الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

كأس العالم 2014: ألبي سيليستي ينشد التتويج بالغار في أرض ألد أعدائه

شربل سابا
A+ A-

يطمح منتخب "ألبي سيليستي" إلى معانقة اللقب في عقر دار خصمه التاريخي.


تُوج منتخب الأرجنتين باللقب في كأس العالم عامي 1978 و1986.
وما زال كثيرون يستذكرون حقبة كامبس وباساريلا عام 1978 وبعدها إبداعات دييغو مارادونا في مونديال المسكيك وبدرجة أقل عام 1990 في إيطاليا.
ومذاك الحين، دخل التانغو في النفق المظلم بحسب عشاقه وجماهيره، إذ فشل في بلوغ المربع الذهبي منذ 20 عاماً رغم النجوم الكبار الذين لطالما طبعوا تشكيلة الأرجنتين بإبداعاتهم، إلا أن النتائج لم تأت على قدر الآمال قُرابة ربع قرن.


التخبّط شكل سمة بارزة في أداء الأرجنتينيين، حيث سقطوا في امتحان جورجي حاجي (مارادونا البلقان) ومنتخب رومانيا في الدور الثاني لكأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة الأميركية، وما رافق ذلك من تهم بحق الجهاز الفني حيال خياراته التكتيكية والأسطورة مارادونا كونه أقصي قبل المباراة لثبوت تعاطيه المنشطات.


ولكن جاء مونديال فرنسا عام 1998 ليؤكد على صلابة المجموعة تحت قيادة باساريلا الذي أوصل المنتخب إلى دور الثمانية قبل سقوطه في اللحظات الاخيرة أمام نظيره الهولندي بهدف خلاب لدينيس بيرغكامب سيبقى محفوراً في الذاكرة لفترة طويلة.


وفي مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، خرج زملاء الهداف الكبير غابرييل باتيستوتا من الدور الاول إثر سقوطهم أمام الإنكليز واكتفائهم بالتعادل امام السويد في أسوأ نتيجة لألبي سيليستي منذ أمد بعيد مما تسبب بخيبة أمل كبيرة لجماهير منتخب اعتادوا رؤية نجومهم في الأدوار المتقدمة على مستوى جميع البطولات سواء أكانت قارية أم عالمية.


ومع بلوغهم مونديال ألمانيا عام 2006، وضع الأرجنتينيون نصب أعينهم تناسي الإخفاقات المتكررة وتحقيق الإنجاز مدعمين بتشكيلة مميزة قوامها نجوم كبار أمثال أيالا، سورين، ريكيلمي، أيمار، ميليتو، رودريغيز، تيفيز، كريسبو واليافع ليونيل ميسي. ومع ارتقائهم في المستوى، بلغوا الدور ربع النهائي من بوابة نظيرهم المكسيكي بفضل هدف مذهل لرودريغيز. آنذاك، وقف المانشافت صاحب الأرض والضيافة عقبة بين الأرجنتينيين وأول نصف نهائي لهم منذ مونديال إيطاليا عام 1990. ومع انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب الألماني ليعود الأرجنتينيون أدراجهم خاليي الوفاض وهم الذين كانوا أقرب إلى الانتصار في هذه المواجهة الكبيرة.


هذا وتنفس مشجعو التانغو الصعداء عقب تعيين الأسطورة دييغو مارادونا على رأس الجهاز الفني للمنتخب، وسارت الأمور على نحو جيد مما حذا بالمراقبين إلى اعتبار الأرجنتين الحصان الأسود لكأس العالم عام 2010 والمزعم إقامتها في القارة السمراء وتحديداً في جنوب إفريقيا. وفي بلاد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، قدم الأرجنتينيون أداء رفيعاً سمح لهم بالعبور إلى الدور ربع النهائي، وهناك اصطدموا مرة جديدة بمنتخب ألمانيا المتجدد. المانشافت لم يترك أدنى فرصة للأرجنتينيين لالتقاط أنفاسهم منزلاً بهم هزيمة نكراء برباعية نظيفة وسط تساؤلات كبيرة حيال تهاوي التانغو بهذه النتيجة العريضة وخصوصاً أنّ النجم الكبير ليونيل ميسي لم يقدّم ما يشفع له في هذه البطولة.


وفي ما خصّ الحقبة الحالية، يتأهّب رجال المدرب سابيلا لخوض غمار مونديال البرازيل 2014 والأمل يحذوهم بمعانقة اللقب العتيد. وهذا أمر وارد إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأسماء الرنانة التي تضمنتها التشكيلة أسوة بميسي، أغويرو، دي ماريا، ماسكيرانو، هيغوين وغيرهم— كما أنّ نتائج المنتخب في المباريات الودية الأخيرة تدعو للتفاؤل، حيث يبدو أنّ التضامن واللُحمة يشكلان مصدر صلابة الكتيبة الأرجنتينية. ولكن من الضرورة بمكان لزملاء ميسي أن يقدموا أرقى مستوى أمام أعتى المنتخبات إذا ما أنشدوا التتويج بالكأس وخصوصاً أنّهم سيرزحون تحت ضغط كبير في أرض ألد اعدائهم. فيما تبدو مهمّتهم سهلة في دور المجموعات حيث أوقعتهم القرعة بمواجهة منتخبات البوسنة والهرسك، إيران ونيجيريا. لذا يبقى السؤال حيال كيفيّة مقاربة كتيبة سابيلا للعرس الكروي في بلاد السامبا وبخاصة أنّ الإخفاق ممنوع لمنتخب يتمتع بشعبية عالمية كبيرة.


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم