الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

زوجتي تهوى إذلالي!

ليال كيوان بو عجرم
A+ A-

يقول لها في الفراش: "عضّيني أكثر... لا تتوقفي دعيني أتألم فهذا يقودني الى الجنون!". أما الآخر فيتذمّر من عنف زوجته معه في الفراش وخارجه، هو يشكو وهي تتلذّذ حين تراه ذليلاً أمامها!


غالباً ما ترتبط الساديّة بالمازوشيّة، وفي العلاقة الزوجية، ارتبطت غالباً الساديّة بالزوج لتكون الزوجة إما مازوشيّة قابلة بالألم والذل أو ثائرة على وضعها فتنشب الخلافات والمشكلات وقد ينتهي المطاف بالطلاق. لكن أن تنقلب الأدوار ويصبح الزوج هو المعنّف والمضروب والذليل، هذا شأن آخر. فمن هي المرأة السادية؟ وكيف يتعامل الزوج معها؟


زوجتي ليست كبقيّة الزوجات
يتحدث عمر عن زوجته واصفاً إيّاها بأنها ليست كبقية الزوجات، "فهي تثيرني بطريقتها الفريدة في التعامل معي. في الحياة العادية اليومية هي امرأة في غاية الأنوثة والرقة، لكن ما أن نصبح في غرفة النوم بمفردنا، تصبح امرأة أخرى متلبّسة شخصية غريبة لم أرَ لها مثيلاً. هي تعشق العنف في الفراش، تحب أن تضربني وتجعلني أقبّل قدميها وحذاءها، وتعشق ربطي في السرير وصفعي على وجهي وجسدي، كما أنها طلبت مني أن أرخي شعري كي تشدّني به وفعلت، فوجدت الأمر في غاية الروعة!". بدورها، تقول الزوجة إنها تكون في أقصى حالات السعادة عندما ترى زوجها منصاعاً لأوامرها، "لا سيما عندما نكون في خضم العلاقة الجنسيّة، فهذا يزيد الأمور روعة ويضاعف المشاعر عندما أرى عمر يتألم ويتأوه ويصرخ ليس من باب الممانعة، إنما طلباً للمزيد من الألم والقهر!".
وإذ يهوى عمر العنف في العلاقة الزوجيّة، نجد في المقابل بشار يتذمّر شاكياً أفعال زوجته وممارساتها الشاذة معه. "لم ألحظ عليها أي تصرف غريب عندما تعرفت اليها، لكن بعد الزواج بدأت تنحو الى رغبات غريبة تفرحها وترى من خلالها أن العلاقة الزوجية تصبح ذات معنى ونكهة فلا يطغى عليها الروتين". يقول إن زوجته من النوع الذي يشعر باللذّة عندما يرى غيره متألماً، "وهي تحديداً تفرح كثيراً عندما تراني ذليلاً أمامها ألبّي طلباتها وأرضخ لأوامرها سواء بين الناس أو بيني وبينها. في البداية قررت أن أتحمّلها، فقد أتمكن من تغييرها كوني أحبها، لكنها لم تتوقف بل تمادت أكثر وانسحبت تصرفاتها على العلاقة الجنسية، فبدأت تطلب مني أموراً لا تخطر في بال وجلّ ما يهمها أن أكون لها عبداً". بشار لم يعد يحتمل تلك الحياة وهو يفتش عن مخرج وحلّ لأزمته، قبل أن يلجأ الى أبغض الحلال وينفصل عن زوجته!


ما هي الساديّة؟
الشخص السادي عموماً هو الذي يتبنى في سلوكه عند التعامل مع الناس، حب السيطرة والتحكّم والإذلال. أما الساديّة أو حب التعذيب، فهي نوع من أنواع الشذوذ أو الانحرافات في ممارسة العملية الجنسية، وقد تدخل في إطار اضطراب الهوية.
ويرى الاختصاصي في الاضطرابات الجنسية والعلاقات الزوجية البروفيسور إيلي المر أنه "يمكننا معرفة الشخص السادي في العملية الجنسية بملاحظة صفاته في التعامل اليومي والتي تنبئ بذلك، فنجده في طفولته يستمتع بتعذيب الحيوانات الأليفة، ثم في مرحلة لاحقة يستمتع بتعذيب من يعمل تحت إمرته إذا كان مسؤولاً في العمل، ويجد لذة عند إلحاق الإهانة والاستماع إلى التوسّلات". أما تعريف الساديّة في الفعل الجنسي فيُشار إليها "بالتلذّذ الجنسي بإيلام الشريك، وقد يكون ذلك بالضرب بالسوط أو العصا أو بالعض، أو بالإذلال والإهانة من خلال القذف وتوجيه الألفاظ الجارحة". كذلك، يشير علم النفس إلى تعريف معظم حالات الساديّة "بتعلق الفرد باللذة الجنسية مع ضحيته بعد تعذيبها أو التطلع إلى هذا العذاب والمعاناة، ويكون إحساس التمتع بتلك المعاناة أقوى من ممارسة الجنس نفسه. فعذاب الضحية أمام الشخص السادي يسبّب للأخير الإثارة الجنسية التي توصله أثناء إنزاله العذاب بضحيته إلى قمة الاستمتاع الجنسي، حتى وإن لم يحصل اتصال جنسي في الأصل. والسلوك الجنسي في الساديّة تختلط فيه الرغبة بالجنس والرغبة في العدوان في آن". وحين تكون الزوجة ذات صفات ساديّة، فإنها تستمتع بضرب زوجها وإهانته، وغالباً ما يكون الزوج لديه سمات مازوشية فيستمتع بهذا الضرب رغم شكواه ظاهرياً من ذلك. وفي هذه الحال، نجد أن ضرب الزوج شيء متكرر في العلاقة الزوجية، ومع هذا تستمر العلاقة لأن الطرفين في الحقيقة يستمتعان بذلك.
لكن ما الذي يدفع بالإنسان كي يصبح سادياً؟ يشرح المر أن "الساديّة لدى الرجال هي امتداد غير طبيعي لذكورتهم وفحولتهم، فالبعض يمتلك بوعي أو من دون وعي منه مفهوماً خاطئاً للرجولة يرتبط بالعنف والقوة الجسدية، فيصبحون مع تعاظم ذلك الشعور بداخلهم ساديين يتلذّذون بإيلام الغير وخصوصاً المرأة. ويحدث هذا عادةً نتيجة وجود قصور في شخصية الإنسان". لكن ماذا عن المرأة السادية؟ "إنه اضطراب في الهوية يصيبها، أو نتيجة حادث ما تتعرض له في طفولتها يشكل لها صدمة أو نقمة على الجنس وعلى الرجل عموماً، فترغب في إذلاله ورؤيته ضعيفاً مهاناً كي يكون عبداً طائعاً لها".
وعندما يكون الشخص السادي يمارس ساديته على شخص طبيعي يتذمر الأخير ويشكو تلك التصرفات، لكن قد يكون الشخص الآخر مصاباً أيضاً بالمازوشيّة فيقبل الألم ويرحب به! والمازوشيّة بدورها، بحسب تعريف المر، اضطراب نفسي يتجلّى في الرغبة بتلقي الألم ويستمر الشخص في هذا السلوك بشكل شبه قهري مهما تعرض للمشكلات والمتاعب، لأنه يعشق دور الضحية والمظلوم والمقهور والمعذب. والمازوشيّة على هذا المستوى هي نوع من اضطراب الشخصية المصحوب بسلوك هادم للذات. أما الرجل المازوشي تحديداً فيقول عنه المر إنه "يتماهى بأمه أي يتقمّص دورها الأنثوي بدلاً من أبيه منذ طفولته، حتى لو لم يظهر عليه ذلك جلياً، لا سيما إذا كان الطفل قريباً من أمه الى درجة زائدة وشعر أنها مظلومة من أبيه أو من غيره، فهنا يتعاطف معها ويحب دائماً أن يكون في وضع المظلوم مثلها حتى يخفف من مشاعر الذنب حيالها. والمازوشي لديه شعور عميق بالذنب ربما بسبب وجود مشاعر عدوانيّة أو جنسيّة بداخله، لذلك يحتاج الى الإيذاء النفسي والجسدي للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة وعندها فقط يشعر بالراحة أو بالنشوة. وثمّة من يقول إن دور الأم وتسلّطها له دور على الأبناء فيغدون مازوشيين". ويتابع: "الساديّة والمازوشيّة لا ترتبطان بالممارسات الجنسية فحسب، بل تمتدان لتشملا نطاق الممارسات اليومية. وقد يمارسها الشخص بلا وعي بحقيقتها. أما الممارسات الساديّة فتكون على مستويات، منها الخفيف والمتوسط والشديد. الساديّة الخفيفة يمارسها عموماً الناس من دون إدراك منهم، بينما المتوسطة يمارسها شخص مع إدراكه لها وغالباً لا تنتج منها أضرار أو قد تنتج أضرار لكنها طفيفة مثل الكدمة أو الجرح السطحي. أما الساديّة الشديدة فيمارسها الشخص كسلوك قهري ولا يستطيع منع نفسه عنها وتسبب أضراراً بالغة مثل العاهات أو الموت. وكذلك المازوشيّة لها مستويات منها الخفيفة والمتوسطة والشديدة، الخفيفة وهي ما يمارسها البعض من دون إدراك كرغبة الشخص الحزين بزيادة حزنه، المازوشيّة المتوسطة ترتكب مع إدراك لها مثل الممارسات المنتشرة بين الـ"إيمو" وأشهرها جرح الرسغ وترك الدم ينزف. والمازوشيّة الشديدة ترتكب كسلوك قهري أيضاً، وأضرارها بالغة وأخطرها ما يفضي الى الانتحار".
ويشرح المر أن تلك الحالتين تظهران في مرحلة مبكرة من حياة الفرد أي منذ الطفولة، "فتكون في بادئ الأمر مجرّد خيالات تتطور إلى ممارسات فعلية ثم الإدمان عليها. "ويمكن القول إنهما اضطراب عقلي ناجم عن صدمات نفسية أو تجارب جنسية مبكرة".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم