الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

معاً ضد الفراغ

المصدر: -"النهار"
A+ A-

سياسيون، مفكرون، شعراء، فنانون وقادة رأي... ماذا يقولون في الفراغ الزاحف الى سدة الرئاسة الأولى في لبنان مع اقتراب انتهاء المهل الدستورية من دون انتخاب رئيس. ماذا يقولون في المسرحية المستمرة التي يُراد لنا ان نعتبرها جزءاً من يومياتنا المملة، نسخر منها ونعود الى إكمال حياتنا في شكل "طبيعي".


ان يكون خبر تغطية جلسة انتخاب رئيس لبنان خبراً ثالثاً او رابعاً في بعض نشرات اخبارنا، هو أمر يدعو الى أسى يتأتى من عملية التدجين التي يراد لنا ان نكون ضحاياها. ليس الفراغ المهدد للرئاسة الاولى الاول الذي يغزو مؤسساتنا ولن يكون الاخير طالما استعصى ايجاد الحلول لأزمة النظام التي تستفحل، وطالما بقي الداخل في انتظار الخارج، وبقي التعطيل حدوداً للمخيلة السياسية التي تواجه الخصم، وطالما لم يفقه اقطابٌ معنى تحمل المسؤولية الوطنية الا بمقدار ما تؤمنه الكرسي من فرص.


في الآتي، نعرض آراء القيادي الكتائبي جوزف بو خليل، والكاتب شكري انيس فاخوري، والرياضي ايلي مشنتف في الازمة القائمة، كما سنكون في الايام المقبلة مع آراء اخرى بهدف تحفيز الرأي العام على عدم التسليم بما كتبه عقم السياسة اللبنانية. 


جوزف بوخليل: الثقة الضائعة


القيادي الكتائبي العريق جوزف بو خليل اعتبر ان "المصيبة اليوم تكمن في اننا عوّدنا الناس بأن القرارات لا تؤخذ سوى من الخارج وثبتنا لديهم شعور غياب التأثير الداخلي على القرارات المصيرية في البلاد، وعوّدنا الناس على التعطيل والتمديد والتأجيل، وعلى ثقافة التراخي والفراغ، وانه لم يعد هناك فعل ارداة مباشر".
ودعا الى تغيير هذا الواقع قائلاً: "لا يجب ان يستمر الشعب بالتنازل عن قراره ومصيره، وما تقوم به هيئة التنسيق شيء جيد جدا، لذلك يجب رفع الصوت عاليا لوقف التعطيل، فالسياسة تعطل السلسلة وغير السلسلة".
واضاف: "نريد ان تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها وتحرك الرئيس الجميل يندرج في هذا الاطار، وايا تكن الظروف يجب اجراء الانتخابات، فالرئيس سركيس انتخبناه على وقع صوت المدافع في قصر منصور".
وختم: "المطلوب هو اعادة الثقة الى الناس بأنهم قادرون على التأثير والتغيير والجميع بات يعلم من يعطل". 


شكري انيس فاخوري: فقدتُ الامل


الكاتب شكري انيس فاخوي قال ان "المسؤولين الذين يمثلون مسرحية جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يجب ان يحاسبوا...". واضاف : "منذ عشرة اعوام اجتمعت مع العلامة الراحل الشيخ محمد حسين فضل الله، فقال لي: يا استاذ ضع السياسيين في باخرة وارسلهم الى عرض البحر واتركهم هناك".
وعن انتفاض بعض الرأي العام تجاه التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية، رأى ان "على الشعب ان لا يذهب لانتخاب من ينتقده مرة جديدة، ففي كل استحقاق انتخابي يعيد الشعب انتخاب المقصرين".
فاخوري "فقد الامل من الشعب". وفي رأيه، ان "اي رئيس سينتخب لن يستطيع القيام بشيء ابداً لتغيير حقيقي، بسبب الصلاحيات الغير واضحة، ومثال على ذلك ان الرئيس يرفض قانونا ارسله مجلس النواب ولا يوقعه، لكن رغم ذلك يصبح القانون نافذا".


ايلي مشنتف: ثورة بيضاء


فكرة الفراغ في سدة الرئاسة أعادت الى ذاكرة الرياضي ايلي مشنتف الأزمة التي مرت فيها اللعبة الجماهيرية في الأشهر القليلة الماضية. يأسف مشنتف على الوضع الذي وصلت اليه البلاد، ويقول ان المصالح الخاصة تأتي في أولوية السياسيين، "لا أحد منهم يفكر في مصلحة البلد وبناء الدولة". يشرح مشنتف الوضع العام في لبنان مختصراً اياه بكلمات قليلة: "شعارات وكلمات يطلقها السياسيون وما من تنفيذ". يصف السياسة في لبنان بـ"المريضة"، مؤكداً أنه لم يفاجأ بنتائج الجلسات الثلاث الفاشلة لانتخاب الرئيس. وتمنى تغيير النظام اللبناني واعطاء الشعب حق التصويت لرئيس الجمهورية.
غضب مشنتف يظهر بوضوح من خلال نبرة صوته وتشبيهه الماضي بالحاضر، منتقداً القادة المسيحيين الذين يجتمعون و"يتقاتلون" يومياً. ورغم هذا الوضع المأساوي طالب ايلي بـ"ثورة بيضاء"، "ثورة محبة للبنان"، داعياً الزعماء الى التوافق على رئيس "ما خصو بكل السياسيين الموجودين" قادر على التطوير والتغيير المؤثرين.


 


 


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم