الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ما بدنا سياسة بدنا ثقافة!

المصدر: "دليل النهار"
اندره جدع
A+ A-

يا جماعة واجهة البلد الأساسية هي الواجهة الثقافية والفنية، التي من خلالها يتم إدراج الوطن على اللائحة الفخرية وتتوضح الصورة الحقيقية أمام العالم، وخصوصاً أن ما يتناقله الاعلام الأجنبي مجرّد صور دمار وخراب ودخان أسود بينما الواقع يشير إلى مواهب فنية عديدة تمارس المستحيل من أجل نقل صورة جميلة وواقعية عن الوجه الجميل للوطن. صيف لبنان هذا الموسم يضجّ بالمهرجانات الضخمة مع أسماء لبنانية وعالمية تحدّت الصورة المهزوزة واتخذت القرار بالمجيء لتنشر الفرح في الربوع.


من هنا على المسؤولين في دولتنا العلية الإنتباه الى الدور الثقافي والفني الذي يساهم مساهمة فعالة في تحسين صورة البلد. يا جماعة إن الواقع يؤكد على أن الجهد الفردي وحده يخوض مغامرة الإنتاج بينما في بقية دول الجوار تساهم الحكومات فتموّل المسرح والتلفزيون والدراما. وعلى سبيل المثال فحسب، إن كلفة انتاج مسلسل "الخديوي اسماعيل" وصلت الى عشرين مليون دولار وعندنا عشرات الأعمال تنتظر عشر هذا المبلغ كي تتمكن من خوض المنافسة مع دراما لبنانية صافية مية بالمية، وحلّ هذه المشكلة سهل وهو عبارة عن اشتراك شهري زهيد، خمسة دولارات شهريا عن كل جهاز تلفزيون وهو اشتراك يطبق في العالم الغربي، ومن خلال هذا المبلغ يتم تمويل الانتاج المحلي وتسويقه في كل العالم العربي، وبالتالي يستطيع الممثل اللبناني الاعتماد بنسبة كبيرة على الانتاج المحلي.


يا جماعة، الأتراك تمكنوا بالدراما من غزو نصف العالم، ومن خلال إنتاجهم التلفزيوني نشطت السياحة بشكل كبير. معليش مش كل شي بالبلد سياسة رجّعولنا صورة لبنان الحلوة أمام أنظار العالم، لأننا شعب يحب الحياة. صديق وصل من أميركا أخبرني أنه عندما عرض صور زيارته السابقة الى لبنان على أصدقائه الأميركيين ذهلوا وسألوه عن جد هيدا لبنان... اخت السياسة ركّو ع الثقافة!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم