الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حرب" بلغت مفتي السعودية بسبب جملة: "إنتَ جامع بين اختين"!

المصدر: خاص - "النهار"
A+ A-

30 ثانية، برومو الإعلان الترويجي للمسلسل الكويتي "أمس أحبك وباجر وبعده" المقرر عرضه عبر "أم بي سي" في رمضان، كانت كفيلة لقلب الأمور رأساً على عقب. هو إيحاء فقط، عرّض العمل لحملة قوامها "الأحكام المسبقة وتحليلات وتكهّنات لا تمتّ الى حقيقة المسلسل"، كما أوضحت المحطة في بيانها. طاله إتهام متعلّق بإثارته مسألة زنى المحارم، التي، من جملة موضوعات، لا يعني "أم بي سي" التطرّق اليها من قريب أو بعيد.


"الإسلام في خطر"!
ليست المرّة الأولى التي تواجه فيها "أم بي سي" أصواتاً (بنبرة غضب متفاوتة) تدّعي الحرص على "بكارة" المُشاهد، وتخشى عليه من تأثير أعمال لم تُعرَض بعد. "عُمر" مثلاً، عرّض المحطة لهجوم بذريعة أنّ "صورة الإسلام تتشوّه"، حتى كاد أن يُقال أنّ الإسلام في خطر بسبب مسلسل. ينسحب ذلك على أعمال مثل "فنجان الدم" و"للخطايا ثمن"، و"أبطال 99" (كرتوني للأولاد)، وأخرى ليست في البال الآن. لا يكتفي مشنّو الهجوم بالاستنكار ورفض الواقع. وظيفتهم الدعوة الى مقاطعة المحطة، وإهدار دمها معنوياً، عبر وسائل التواصل الإجتماعي كميادين أولى للمعركة، ثم عبر تضخيم "الجريمة" لتبلغ، بأقصى سرعة ممكنة، مواقع الحسم، كموقع مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي فتى بعدم جواز عرض أي مسلسل تلفزيوني يناقش زنى المحارم، الأمر الذي بادلته المجموعة، عبر المتحدّث الرسمي باسمها مازن حايك، بالترحيب ومدّ اليد.


صديقتان وليستا أختين!
ذلك لأنّ "أم بي سي" نفسها لا تدّعي خَرق المحظور في الدراما، ولا تهدف الى كسر التابوات.تنال مسلسلاتها "بركة" الرقابة، قبل عرضها، منها تلك المثيرة للجدل كـ"أمس أحبك وباجر وبعده" الذي حظي نصّه بمواقفة وزارة الإعلام الكويتية قبل تصويره.
يطرح العمل (كتابة هبة مشاري حماده، وإخراج محمد القفاص، وبطولة إلهام الفضالة وعبد المحسن النمر)، إشكالية علاقات تنشأ ما بين أطباء يعملون في عيادة أسنان من جهة، وأربع نساء يعملن في البوتيك المجاور للعيادة من جهة أخرى. جملة في الإعلان الترويجي، كادت أن تسوقه الى الذبح. تخاطب الزوجة زوجها الخائن: "يلي ما تخاف الله، إنتَ جامع بين اختين"(المقصود أنّ الصديقتين بمنزلة الأخوة، بحسب بيان المجموعة). ثوانٍ تنسف مسلسلاً من 30 حلقة، فيستفيق الغيارى على إنقاذ الأمة من الفساد. ما كان الأمر ليعود الى طبيعته، إلا حين أدرك "الشرفاء" أن "أم بي سي" على خطّ واحد مع دار الإفتاء السعودي، وبالتالي، فإنّ القضية خارج إطار التحدّي، كون المحطة لن ترى في عرض المسلسل انتصاراً لها، أو في منعه (احتمالٌ وارد دائماً!) انتصاراً للمغرضين الذين يتربّصون بها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم