الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عودة الحريري بعد ظهور "المارد السلفي" هل أصبحت حاجة لـ"تيار المستقبل" والشيعة معاً؟

رضوان عقيل
رضوان عقيل
عودة الحريري بعد ظهور "المارد السلفي" هل أصبحت حاجة لـ"تيار المستقبل" والشيعة معاً؟
عودة الحريري بعد ظهور "المارد السلفي" هل أصبحت حاجة لـ"تيار المستقبل" والشيعة معاً؟
A+ A-

يطل الرئيس سعد الحريري اليوم في ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري وما تحمله من محطات سود غطت السماء السياسية في لبنان طوال هذه الاعوام.
وينتظر جمهوره هذه الاطلالة فيما لا يزال فيه اللبنانيون ينقسمون حيال أكثر من ملف حتى داخل قوى 14 آذار التي لم تتفق على مشروع قانون انتخاب لتواجه أفرقاء 8 آذار وتزيحهم من السلطة.
ويترقب من لا يلتقي مع الحريري خطابه في هذه الذكرى التي لم يستطع جمهور 14 آذار إحياءها في ساحة الشهداء على غرار سنوات خلت لأسباب أمنية وسياسية معروفة، وخصوصاً بعد خروج الحريري من السرايا وابتعاده عن لبنان.
يراقب الحريري الاحداث من الخارج ويتابع أوضاع "تيار المستقبل" وجمهوره في كل المناطق عبر نوابه وأركان حزبه الذين لمسوا في الأشهر الاخيرة ان زمام أمور الشارع في بيئتهم وخصوصاً في طرابلس وعدد من المناطق في عكار وعرسال في البقاع على سبيل المثال أصبحت في أيدي عدد من المشايخ السلفيين الذين يتصدرون الشاشات.
فعلى سبيل المثال حل هؤلاء في عرسال بعد الحادث الاخير قبل وفد نواب كتلة "المستقبل"، وأعلن المشايخ تضامنهم مع عرسال وأهلها وأطلقوا جملة من التحذيرات.
وفي مقلب آخر صار الشيخ أحمد الأسير الاول في وسائل الاعلام على أنواعها وأخذ اسمه يتقدم على وجوه نيابيه وسياسية عدة في "تيار المستقبل" بفعل الحركة التي يحدثها كلما أراد الحديث أو التوجه الى منطقة، فتسبقه الكاميرات وجموع المراسلين.
يراقب السياسيون في لبنان ولا سيما الشيعة منهم بروز حركة الاصوليين المتشددين عند السنة، الامر الذي دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القول أمام زواره قبل يومين انه مع عودة الحريري الى البلد "في أسرع وقت". ولا يتردد أقطاب آخرون في 8 آذار في القول ان مصلحة البلد والطائفة الشيعية معاً تتمثل في وجود الحريري في "بيت الوسط"، وان كل يوم يتأخر فيه عن الحضور الى لبنان يؤثر سلبا على امكان امساكه بالشارع السني ووضع قواعد للخلاف القائم مع قوى 8 آذار بعدما تبين ان أكثر من منطقة سنية أصبحت في قبضة الاصوليين.
ويحضر هنا قول لشخصية مرموقة في "تيار المستقبل" لمسؤول أمني رسمي في الجنوب "عليهم (8 آذار) أن يتحمّلوا الاسلاميين ليدفعوا ضريبة عدم تحمّل الرئيس الحريري في السلطة".
وفي المقابل، ثمة من يرى ان "سحر السلفيين" انقلب على "تيار المستقبل" الذي سيعاني وطأة حضورهم في الانتخابات النيابية المقبلة، وستكون طرابلس أبلغ مثال على ذلك.
أمام هذا المشهد، ثمة مراجعة عند "تيار المستقبل" ومن لا يلتقي مع سياسته. ولذلك فإن جهات عدة في 8 آذار ترى ان الحريري راهن كثيراً على الحدث السوري، وان موعد رحيل الرئيس بشار الاسد بات قريباً في روزنامته، لأن حصول هذا التطور في تفسيره يساعده أكثر في العودة الى بيروت. إن طموح "التيار الازرق" هذا لم يتحقق حتى الآن، الامر الذي أوقعه في أكثر من خطأ.
وعلى رغم ذلك فإن 8 آذار لا تقلل من حجم الحريري ولا سيما بعدما لمست ان الرئيس ميقاتي لم يملأ هذا الفراغ، وخصوصاً خارج محيط طرابلس. وهذا لا يعني انها تخلت عن رئيس الحكومة الحالي.
ويعتقد قادة في 8 آذار ايضاً ان عودة الحريري، في حال تحقيقها، تساعد في تخفيف وطأة الحساسيات التي يشهدها الشارع من صيدا الى طرابلس مروراً بعرسال ومناطق لبنانية أخرى على تماس مع اختلاط سني وشيعي، لم ينقصها في هذه الايام الا الاختلاف على صهاريج المازوت التي تُنقل الى سوريا وتصلها بكميات كبيرة ايضاً عن طريق الاردن والعراق.
لكل هذه الاسباب وغيرها، يعتقد قادة 8 آذار ولا سيما الشيعة منهم ان عودة الحريري تساعد في تخفيف وطأة الاحتقان في الشارع. ويؤكد بري في مجالسه انه والسيد حسن نصرالله لن يسيرا في طريق الفتنة مهما تلقيا من استفزازات وتحديات، وان خيارهما لن يحيد عن "بناء الدولة المدنية".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم