الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كيلو لـ"النهار": النظام يجند الأقليات للاقتراع وينزل ربات المنازل للرقص في الشارع!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

في الثمانينات، حمل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد خطابه إلى سرايا الدفاع وقال لهم: "أنتم الشعب، انتم الاشتراكية والوحدة والأمة العربية والعدالة، أنتم الشعب ولا شعب ولا أحد في هذا البلد غيركم". واليوم يكمل نجله بشار الأسد العقلية نفسها بتكريس فكرة أن الشعب السوري هو من صوّت وسيصوّت في الانتخابات الرئاسية فحسب.


"سعار" النظام


المعارضة السورية تتوقع هجوماً مماثلاً على التصويت، يشابه ما جرى في لبنان لكن في مناطق النظام في سوريا، إذ يلاحظ عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ميشال كيلو ان "هناك تعبئة استثنائية سورية وصلت إلى حد انزال ربات المنازل في أحياء اللاذقية الاسلامية من منازلهم بالقوة من أجل الرقص في الشارع تأييداً لانتخاب الأسد"، معتبراً أن "النظام يشن حملة سعار فظيع وجنون جند فيها أعداد هائلة من الشبيحة والبعثيين، لاعتبارها مصدر جديد لشرعية النظام الذي فقد كل شرعياته خلال الحرب".
كيلو وصلته معلومات من سوريين، أن هناك أعداداً من اللبنانيين و"القوميين" شاركوا في تنظيم الانتخابات، وزاروا بعض مخيمات اللاجئين، وهددوا من فيها برفع اسمائهم إلى الأمن السوري في حال لم يصوتوا، فضلاً عن التهديد بقصف المخيمات والاتصال بكل شخص بصفته الفردية".
ترددت معلومات عن التحضير لتحركات في لبنان رداً على المشهد الذي صنعه النظام، لكن كيلو يوضح: "كان هناك فكرة لتنظيم انشطة شعبية ضخمة يوم الانتخاب، داخل وخارج سوريا، لكن لاعتبارات عدة منها أمنية، حُصر الأمر بمهرجانات في اماكن مغلقة يكون فيها العدد محدوداً".


رسالتا الانتخابات


ما جدوى الانتخابات طالما أن الأسد باقٍ في قصره؟ يجيب كيلو: "الأسد طرح فكرة أن الشعب معه وأن الآخرين ليسوا من الشعب بل هم مندسون أو عصابات مسلحة أو ارهابيون، واليوم يريد أن يثبت هذه الفرضية عبر الانتخابات، ووضع كل قدرات السلطة ليقال: "شوفوا هيدا الشعب معه".
أما الرسالة السياسية من الانتخابات، أن الأسد وباعادة انتخاب نفسه "يطوي فكرة الحل الدولي وهيئة الحكم الانتقالية ويفرض حله الخاص المرتكز على انه الهيئة الانتقالية والمرجعية وأنه انتصر سياسياً وشرعياً"، بحسب كيلو الذي لا ينفي أن "هناك اعدادا من السوريين يؤيدون الأسد"، ويضيف ان "النظام منذ الثمانينات، عمل على ما يسمى "حلف الاقليات" بهدف وضع مجموع الأقليات الذي يقارب الـ35% من سكان سوريا في مواجهة الأكثرية التي تقارب نحو 65%، واليوم يعودون ويجندون الأقليات من جديد إلى حد قرعهم أبواب الناس والسؤال عن الأشخاص باسمائهم لدفعهم نحو الانتخاب".


حصة لأهل النظام في الحل


كثافة الناس ووجود مؤيدين للاسد في سوريا والعالم لا يؤمنان له ترخيص البقاء في السلطة، لأن أعماله أساس ابعاده عن الحكم، ويّكرر كيلو أن "الحل الدولي لا يشير إلى خروج أهل النظام، بل لهم حصة، لأنه يتحدث عن هيئة حاكمة انتقالية من الطرفين، لتكون المشكلة الأساسية مع شخص الأسد وليس مع مؤيديه"، ويردف: "لا أحد سيصدق أن شخصاً قتل نحو 160 الف سوري، وجرح نحو 500 ألف، وشوّه نحو 100 الف، وأخفى نحو 100 الف، لديه شعبية!"، مذكراً بأن "الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو وقبل سقوطه جمع أكثر من 360 ألف شخص، وليس من الصعب على نظام شمولي انزال الناس إلى الشارع، والنظام السوري يهدد المواطنين بأن من لن يصوّت لمجلس الشعب والرئاسة ولا يملك البطاقة الانتخابية لن يستطيع الحصول على أرز وسكر وكهرباء، ومن يريد التصويت عليه الحصول على البطاقة، فتتدافع الناس من أجل المساعدات، وبهذا يحشد مؤيدين للانتخابات أمام مراكز الشرطة والوزارات".


كسر الحل العسكري


تعلم المعارضة السورية أن الأسد لن يستعيد شرعيته لأن الانتخابات ليست حرة وتصفها بـ"البهلوانية"، ويقول كيلو: "نعوّل على امتصاص هجمات الأسد، وعلى ان يقتنع العالم أن لا حل سياسياً لدى الأسد وروسيا وايران وأن حلهم عسكري، والمسألة ترتبط بعملية اجبار الروس والايرانيين في طريقة ما بابعاد فكرة الحل العسكري من رأس الأسد ووضعه على الطاولة وتطبيق بنود "جنيف -1"... هذا هو حلنا".


عسكرياً، يشير كيلو إلى ضربات عسكرية موجعة للأسد قريباً طرف المعارضة التي تعوّل على دعم جديد عسكري، إذ يلاحظ أن "خطاب الرئيس الأميركي وكلامه عن دعم المعارضة المعتدلة سيترجم بدعم عسكري نوعي". يضيف: "وصلت صواريخ مضادة للدبابات واستخدم بعضها في معركة كسب، وإذا كثف عدد الصواريخ ضد الدبابات والطائرات حينها نقول للنظام: سلامة امرك". النظام لا يبصر أمامه سوى الحل العسكري، ومهمة المجتمع الدولي الحالية، بعد فشل الحل السياسي، خصوصاً استقالة المبعوث الأممي الأخضر الابرهيمي كسر فكرة الحل العسكري من أجل اعادة الحل السياسي إلى الواجهة من جديد.



المسيحيون


وفي شأن وضع المسيحيين في سوريا، يأسف كيلو لأن "الكنيسة السورية لعبت دوراً سلبياً، وبدلاً من وضع المسيحي على الحياد، أظهرت كم هو مؤيد إلى النظام. واقنع النظام بعضهم بحربه ضد الأصولية. المسيحيون نسوا تاريخهم في سوريا، نسوا انه قبل النظام لم يكن يهددهم أي أحد وأنه مع النظام تدنت مكانتهم وساءت احوالهم وتراجع دورهم".
في المقابل، يلفت كيلو إلى أن "هناك عشرات الألاف من الشبان المسيحيين مع المعارضة أو يعملون في إطار الاغاثة أو انضموا إلى "الجيش الحر"، كلواء يسوع المسيح في الغوطة وكتيبة مار جرجس في جبل الشيخ وكتائب مسيحية وأرمنية"، ويكشف عن أن "عدد المسيحيين في سوريا الذين قتلوا على يد النظام يقدر بـ 1200 مسيحي فيما الذين قتلوا على يد المعارضة اقل من 100 مسيحي، كما أن عدد قتلى العلويين حتى الشهر الماضي وصل إلى نحو 82 ألف شخص ".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم