الحاج ونائبه السيد مالك مروة، واعضاؤها الوزير السابق جهاد ازعور والوزير السابق طارق متري، والسيدة حياة ارسلان والسادة فراس مقصد وايلي خوري، وفيليب مسعود. وستعلن الجمعية نتائج البحث عن "ضحايا الحروب في لبنان" الاربعاء المقبل في فندق "مونرو"، علماً ا نها تنشط في قطاعات عدة بعيداً من الاعلام، وتنظم حالياً حلقات حوار بين القوى السياسية اللبنانية المختلفة لمناقشة قضايا اساسية متنازع عليها. الا ان فكرة احصاء ضحايا الحروب وتحديد اماكن سقوطهم وتصنيف الضحايا تظل فكرة غير مسبوقة، ويقول المسؤول عن العلاقات العامة في الجمعية فادي بسترس ان البحث في معلومات رقمية ووصفية تطلب جهداً قام به باحثو الجمعية في أرشيف جريدة "النهار" مع مقارنة جزئية بأرشيف صحيفة "السفير". واعتمد الباحثون تصنيف المعلومات وفقاً لمعايير يمكن ان تغير مفاهيم مكتسبة عن الصراعات على الاراضي اللبنانية عملانياً ويضع الكثير من الامور في نصابها، خصوصاً بكشفه الاستغلال والاستثمار السياسيين لضحايا العنف السياسي الديني بكل اشكاله، وأهمية المشروع انه يندرج في سياق عملية تنقية الذات والمصالحة بين اللبنانيين والمساهمة في بناء الدولة.
القراءة الاولية لنتائج البحث تظهر مدى رصانة العمل البحثي، واهمية البحث المضاعفة تكمن في وضع اليد على الجرح ودحض الكثير من الكلام المتداول بلغة الارقام. على سبيل المثال، ترد في النتائج اعداد من لبنانيين قتلوا بنيران اسرائيلية في لبنان ثلاث مرات متتالية، ما يطرح سؤالا عن زمان ومكان هذه الوقائع. ويجب البحث عن اسئلة مثل: "هل اشتبكت يوماً ميليشيا "القوات اللبنانية" مع ميليشيا "حزب الله"؟ وكم بلغ عدد القتلى في باب التبانة وجبل محسن والجوار؟
طرح البحث في اطار ما يمكن ان يسمى "كشف حقائق الحرب استناداً الى اعداد الضحايا وظروف سقوطهم، اسئلة عن الطرف اللبناني الذي اشتبك مع "حزب الله" في 147 حادثة مما ادى الى 635 قتيلاً، ومن هي الفئات اللبنانية وغير اللبنانية التي اشتبكت مع الجيش اللبناني بين 1976 و2000؟ ومن هي الفئات اللبنانية المسؤولة عن تنفيذ 55 اعداماً ميدانيا بين 1975 و1993. وما هي حصيلة القتلى نتيجة الاشتباكات بين "القوات المشتركة" الفلسطينية – اللبنانية و"المقاومة اللبنانية"؟ وما هو عدد القتلى الاسرائيليين الذين سقطوا على الاراضي اللبنانية بين 1978 و25 ايار 2000؟
استغرق العمل على البحث تسعة اشهر متواصلة، واكتفى بإيراد اعداد الضحايا وظروف سقوطهم من دون ان يدخل في تحليل اسباب ونتائج للاحداث. لكن ما لم يحسمه البحث هو عدد ضحايا كل طائفة في لبنان، لأن "النهار" و"السفير" لم تحددا انتماء الضحية الديني بل اكتفتا بتحديد مكان سقوطها مما يترك الامر واسعاً امام اجتهادات شتى. كذلك لم تشمل الدراسة المخفيين والمفقودين والمعتقلين في السجون السورية والاسرائيلية. وثمة عقبة واجهت فريق العمل تتمثل في ان المستشفيات اللبنانية التي كانت تستقبل الجرحى لم تحتفظ بسجلات واضحة عنهم، وعددهم يفوق الـ100 الف جريح، والمتعارف عليه ان 15 في المئة من الجرحى يتوفون لاحقاً.
يؤكد بسترس ان ما خلص اليه البحث سوف يغير الكثير من المفاهيم، خصوصا عن عدد الضحايا والاستثمار المبالغ فيه في ارقامهم لحسابات طائفية وتعبوية وتحريضية، وهو إذ يرفض تحديد العدد في اننظار المؤتمر الصحافي الاربعاء المقبل، يؤكد انهم أقل من 50 الفاً بفارق كبير عن عدد 120 الفاً المعتمد في الكلام السياسي المتداول بين اللبنانيين أو الناشطين منهم سياسياً.
تبقى اشارة الى ان الدراسة تشمل الضحايا من القوة المتعددة الجنسية واعداد العسكريين السوريين والاسرائيليين الذين قضوا في لبنان واعلن عنهم، وهم متساوون عددياً تقريباً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم