الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اطباء السرطان متفائلون بمحاربة المرض

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

 


يبدي العلماء المتخصصون في الامراض السرطانية تفاؤلا غير مسبوق حيال التقدم الحاصل في الحرب ضد السرطان، لكنهم يعتبرون في الوقت عينه ان العلوم الطبية وحدها ليست قادرة على التغلب على هذا المرض الناجم بجزء كبير عن اسلوب الحياة وعوامل بيئية واجتماعية اخرى.


وقال الرئيس المنتخب لجمعية "اميركان سوسايتي اوف كلينيكال اونكولوجي" (الجمعية الاميركية للاورام السريرية) كليفورد هاديس للصحافيين "علميا، لم يكن علم الامراض السرطانية يوما مثيرا للحماسة كما هو اليوم"، وذلك في اليوم الاول من المؤتمر السنوي للجمعية الذي يجمع اكثر من 30 الف باحث وطبيب وممثل عن المختبرات الصيدلانية في شيكاغو بولاية ايلينوي شمال الولايات المتحدة.


وتحدث هاديس عن علاجات جديدة تستهدف بعض الوظائف في الخلايا السرطانية تسمح بمعالجة اورام سرطانية عدوانية مثل سرطان الجلد الذي لم يجد العلماء اي علاج جدي له الا في السنوات القليلة الماضية. كذلك، اثبت العلاج المناعي القائم على اعادة برمجة نظام المناعة بشكل يسمح له بالتصدي للخلايا الخبيثة، قدرته على تحقيق نتائج واعدة جدا.


وتشاركت جيوتي باتل الاختصاصية في سرطان الرئة في كلية الطب بجامعة نورثويسترن في شيكاغو هذا التفاؤل مشيرة في تصريحات لوكالة فرانس برس الى تحقيق "تقدم مذهل في السنوات الخمسين الاخيرة ادى الى ان يكون لدينا في 2014 ما يقارب 14 مليون شخص يتعايشون مع مرض السرطان في الولايات المتحدة، وهو عدد مرشح لأن يتضاعف خلال العقود المقبلة".


وتستمر نسب الوفيات المرتبطة بالسرطان في التراجع بـ1,5 في المئة سنويا منذ عشر سنوات، وكل شخص يتم تشخيص اصابته بالسرطان حاليا لديه امال بنسبة 66 % في البقاء حيا بعد خمس سنوات، بحسب احصائيات فدرالية اميركية.


واوضحت هذه الطبيبة العضو ايضا في الجمعية الاميركية للاورام السريرية التي تقيم هذا العام مؤتمرها السنوي الخمسين، ان "ما اثار الحماسة الاكبر خلال السنوات العشرين او الثلاثين الماضية هو فهم التركيبة الحيوية للسرطان، في جهد بحثي جماعي لتحديد كيفية تشكل التشوهات الجزيئية التي تميز الاورام السرطانية".


واشار ريتشارد شيلسكي المسؤول الطبي في الجمعية الى ان "القفزات العلمية في مجال الابحاث السرطانية تحصل بوتيرة مذهلة، ما يؤدي الى ظهور ادوية وعلاجات بسرعة غير مسبوقة".
لكنه حذر من ان "هذا التقدم مهدد" جراء تراجع الميزانية التي يخصصها الكونغرس الاميركي للمعاهد الوطنية للصحة لاجراء بحوثها بنسبة 23 % منذ 2001، اذ تمثل هذه الميزانية التي بلغت 28,9 مليار دولار في 2013 السبب الرئيسي لتمويل البحوث الطبية الحيوية الاساسية.


وشدد رئيس الجمعية كليفورد هاديس على ان "مواصلة استثمار الامة في البحوث امر ضروري لتحقيق تقدم اكبر في محاربة السرطان والاسراع في التقدم الحاصل حاليا".


ولفت الى انه "يتعين علينا الاستفادة اكثر من معارفنا العلمية للتعاطي مع عوامل الخطر للاصابة بالسرطان في البيئة واساليب الحياة التي تزيد عبء المرض على البلاد"، متحدثا خصوصا عن التدخين ومشاكل الوزن الزائد والبدانة.


واوضح هاديس انه "في وقت كان التدخين لفترة طويلة اكبر عامل خطر للاصابة بالسرطان، باتت البدانة في هذا المجال مشكلة متفاقمة ليس فقط في الولايات المتحدة بل في باقي انحاء العالم".


وبحسب دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة "ذي لانست" البريطانية فإن ثلث سكان العالم يعانون من البدانة او الوزن الزائد، ما يمثل بحسب هاديس خطرا للاصابة بعدد كبير من الامراض السرطانية بينها سرطانا القولون والبروستات.


كما اشار في هذا الصدد الى ان "البدانة اقتربت من التقدم على التدخين في الولايات المتحدة لجهة السبب الرئيسي الذي يمكن تفاديه للاصابة بالسرطان".
من ناحيتها ذكرت باتيل ان "ثلثي السرطانات يمكن تفاديها من خلال تغيير اسلوب حياتنا ونظامنا الغذائي وعبر تقليص تعرضنا لاشعة الشمس".
وشددت ايضا على الحاجة الى القيام بحملات توعية لتعميم اللقاحات ضد فيروسات الاورام الحليمية المسؤولة عن غالبية الاصابات بسرطان عنق الرحم اضافة الى اللقاحات ضد التهاب الكبد الذي يمكن ان يتطور الى سرطان في الكبد.


واضافت الاختصاصية في الاورام السرطانية "يلزمنا تربية افضل وتشريعات اكثر تشددا في مكافحة التدخين".


وفي ما يتعلق بالبيئة، اظهرت دراسة حديثة ان النساء يتعرضن يوميا الى 17 مادة كيميائية مسببة للسرطان من شأنها ان تزيد بوضوح خطر اصابتهن بسرطان الثدي، ثاني اكثر اسباب الوفيات بالسرطان انتشارا في الولايات المتحدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم