الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

واشنطن تحذر من "خيارات صعبة" في المحادثات مع ايران

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تخوض ايران والولايات المتحدة اليوم الثاني من محادثات حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، بينما حذرت واشنطن من "خيارات صعبة" مع دنو الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق في حلول نهاية تموز. 


وتشكل المحادثات الثنائية التي تستمر يومين في جنيف وبدات امس، جهدا جديدا للبحث عن نقاط مشتركة بين واشنطن وطهران وسط قلق بأن التوتر بين البلدين سيضر بالهجود الرامية الى صياغة اتفاق شامل بين ايران والقوى العظمى.
وعند انتهاء اليوم الاول من المحادثات اقرت واشنطن بأن الوقت ينفذ.
وصرحت مساعدة المتحدثة باسم وزايرة الخارجية ماري هارف: "نعتقد اننا حققنا تقدما في بعض الجولات لكننا وعند خروجنا من الجولة الاخيرة نرى انه غير كاف. فنحن لم نشهد قدرا كافية من الواقعية".
واضافت هارف: "نعلم ان الوقت المتبقي ليس كبيرا لهذا السبب اشرنا الى تكثيف الجهود الديبلوماسية. لا بد من اتخاذ قرارات صعبة لكننا مركزون جدا على موعد العشرين من تموز".
من جهته، اعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي ان محادثات أمس "تمت في اجواء ايجابية وكانت بناءة"، حسبما نقلت عنه وكالة ايسنا.
وهذا هو اللقاء الرسمي الاول بين ممثلين اميركيين وايرانيين خارج جلسات التفاوض مع القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين والمانيا)، في شأن الملف النووي الايراني. الا ان لقاءات شبه رسمية بين الطرفين جرت في سلطنة عمان في 2013.
وتسعى ايران الى المضي قدما من اجل رفع العقوبات الدولية التي انهكت اقتصادها.
وتقول واشنطن انها تريد مع الدول الكبرى الحصول على التزام قوي يضمن ان البرنامج النووي الايراني ليس تغطية لمساع من اجل حيازة السلاح النووي.
وحدد موعد 20 تموز لصياغة اتفاق شامل بعد الاتفاق الانتقالي الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني في جنيف.
وقال عراقجي: "اذا لم يتحقق ذلك، علينا اللجوء الى تمديد اتفاق جنيف لستة اشهر اخرى حتى تستمر المفاوضات"، حسبما نقلت عنه وكالة ايرنا.
وسبق ان اثار الجانبان امكان تمديد العمل بالاتفاق الانتقالي.
ومع عدم تحقيق الجولة الاخيرة من المحادثات التي جرت في فيينا في ايار اي نتائج، سادت مخاوف من توقف عملية التفاوض.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ للصحافيين في بيجينغ امس، ان "المفاوضات دخلت الان مرحلة اكثر جدية حيث ستناقش مسائل اكثر تعقيدا وحساسية".
وقالت: "يجب على جميع الاطراف التحلي بالمرونة والحس العملي من اجل السعي لايجاد ارضية مشتركة وتجنب الخلافات".
واعلن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، ان باريس ستعقد محادثات مباشرة مع مسؤولين ايرانيين هذا الاسبوع. واضاف: "بعد هذه المحادثات ستجرى محادثات بين ممثلين ايرانيين وروس وربما تنظم محادثات اخرى".
ومن المقرر ان تلتقي ايران مع مفاوضين روس في روما الاربعاء والخميس وان تجري محادثات مع ممثلين ألمان الاحد في طهران قبل جولة مع مجموعة 5+1 في فيينا بين 16 و20 حزيران. 
الا ان عراقجي اشار الى ان الكرة الان في ملعب واشنطن. واضاف معظم العقوبات فرضتها الولايات المتحدة، والدول الاخرى من مجموعة 5+1 ليس لها علاقة".
وقاد المحادثات عن الجانب الاميركي في جنيف مساعد وزير الخارجية الاميركي بيل بيرنز، ومستشار البيت الابيض جيك سوليفان على راس فريق صغير اجرى محادثات سرية مع ايران على مدى اشهر في سلطنة عمان.
ويشرف الاتحاد الاوروبي على محادثات مجموعة 5+1 وشاركت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد هيلغا شميت في اجتماع الولايات المتحدة وايران أمس.
وبعد عقود من العدائية منذ الثورة الاسلامية في 1979، بدات ايران والولايات المتحدة خطوات حذرة نحو اجراء تقارب بعد انتخاب الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني في حزيران.
وكان روحاني اتصل بنظيره الاميركي باراك اوباما بعيد توليه مهامه كما التقى بعد ذلك وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف.
وبموجب اتفاق مرحلي لستة اشهر تم التوصل اليه في كانون الثاني، جمدت ايران قسما من انشطتها النووية في مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية الغربية.
وقال سيروس ناصري عضو فريق المفاوضين الايرانيين بين 2003 و2005، حين كان الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني مكلفا بالمفاوضات: "ستجري ايران مفاوضات مع جميع اعضاء مجموعة الست، لكن الولايات المتحدة هي المحاور الرئيسي والاهم لان الاميركيين هم من يقف وراء كل هذه الضوضاء في شأن برنامج ايران النووي السلمي".
واضاف: "السؤال الان هو معرفة ما اذا كانت الولايات المتحدة باتت على استعداد للقيام بخطوة وقبول حل معقول يكون الطرفان فيه رابحين. اي بكلام اخر ان تتقبل الوضع بعد عشر سنوات من الاتهامات التي لا اساس لها ضد البرنامج النووي الايراني".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم