السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هذه النتيجة عندما تسأل "المنار" الشارع والباحث "شو القصة؟"

فاطمة عبدالله
هذه النتيجة عندما تسأل "المنار" الشارع والباحث "شو القصة؟"
هذه النتيجة عندما تسأل "المنار" الشارع والباحث "شو القصة؟"
A+ A-

قناة "المنار" لا تجدد كثيراً في برامجها. الأولوية للسياسة والنشرات الاخبارية، فالدين ومشتقاته بحكم الحال والحيثيات على الأرض. نُفضت استوديوات الأخبار أخيراً، بعدما بات المشهد عبر الكاميرا جامداً لا يتغيّر. لا مكان للبرمجة العصرية في صفوف المحطة الأمامية. حتى الترفيه، حين يُطرد من الأجندة، يتبدّل لون وجهه ويتلعثم. "شو القصة"، برنامج يُراد ان يمشي فتُكسر وراءه الجرّة!


زمن الركود ولّى، فانتبهت "المنار". ولكن الانتباه كان أُحادياً. هذه المحطة تنأى بنفسها عن المنافسة. لا ترفيه ولا منوعات ولا دراما لبنانية. البال مرتاح، والجمهور راضٍ لا يتذمر. في مكان ما من الضاحية الجنوبية، البعض يتابع "المنار" بحكم العادة. "اللوغو" يُشعر البعض بالانتماء، والشعور ضروري لمحاربة صنمية المُشاهد.
تخاطب "المنار" جمهور المقاومة بلغة سياسية بارزة وحادّة. التقارير الاخبارية، كالمقدمة، مدروسة في العناية الفائقة. جولة أفق أحيانا على فلسطين والعراق وسوريا والبحرين وأميركا ومجلس الأمن والمحكمة الدولية والعالم... ثم لبنان. أحدٌ لم يسجّل اعتراضاً. قناة "الجديد" بديلٌ موقت لمن لم يعجبه العجب. خيار "أشرف الناس" شبه الوحيد حين تضيق الشاشة.
أمام واقع سياسي أشبه بالاستراتيجية منه بجدول عمل يومي، يطول الاستطراد. حين يكون الـ"Package" مغلقاً، يصبح التفنيد أمراً مضحكاً. في "المنار"، فصل السياسة عن الدين عن الاجتماع عن الثقافة ضرب من ضروب العبث. الأفضل ان تلعب لعبة السلّم والثعبان من ان تفكك عشرات الجدائل الصغيرة، لأن صبية ما قررت الاستحمام الفوري بعد زيارة مصفف الشعر. "شو القصة"، ليس سؤالاً للتغيير. انه اسم برنامج صنّفته المحطة، (ولا ندري ضمن أي معايير) في الخانة الثقافية! ما إن تدخل موقع "المنار" الالكتروني حتى تصطدم بمئات الملفات المكدّسة، مثل جدران عازلة لا بدّ من ان تتحطم. يستقبلك سؤال عن رأيك بتصميم الموقع: "ممتاز ومميز، جيد جداً، جيد، مقبول". اختر ما تشاء من الاحتمالات، فرأيك السلبي قد لا يصل أحداً. وحين تقرر مشاهدة حلقات أحد البرامج، كـ "شو القصة" مثلاً، تكون النتيجة: الحلقات المميزة، والأكثر مشاهدة والأكثر تعليقاً والأكثر اعجاباً، عاطلة كلها عن العمل!
ديما جمعة وزوجها علي فواز، ثنائي يشكل اعداد البرنامج واخراجه وتقديمه. لكل قصة عنوان، والتفاصيل متروكة للشارع. "هل تثق بنفسك؟"، سؤال شكّل مدار حلقة. الاجابات المضحكة ترفّه عن المُشاهد: "لا أثق بنفسي ولا أريد ذلك!"، يقول أحدهم. كلام الشارع في كفّ والتحليل الفصيح الذي يجود به الاختصاصيون في الكف الثانية. ان تبدو بعض الاجابات مثيرة للضحك فقط لأنها تنمّ عن جهل نافر، ثم يجري القفز المفاجئ الى البلاغة والتاريخ والجذور، حتى يظهر الفارق شاسعاً ما بين الشارع والمقابلة المسجّلة بأناقة، أمرٌ يثير الاستغراب. استشارة الاختصاصي مفيدة وضرورية، ولكن فلتكن بلغة مبسّطة حتى لا تبتعد كثيراً من ثقافة أغلبية أولئك الذين يشكلون "أبطال" القصة.
عندما تصبح الديموقراطية مضمون احدى القصص، تكتسب الاجابات عروضاً مجانية. البرنامج لا يفرّق ما بين لبناني وسوري. للصوت السوري حق المشاركة في الحلقات، كاللبناني (باتوا كثراً في لبنان، فمن الطبيعي ذلك). سوريٌ تسأله جمعة عن الديموقراطية فيجيب: "كلها سلبيات"! ولما جاء دور الاختصاصي المُحاضر، تداخلت الديموقراطية بالشريعة الاسلامية وولاية الفقيه! "المنار" لا تفوت فرصة لكسب حسنات الآخرة. باحث يقولها بالفم الملآن: "الشعب ليس مصدر التشريع. الله عز وجلّ فقط"! كان الأفضل للعناوين ان تبقى في فلك البدانة والدواء والعملات، وألا تذهب بالنقاش بعيداً، عندها لن نشعر بالذنب لو أثارت أجوبة الشارع رغبتنا في الضحك. الضحك على تحليلات "المثقف" أمرٌ محرج حقاً!


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم