الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مار زخيا - الفيدار...كنيسة يحرسها البحر

المصدر: النهار
آية يونس
A+ A-

وسط البحر، تقع كنيسة مار زخيا على الشاطئ في منطقة الفيدار- جبيل. من المناطق اللبنانية كافة، يأتي ثنائيون للزواج في "مار زخيا" والتقاط الصور المميّزة على البحر عند المغيب.



"القديس الثريّ"
يحكى أن منصور، الاسم الأصلي للقديس زخيا، منحدر من عائلة ثريّة جدّاً، اذ كان والده يملك ثروة وزّعها منصور على الفقراء من دون ان يكشف عن هويته، فكان يرمي المال والخبز والثياب الى المحتاجين من النافذة او يضعها قرب الباب. ويعتقد البعض أن فكرة بابا نويل أتت من هنا. فبابا نويل وزّع الهدايا للفقراء كما فعل منصور. ومضت الأيام واصبح منصور حبيساً في مغارة تقع في الفيدار، والبطريركية التي كانت موجودة في الدوير آنذاك (قبل أكثر من 1000 سنة) ترسل اليه رهبان للاطمئنان عليه وارسال الطعام له وتقول الأسطورة انً البطريرك غضب عليه يوماً لأنه لم يشرح له عن سبب وجود امرأة في المغارة ولم يبرّر موقفه. الًا أنّ المرأة كانت تأتي الى المغارة وتحاول ان تستمع من خلف الباب الى صوت القديس وهو يصلّي حتّى تتعلم منه كيف يتكلّم مع الله. فقال مار زخيا للراهب الذي أرسله البطريرك لطرده: "أأذهب بمفردي أم انا والمغارة معاً" فظنّه يمازحه وأمره بالذهاب هو والمغارة معاً وهكذا شقّ البحر وذهب، ولهذا نرى قرب الكنيسة في البحر طريق بين الصخور وكأنها مشقوقة.



من جزيرة الى شبه جزيرة
عام 1947 قرّر سمعان وجوزف ملكان باسيل، شقيقان من الفيدار، ان يشيدا الكنيسة الموجودة اليوم على مقربة من الكنيسة الأصلية القديمة ، التي تضاربت الأفكار حول الشعوب التي بنتها، أشخاص يقولون انً الصليبيين هم من بناوها وآخرون يعتقدون ان اليونان. وكان الوصول اليها صعب، اذ صنع السكان جسراً من خشب للمشي، شرط انتظار هدوء البحر حتى يتمكّنوا من العبور للوصول الى الكنيسة. "فالبحر كان معوّق كبير أمام الزوار وخصوصاً في فصل الشتاء" يقول العمّ نخلة بيلان، صاحب مطعم ومنتجع على البحر في محاذاة  الكنيسة. فهو شهد على مراحل الترميم واعمار الكنيسة الجديدة وردم البحر وشقً الطرق للوصول الى "مار زخيا" . وهكذا أصبحت الطريق سالكة للسيارات ووجدت ساحة الكنيسة التي يجتمع فيها اليوم الشباب والصيادون ومحبو السباحة، ووصل الاسفلت والباطون بين الكنيسة واليابسة وردم البحر، وتحولت "مار زخيا" من جزيرة الى شبه جزيرة.



شفيع الأطفال


يخبر أهل الفيدار أن مار زخيا قام بالكثير من العجائب وكان المتزوجون الذين يعانون عقماً او مشكلة تمنعهم من الانجاب، يصلون له ليرزقوا بشفاعته بأولاد. وأخبرنا العم نخلة عن رجل وصل الى الكنيسة وأوقف سيارته ومعه حلّة (للعمادة) وسأل عن كاهن الضيعة، وعندما حضر، طلب منه ان يعمّد له ابنته وهكذا حصل. فدفع له المال ونظر الى نخلة وسأله عن كلفة شقّ طريق للوصول الى الكنيسة فأجابه بـ350 ليرة ، فسحب الرجل المبلغ من جيبه وطلب منه ان يصلي له قرب الكنيسة بعد شقّ الطريق، وذهب. مضت الأيام ، وذهبت ابنة نخلة الى الجامعة وأخبرت والدها انها تعرفت على صديقة تدعى ماريا-زخيا تعمّدت في "مار زخيا" وستاتي مع والدها لزيارتها، وكانت الصدفة انً الفتاة هي التي تعمّدت من 40 سنة وبفضل والدها شقت طريق صغيرة قرب الكنيسة، وفي هذا اليوم، أخبر الوالد العم نخلة انه انتظر 12 سنة ولم ترزق زوجته بولد ولم يستطع الطبّ مساعدتهما ولكن بشفاعة القديس زخيا، ولدت الفتاة وعمدت في الكنيسة.
اعجوبة أخرى حصلت مع امرأة رزقت بصبي وقرّرت كل سنة في عيد ميلاده ان تذهب وتزور الكنيسة سيراً وحافية ، وذلك على عدد سنوات عمر ابنها. فكل سنة تزور مرّة اضافية الكنيسة في اليوم نفسه.
هناك كنائس كثيرة للقديس زخيا في لبنان، في عجلتون وعكّار وعمشيت ومناطق أخرى، ولكن أهل الفيدار يؤكّدون أن كنيستهم هي الأساسية في البلد. تعدّدت الكنائس والهدف واحد وهو الصلاة عسى ان يحمي مار زخيا أطفال لبنان والعالم من الحرب والظلم والعنف.
[email protected]
Twitter: @ayayounes01

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم