الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ضيف النهار - أمَّتان معاً

ديفيد هيل
A+ A-

كيف لاحتفال بذكرى استقلال الولايات المتحدة قبل أسبوعين من موعده ان يرينا الروابط والقيم التي يتشارك فيها اللبنانيون والاميركيون؟


بالنسبة الى الاميركيين، الرابع من تموز هو وقت للاحتفال. هو ذكرى تبنّي الكونغرس الذي كان يمثل وقتذاك ثلاث عشرة مستعمرة، اعلان الاستقلال الذي يشير الى أن اميركا لم تعد مستعمرة، بل أمة. ونحن نحتفل بهذا الحدث في وطننا وخارجه، لنستذكر التضحيات التي بذلت لضمان الحرية ولنتأمل في كيفية التمسك بقيمنا.
هذه السنة هي المرة السابعة التي احتفل فيها هنا في لبنان بيوم الاستقلال الاميركي مع عدد كبير من الاصدقاء والزملاء. وهذا لم يجعلني أتامل بالتجربة الاميركية فحسب، بل ايضا بالقيم التي تربط بين الولايات المتحدة ولبنان، ومن بينها الدفاع عن الحرية الشخصية وحرية التعبير والصحافة، والحرية الدينية؛ والرغبة في حكومة ذات صفة تمثيلية وتخضع للمساءلة، والاحترام المتبادل والتعايش بين مختلف الأديان؛ والايمان بفوائد السوق الحرة وروح المبادرة؛ والانفتاح على العالم حولنا؛ والاهتمام بالاستثمار في التعليم.
ومع اخذنا في الاعتبار قيمة الاحترام المتبادل، اقمنا احتفالنا في شهر حزيران للمواءمة مع الصائمين في شهر رمضان المبارك الواقع في شهر تموز.
ان العيش كجيران مع الذين يختلفون عنا في بعض الامور، واحترام تلك الفوارق واستيعابها ليست وجه الشبه الوحيد بين الاميركيين واللبنانيين. فقد بينت لي السنوات التي امضيتها في لبنان وكما ظهر لي من الناس، ان هناك الكثير من الحالات حيث تتقاطع المثل والاهداف والاحلام الاميركية واللبنانية بعضها مع بعض.
الاهل، سواء في بيل فو أو بعلبك، أو طرابلس او تالاهاسي، يريدون تعليما جيدا لاولادهم. كما أن مجتمعينا يدركان ان الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل ايجابي لبلدينا. ان جذور المؤسسات التعليمية الاميركية في لبنان هي عميقة، وتعود الى العام 1835 عندما تأسست المدرسة الاميركية للبنات والتي اصبحت في ما بعد الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU). وتلك الجذور هي واسعة، مع المدارس الاميركية التي أُسست في النبطية جنوب لبنان وطرابلس في الشمال. وقد قدمت حكومة الولايات المتحدة العون الى العديد من هذه المدارس من خلال المساعدات والمنح المدرسية، ونحن فخورون بدعم مجموعة متنوعة من برامج التعليم لدعم الشباب والعائلات في لبنان.
ولكن الروابط التربوية بيننا ليست مجرد عمل تقوم به الحكومة معا. انها تظهر ايضا كيف يختار بعض الاميركيين واللبنانيين، على الصعيد الخاص، العمل معا لتأكيد الحوار المفتوح، والبحث، وتبادل الافكار في حرم هذه الجامعات. وقد كان هناك تحول وتغيير، جيلا بعد جيل، من الاميركيين واللبنانيين بسبب تبادل تلك الخبرات.
التجارة ايضا هي أحد الروابط القوية بيننا، وقد ساعدت هي الاخرى على احداث التغيير في الناس والاماكن في كل من البلدين. فالسفن التجارية من بوسطن وماساتشوستس كانت ترسو في ميناء بيروت في القرن الثامن عشر، حتى قبل تاريخ استقلال الولايات المتحدة، وفي السنوات الاخيرة نظفت شركة اميركية مكب النورماندي قرب الميناء ذاته، وقد كان العقد مع هذه الشركة من العقود الاولى التي منحت لشركة اميركية عند نهاية الحرب الاهلية في لبنان. وما كان يذكّر بتلك الاضطرابات هو الآن مكان للاحتفال، مثل احتفالنا الليلة الماضية بيومنا الوطني في مركز "بيال". وغرفة التجارة الاميركية – اللبنانية في لبنان هي احدى اقوى شركائنا هنا فيما نعمل معا لجذب الاستثمارات وتوسيع التجارة وبناء علاقات اقتصادية اقوى من اي وقت مضى لأجل مصلحتنا المشتركة. وقد انضم الكثير من الشركات الاميركية العاملة في لبنان اليّ، الليلة الماضية، في استضافة حفلنا لمناسبة عيد الاستقلال.
تربطنا ايضا علاقات عسكرية وامنية. وقد شهدنا النجاح في تعاوننا لجهة اكتساب الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وسائل افضل لحماية الناس في لبنان، وحماية الحدود والارض، والعمل للحفاظ على دولة مستقرة تعيش بسلام من خلال سبل تخضع لمساءلة جميع اللبنانيين. وقد استثمرنا منذ العام 2005، اكثر من مليار دولار في هذه المؤسسات.
ان النجاح يأتي مع التضحية. فلقد كنت اخيرا في جولة في متحف في رومية مخصص للضباط والجنود الشجعان من فوج المغاوير اللبناني الذين ضحوا بارواحهم في القتال من اجل لبنان، وهو ذكرى مؤثرة للمشاكل التي عانى منها هذا البلد وتذكير ايضا بقوة شعب موحد. وسوف تواصل الولايات المتحدة العمل مع لبنان وشعبه لضمان هذه القوة وهذه الصلابة ولتخفيف هذا الأسى.
فيما نحتفل في الولايات المتحدة تقليديّاً باستقلالنا في شهر تموز، تبقى هذه المثل والقيم معنا طوال السنة، ويمكننا، بل يجب علينا ان نتذكرها ونعيشها كل يوم. ان القيم المتبادلة بين بلدينا، اضافة الى اهدافنا المشتركة، تقود علاقاتنا، على الصعيدين العام والخاص، وتربط بين لبنان والولايات المتحدة. انني اتطلع قدماً الى مواصلة هذه العلاقة وتعميقها بشكل يومي.


■ سفير الولايات المتحدة الHميركية في لبنان

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم