الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حربٌ في الملعب تستدعي "طائفا" رياضيا!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

للحظة يشعر متابع مباراة الرياضي - حكمة الأخيرة أن الحرب الأهلية اشتعلت من جديد وأن بوسطة عين الرمانة مرّت من غزير متوجهة نحو رحلة تعصب طائفي أو مذهبي جديدة.


المعادلة واضحة بالنسبة إلى البعض: خطاب متشنج بين السياسيين وعبر شاشات التلفزة، إشكال بين فريقي الجمهور مع اسقاطات طائفية (مسيحي ومسلم) رغم تنوع اللاعبين، تعصب بين جمهوري الرياضي والحكمة، شتائم عبر موقعي التواصل الاجتماعي تويتر" و"فايسبوك" وماذا بعد؟ ماذا كسب جمهورا الفريقين؟ لا شيء سوى نبش قبور الطائفية والتعصب وامكانية حرمانهم من مشاهدة المباراة، ليتحول مشهد التنافس بين الفريقين عهراً طائفياً مستفحلاً بين الجاهلين.
الجمهوران طبعا من جديد فكرة أن الرياضي فريق مسلم والحكمة مسيحي، ونفضوا الغبار عن تاريخ الشعارات المذهبية بين الفريقين، هل نسيتم ان غالبية جمهور الحكمة "قوات لبنانية" وغالبية جمهور الرياضي "تيار مستقبل"؟
الاشكال بين الحلفاء يعود إلى غياب الروح الرياضية بين اللاعبين و"فيروس" يطلق عليه "نقص الثقافة الرياضية" لدى الجيل الجديد، فمعروف مثلاً أن كثيرين من العونيين يشجعون منتخب هولندا فقط لأن لاعبيه يرتدون اللون "البرتقالي"، كما أن الكثير من جمهور "القوات" مع ألمانيا فقط لأن رئيس "القوات" سمير جعجع يشجع المنتخب الالماني.


نبرات طائفية


"النهار" رصدت مواقف السياسيين بمختلف توجهاتهم وطوائفهم عن اشكال المباراة، لأنه من المعروف أن السياسي وبعد خطاب متشنج مع زميله من الطرف الأخر، يلتقيان في مناسبة ويتصافحان "لأنها السياسة".
عضو كتلة "الكتائب" النائب إيلي ماروني أسف لما شاهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً "الحملة الشعواء والكلام غير اللائق البذيئة في حق السيدة العذراء مريم"، فضلاً عن حملات أخرى من الطرف الآخر ضد النبي محمد. ويقول ماروني لـ"النهار": "نحن نفتخر دائما اننا خرجنا من الحالة الطائفية وأننا دخلنا في صراع وطني بين خطين سياسيين، من دون نبرات طائفية". وتمنى أن تكون "التعليقات في صفحات التواصل الاجتماعي بمثابة إخبار للنيابة العامة التمييزية حتى تتصرف الأخيرة بسرعة، لأن كل التعليقات ذم وتشهير وتحقير بحق السيدة العذراء والقديسين ويجب ان ينال أصحابها جزاءهم لأننا بغنى عن العودة إلى اللغة الطائفية وكلنا نتفق على ضرورة احترام مقاماتنا وشعائرنا الدينية".
يعتبر ماروني أن "ما حصل في مباراة الرياضي - الحكمة خروج عن الروح الرياضية ومسيء للعبة في حد ذاتها"، معيداً سبب هذا التوتر إلى "غياب الدولة والوعي الوطني والتأثر بما يجري في الوطن، فهناك حال من القرف لدى البعض والمشكلة أن كل فريق يرتد إلى مذهبه وطائفته ويتحكم بالموضوع".
طائف رياضي
أسف عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري لـ"انحراف الرياضة عن هدفها الأساس والمتمثل بالرياضة ورفع الروح الرياضية لدى اللاعبين والجمهور"، معتبراً أن "ما حصل يعكس حجم الانقسام العمودي الحاد ليس في السياسة فحسب بل طائفيا واحيانا مذهبياً".
الاشكال مرفوض بالنسبة إلى حوري ويعتبر أن "جميعنا مسؤولون عن تجاوز هكذا مآسي"، مذكراً بدعوته السابقة "إلى عقد مؤتمر طائف رياضي، إذ لا بد من فصل المنافسة الرياضية الشريفة عن أي تحزب سياسي او تعصب سياسي او طائفي، ووزارة الشباب والرياضة والاتحادات واللجنة الأولمبية أيضا مطالبة بذلك ولجنة الشباب والرياضة النيابية لن تقصر في هذا الاتجاه".


الخوف على الأجيال



"الموضوع تضخم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكان يحتاج إلى احتواء سريع"، يقول عضو تكتل "التغيير والإصلاع" آلان عون، معرباً عن أسفه لما حصل، مكرراً تنبيهه "ان أي توتير طائفي ولو ظل مضبوطاً على مستوى الطبقة السياسية لكن انعكاسه على الشارع سيكون سيئاً ولهذا على الجميع أن يحذر في خطابه، لأن الوعي الموجود لدى السياسيين قد لا يكون موجوداً في الشارع".
وأثار هذا الاشكال الخوف عند عون على مستقبل الأجيال الناشئة بأن "يكونوا حاملين هذا التعصب الذي حسبنا بأنه انتهى مع الحرب، لكن يبدو ويا للأسف انه ما زال مستشرياً بشدة حتى في الرياضة"، مشدداً على أنه "لا يجب أن يتحول التنافس الرياضي إلى تناحر مذهبي او طائفي لأن ذلك يهدد المجتمع والبلد".


الهيئات الادارية للأندية


عضو كتلة "المستقبل" النائب أمين وهبي يشجع الرياضة ويفتخر بالرياضيين، لكنه يعتبر أن "الخطاب المذهبي المستفحل في البلد والحالات المذهبية التي تظهر من غير اي حرج أو حذر، ينعكس على شبابنا في الجامعات والملاعب والمدارس ، ويلقي مسؤوليات كبيرة، أولاً على الهيئات الادارية للأندية، إذ المطلوب من روابط الجمهور أن تعمل على جمهورها لتحصينه وتوعيته وتخفيف حدة الاحتقان بداية للتغلب عليه"، وفي حال غياب إمكانية السيطرة على الجمهور يفضل وهبي أن تكون "المباريات من دون جمهور لأننا لسنا بحاجة إلى هذا الاستعراض المقيت للعصبيات المذهبية".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم