الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تغيير النظام هو الحل...والتمديد أهون الشرور!

المصدر: -"النهار"
علي منتش
A+ A-

رغم كل التكهنات والتحليلات، لا يزال الغموض يسيطر على الانتخابات الرئاسية اللبنانية، فما تلبث اسهم احد المرشحين بالارتفاع حتى تتراجع مجددا، لترتفع اسهم مرشح آخر وهكذا. وفي حين تبدو جلسات انتخاب الرئيس في المجلس النيابي اشبه بمسرحية ابطالها النواب، تظهر آراء من خارج الطبقة الحاكمة المخاطر الحقيقية لما يحصل.


فحص: ورشة مؤجلة


يعتبر السيد هاني فحص ان "الله والطبيعة والعقل والقلب ضد الفراغ، لكن يبقى ان هناك بعض الناس غير العقلاء، ومواطنيتهم بحاجة لاعادة ترميم لتجديد لياقتهم في الشراكة".
ويضيف: "البلد الذي يريد ان ينهض تلزمه ورشة تعمل للتطوير والتغيير يكون على رأسها رئيس الجمهورية، و اذا وصلت الامور الى الفراغ يكون رأس هذه الورشة غير موجود، لكن هذا لا يعني ان الفراغ يؤثر على الميثاق او الصيغة، لان نظامنا ليس قائما على قاعدة الهرم المقلوب، وتاليا فان ثقافتنا الاندماجية وثقافة التعايش لن تتأثرا".
ويرى فحص ان وصولنا الى هذه المرحلة يعود الى "اننا كنّا بحاجة الى كتلة تاريخية بعد الحرب او في خلالها، متفقة على الوطن وقيام الدولة والعيش المشترك. نحن نحتاج الى العودة حيث انتهوا رجالات الاستقلال الذين فعلا حاولوا بناء الدولة والمؤسسات".
ويقول فحص انه "ضد النظام الطائفي ومع الغائه، لكن يجب ان يتم تغييره من الداخل وليس من الخارج، ويجب ان يكون الامر سريعاً من دون تسرّع".
ويؤكد ان "الفراغ او انتخاب رئيس لا يقرره الداخل الذي تحكمه قوى سياسية هي بمثابة وسائط للخارج".


صليبا: دستور جديد


بدوره، يرى الفنان غسان صليبا ان "انتخاب الرئيس لا يقدم ولا يؤخر في مجريات الحياة اليومية للبنانيين لاسباب كثيرة اهمها ان شخص الرئيس ليس مؤثرا خاصة في ظل غياب الصلاحيات لهذا الموقع، فالرئيس لا يستطيع ان يغيّر اذا لم يكن باقي الاطراف يريدون ذلك".
ويعتبر صليبا ان " المشكلة هي في النظام اللبناني، والمشكلة كبيرة جداً والدليل هو الفراغات المتتالية، وازمات الحكم المستمرة التي نمرّ بها، وحلها يتطلب ان يجلس الجميع حول طاولة واحدة".
ويشكك صليبا في ان "تكون استعادة الرئيس جزءاً من صلاحياته هي الحلّ. فالمشكلة اكبر من ذلك، والحل يكون بوضع دستور يشبه لبنان وشعبه، فاللبنانيون يستطيعون حكم انفسهم، الا ان المشكلة في النظام".
ويشير صليبا الى انه "يحلم بنظام عادل للجميع في لبنان، وان يكون الجميع منتمين الى لبنان وليس للطوائف والاحزاب الطائفية، وان تعمل المعارضات لمصلحة البلد ايّاً كان الفريق الذي يستلم السلطة".


فياض: أهون الشرور


بدورها، ترى استاذة علم النفس في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية منى فياض ان "رأي الشعب اللبناني مصادر، فالنواب يترشحون ضمن محادل اذ يجد الناس انفسهم مضطرين لانتخابهم، اما بسبب الارتباط المذهبي او بسبب الرشوة الانتخابية، وتاليا فان هذه المحادل تهمش آراء الناخبين كأفراد، ومن هنا فان الطبقة السياسية تجدد نفسها منذ التسعينات، وما زاد الوضع سوءاً هو تجديد المجلس النيابي لنفسه".
و تخلص فياض الى القول: "هناك مجموعة لديها مصالح مذهبية ومالية مشتركة ولها ارتباطاتها الخارجية، وهي التي تختار الرئيس وليس الشعب، وتاليا فان الهوة الموجودة بين الشعب والنواب توصلنا الى الاستنتاج ان الرأي العام غير قادر على التأثير او تغيير الوضع القائم".
وتعتبر فياض ان "قوى الثامن من آذار لم تقم بأقل واجباتها وهي اختيار مرشح تخوض عبره المنافسة الديمقراطية الرئاسية، ومع ذلك يخرج البعض من داخل هذه القوى ليعطينا دروسا في عدم التبعية للخارج، وعدم انتظار اوامر خارجية ليختاروا الرئيس. هم يريدون الفراغ ويجرّوننا اليه من اجل الوصول الى المؤتمر التأسيسي".
وتؤكد فياض ان "الفراغ الرئاسي يخلّ حتما بالميثاق، فكيف يمكن ان يعتبروا استقالة وزير من طائفة معينة من الحكومة ضرباً للصيغة فيما الفراغ في سدة الرئاسة ليس كذلك؟".
وتفضل فياض التمديد للرئيس ميشال سليمان على الفراغ "باعتبار التمديد اهون الشرور، فعلى الاقل تستمر المؤسسات".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم