الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

السعودية تحاول احتواء فيروس كورونا وسط غياب الحلول لوقف انتشاره

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

 


تبذل السلطات الصحية السعودية اقصى جهودها لتوعية المواطنين والمقيمين تجاه مخاطر كورونا الذي بلغ عدد ضحاياه 142 شخصا حتى الان في ظل غياب الحلول الناجعة للحد من انتشار الفيروس القاتل.


وتشدد وزارة الصحة على توعية المجتمع عبر سلسلة من اجراءات الوقاية اعلنت عنها الاربعاء الماضي بعد انتهاء مهمة خبراء منظمة الصحة العالمية في المملكة مؤكدين ان لا موجبا للتوصية بمنع موسم الحج رغم تضاعف اعداد المصابين والوفيات.


لكن المنظمة سرعان ما اعلنت الجمعة انها ستعقد اجتماعا طارئا غدا الثلاثاء حول فيروس كورونا.


واوضح متحدث ان "اللجنة اجتمعت اربع مرات حتى الان اخرها كان في كانون الاول منذ بدء انتشار المرض، وقررت عندها اللقاء مجددا".
وقال ان "تزايد عدد الحالات في عدة دول اثار تساؤلات".


وكانت المنظمة اعلنت في ختام مهمة خبرائها انها "لا توصي في هذه المرحلة بفرض قيود على السفر أو التجارة، بما في ذلك السفر إلى موسم الحج القادم" في تشرين الاول.


ويؤدي مناسك الحج اكثر من مليوني مسلم سنويا.


وتابعت ان "الدلائل الحالية لا ترجح ان الزيادة لاخيرة في الاعداد تعكس تغيرا في نمط انتقال الفيروس".


لكنها اشارت الى "ثغرات في تطبيق إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها التي توصي" بها المنظمة.


وقد اقال وزير الصحة المكلف عادل فقيه مدير مستشفى الملك فهد الذي شكل بؤرة لفيروس كورونا في جدة ما اسفر عن عدة وفيات بين الاطباء والممرضات.


واكدت وزارة الصحة في موقعها الالكتروني تسجيل وفاة 142 شخصا موضحة ان العدد الاجمالي للاصابات ارتفع الى 483 منذ ظهور هذا الفيروس في السعودية في حزيران 2012.


والسعودية هي البؤرة الاساسية للفيروس في العالم. وكورونا من سلالة فيروس سارس المسبب للالتهاب الرئوي الحاد والذي ادى الى وفاة 800 شخص في العالم العام 2003.


ويسبب هذا الفيروس التهابات في الرئتين مصحوبة بحمى وسعال وصعوبات في التنفس ويؤدي ايضا الى فشل في الكلى.


وليس هناك حاليا اي لقاح ضد هذا الفيروس. وطلبت وزارة الصحة السعودية تعاون خمس شركات لانتاج الادوية لايجاد لقاح ضد الفيروس.


وافادت دراسة نشرت نهاية شباط في الولايات المتحدة واخرى مطلع ايار الحالي في فيينا، ان الجمال تعتبر ناقلة لفيروس كورونا.


وفي هذا السياق، قال وزير الزراعة فهد بالغنيم للصحافيين امس "تسلمنا النتائج حديثا من وزارة الصحة بأن الفيروس وجد في الجهاز التنفسي للابل".
ودعت الوزارة المخالطين للابل الى "عدم الاقتراب المباشر من الإبل ووضع كمامات واقية وضرورة غسل اليدين بالصابون قبل وبعد ملامسة الإبل ومن المستحسن لبس قفازات واقية في حالات الولادة والتعامل مع الحالات المريضة أو النافقة".


وطالبتهم بـ"تحديد زي معين لاستعماله داخل حظائر الإبل وعدم تناول لحوم وحليب الإبل دون معاملتها حراريا بالطهي الجيد للحوم وغلي الحليب قبل تناوله".


وبحسب الحصيلة الاخيرة لمنظمة الصحة العالمية والتي نشرت الاربعاء فقد تم تسجيل 496 حالة اصابة في العالم منذ ايلول 2012.


وتم تسجيل حالات اصابة في عدة دول من بينها الاردن ولبنان ومصر والولايات المتحدة الا ان غالبية المصابين كانوا قد زاروا السعودية او عملوا فيها.


وسجلت اصابات ادت الى الوفاة بفيروس كورونا في قطر والاردن والامارات.


ورغم المخاوف، تبدو الاوضاع تسير بشكل معتاد في المراكز التجارية في الرياض حيث تضع قلة من الفيليبينيين كمامات اثناء التجوال.
لكن الصيدليات تعاني نقصا واضحا هناك في السوائل المعقمة والمطهرة.


ويبدو معظم المتوفين بالفيروس من الفئات العمرية المتقدمة او من المصابين بامراض مزمنة او الذين يعانون من مشاكل صحية.
من جانبهم، اطلق اطباء واكاديميون واعلاميون حملة تطوعية موازية لمواجهة كورونا.


وقالت عالية باناجة رئيس الحملة لفرانس برس "بدانا منذ اسبوعين ونسعى لرفع مستوى التوعية لمعرفة كيفية مواجهة المرض".


واضافت "هدفنا توعية الجميع مواطنين ومقيمين مشيرة الى ان "الحملة تستهدف التجمعات في الاماكن العامة والمستشفيات والاسواق لتلافي التصرفات الخاطئة من قبل البعض".


وتابعت ان "الكمامات تستخدم فقط لمن يزور مريض كورونا فقط، اما الناس في الشوارع فلا ترى ضرورة للكمامات".


من جهتها، قالت منال خورشيد استشارية طب الاسرة وعضو الحملة "لا توجد مخاوف كبيرة خصوصا وان الحالات التي سجلت كانت في الكادر الصحي او اقربائهم المخالطين، والمشكلة تكمن في الحاجة للتوعية والوقاية".


واضافت "يعتقد البعض ان مجرد مرورهم بجانب مريض مصاب بكورونا تنتقل العدوى وهذا غير صحيح" مشيرة الى "اقبال على الحملة من شركات وبنوك وجمعيات خيرية ومدارس خاصة تطلب تثقيف موظفيها وطلابها".


بدورها، قالت سامية علي 37 عاما لفرانس برس "اعتقد ان الامور تتجه للافضل خاصة بعد تعيين الوزير الجديد". واضافت الام لطفلين "هناك تطمينات لكن المخاوف ما تزال ماثلة وان بنسبة اقل من السابق".


وعما اذا كانت ترسل الطفلين الى المدرسة، قالت سامية "نعم احرص على ايصالهم بشكل يومي انها فترة الامتحانات النهائية ولا يمكن الغياب عنها".


اما ابو عبدالله (55 سنة) فيقول ان "الامور لا تزال غير واضحة، علينا الانتظار بعض الوقت حتى نرى نتائج تحركات وزارة الصحة (...) التوعية تنتشر بين الناس بشكل سريع".


ومع ذلك يرى ابو عبدالله وهو موظف حكومي ضرورة "تجنب زيارة المستشفيات الا في الحالات الضرورية لانها مصدر الفيروس بحسب المسؤولين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم