السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

زيارة البابا للاراضي المقدسة من منظور إسرائيلي

المصدر: "النهار"
رنده حيدر
A+ A-

رغم الطابع الديني الخالص للزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس يوم الأحد المقبل لإسرائيل، فإن المسؤولين الإسرائيليين يعلقون اهمية كبيرة على نجاحها في هذا الوقت بالذات الذي تجد إسرائيل نفسها وسط عزلة دولية متزايدة جراء فشل الوساطة الأميركية للسلام وانهيار المفاوضات السياسية بينها وبين الفلسطينيين، وتزايد الاحتجاج الدولي على سياستها الاستيطانية وتصاعد الاصوات الداعية الى مقاطعتها.


والبابا فرنسيس هو البابا الثالث الذي يقوم بزيارة إسرائيل بعد اقامة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين الفاتيكان ودولة إسرائيل سنة 1993. وقد سبقه البابا بولس الثاني سنة 2000 الذي عمل على تطبيع العلاقات بين الدولتين، والزيارة التي قام بها البابا بنيديكتوس السادس عشر سنة 2009.


لكن زيارة البابا فرنسيس تبدو في نظر الإسرائيليين مختلفة عن سابقتيها نظراً للشعبية التي يتمتع بها البابا ولافكاره الليبرالية المختلفة عن المواقف المتحفظة والصارمة للباباوات السابقين. وهو يأتي الى إسرائيل بصحبة احد اصدقائه المقربين الحاخام أبرهام سكوركه الذي يعرفه منذ اعوام طويلة خلال عملهما المشترك في بونيس أيريس. ويعول المسؤولون الإسرائيليون على الانتفاح الذي يبديه البابا فرنسيس في عدد من الموضوعات لا سيما موقف الكنيسة من اضطهاد يهود أوروبا والمرحقة النازية. ففي الكتاب الذي احتوى حوارات بين فرنسيس والحاخام سكوركه بعنوان: "On Rome and Jerusalem/pope Francis and Rabbi Abraham Skorke" تطرق البابا فرنسيس الى موضوع سكوت الفاتيكان خلال الحرب العالمية الثانية عن المحرقة التي تعرض لها يهود أوروبا على يد النازيين والمسؤولية التي يتحملها البابا حينذاك بيوس الثاني عشر لعدم قيامه بانقاذ اليهود. فاقترح فرنسيس فتح ارشيف الفاتيكان للاطلاع من خلاله على حقيقة ما جرى آنذاك. ويشكل هذا الموقف نقلة نوعية في مواقف الكنيسة الكاثوليكية. ويمثل الرد الملائم على الأصوات التي تعالت داخل إسرائيل مع قرب زيارة البابا التي تطالب الكنيسة الكاثوليكية بالاعتراف بمسؤوليتها عما جرى ليهود أوروبا والاعتذار عن ذلك.
ورغم التشديد على الطابع الديني لزيارة البابا، فهو على الارجح سيتطرق خلال محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين الى الخلاف الدائر بين الكنيسة والاوساط اليهودية الدينية المتشددة الرافضة اقامة المسيحيين شعائرهم الدينية في غرفة العشاء الأخير، بحجة انها موجودة دخل المبنى الذي يشمل داوود.
وكانت سبقت الزيارة حملة قام بها جهات من اليمين المتشدد ضد الزيارة تمثلت بكتابة شعارات معادية للمسيحيين، ونشر شائعات تقول بان الحكومة الإسرائيلية ستوقع اتفاقاً مع الفاتيكان بنقل السيادة على الاماكن الميسحية المقدسة، وتهدد بتسميم الزيارة وافشالها. وتحسباً لذلك قامت الحكومة بنشر قوات كبيرة من الشرطة في الاماكن التي سيزورها البابا واتصلت بزعماء المجموعات الدينية المتشددة داعية اياهم الى التهدئة.


يرجح عدد من المراقبين الإسرائيليين على ان البابا فرنسيس لن يتطرق النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وصفت صحيفة "هآرتس" الزيارة بأنها اشبه" بالسير في حقل من الالغام." من جهتها ستحاول إسرائيل الظهور في مظهر الدولة التي تحمي الاقليات الدينية لا سيما المسيحية منها وقت يتعرض المسيحيون الى الخطر في الدول المجاورة في هذا الوقت بالذات. لكن منذ الآن يرى بعض المراقبين ان اصرار البابا على الانتقال من بيت لحم الى القدس عبر مطار بن-غوريون هو بمثابة تلميح ضمني الى انه ينظر الى الضفة الغربية والى إسرائيل بوصفهما كيانين سياسيين منفصلين.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم