الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مقاتلو المعارضة بدأوا الانسحاب من أحياء حمص القديمة \r\nخروج ثلاث دفعات في إشراف الأمم المتحدة إلى الدار الكبيرة

المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
A+ A-

بدأت امس عملية خروج المقاتلين والمدنيين من الاحياء المحاصرة منذ نحو عامين في حمص، بموجب اتفاق غير مسبوق اشرفت عليه الامم المتحدة يتضمن ايضاً ادخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما المعارضون في حلب والافراج عن مخطوفين لديهم.


قال احد المشاركين في التفاوض ضمن وفد المعارضة "ابو الحارث الخالدي" عبر الانترنت، ان ثلاثة اوتوبيسات على متنها 120 شخصا، خرجت قرابة العاشرة صباحا (السابعة بتوقيت غرينيتش) من احياء حمص. وأوضح ان الدفعة الاولى ضمت مدنيين ومقاتلين بعضهم مصاب.
وبعد الظهر، افاد" المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان عدد المقاتلين الذين خرجوا بلغ 400 مقاتل.
وصرح محافظ حمص طلال البرازي بأن ثلاث قوافل خرجت من الاحياء المحاصرة. وقال: "اذا كان الامر ممكنا، ستخرج قافلة رابعة اليوم، على ان تستكمل العملية غدا الخميس". ولم يوضح عدد الذين خرجوا امس من الاحياء المحاصرة.
وتوجهت الاوتوبيسات الى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً شمال حمص، والتي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة. وبث ناشطون اشرطة مصورة لخروج المقاتلين من حمص ووصولهم الى الدار الكبيرة. واظهر احد الاشرطة المصورة عند بدء الخروج، عددا من الرجال، بعضهم ملثم والآخر يعتمر قبعة، وهم يسيرون في صف منتظم لركوب اوتوبيسين خضراوين وقف بجانبهما افراد من الشرطة السورية. وحمل بعض الخارجين حقائب على ظهورهم ورشاشات خفيفة. وبدا في الشريط اوتوبيس ثالث، وسيارة رباعية الدفع تحمل شعار الامم المتحدة.
وظهر في اشرطة اخرى قال الناشطون انها صورت في "الريف الشمالي لحمص"، وصول المقاتلين. وبدا مقاتلون يترجلون من اوتوبيسين قبل ان يصعدوا الى شاحنتين صغيرتين من نوع "بيك اب". وبدا احدهم يستند الى عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على دراجاتهم النارية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن البرازي انه "بالتزامن مع عملية خروج المسلحين من المرجح ان تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين".
وبعد الظهر، نقل التلفزيون السوري الرسمي عن الاسد ان "الدولة تدعم المصالحات الوطنية في جميع المناطق انطلاقا من حرصها على وقف نزف الدم وإيمانا منها بأن حل الازمة لا يمكن ان يأتي عبر اطراف خارجيين، وانما هو ثمرة لجهود السوريين وحدهم".
وانجز الاتفاق بعد مفاوضات بين النظام والمعارضة في اشراف الامم المتحدة، يفترض بموجبه ان تدخل القوات النظامية الاحياء بعد خروج المقاتلين. ولا يشمل الاتفاق حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، ويقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من احياء اخرى.
وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الاكبر من محافظة حمص بات خاضعا لسيطرة القوات النظامية، في ما عدا بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن.


"انتصار اعلامي"
وتعد مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات على النظام السوري، وشهدت الكثير من التظاهرات ضده منذ منتصف آذار 2011. واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية عنيفة، اوقعت دماراً كبيرا ونحو 2200 قتيل منذ بدء الحصار في حزيران 2012.
ويضع الاتفاق عمليا حدا للمعارك في مدينة حمص، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، والتي اعتبرتها المعارضة السورية والدول الغربية "مهزلة".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "هذه هزيمة للمجتمع الدولي وليست انتصارا للنظام. ثمة صمود اسطوري في حمص على رغم سنتين من الحصار". واضاف: "على رغم ذلك لم يفعل المجتمع الدولي اي شيء"، معتبرا ما يجري اليوم "انتصارا اعلاميا للنظام لان لحمص رمزية مرتبطة بالثورة السورية".
وتحدث ناشطون عن ألم في صفوف المقاتلين الذين غادروا المدينة. وقال ناشط في بلدة تيرمعلة في ريف حمص التي انتقل اليها بعض المقاتلين الذين خرجوا من حمص، ان هؤلاء "جائعون" و"يشعرون بالغصة".
ونقل الناشط عن المقاتل: "احسست ان روحي خرجت من جسدي وانا انظر الى حمص اثناء مغادرتها".
ويشمل الاتفاق ادخال قافلة مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة في ريف حلب. لكن مقاتلين من "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة" منعوا القافلة من دخول البلدتين.
وافاد مصدر معارض ان الاتفاق يشمل ايضا "اطلاق 36 محتجزاً ... في مقابل الافراج عن الاشخاص المحاصرين في حمص"، موضحا ان "15 منهم، كلهم سوريون، تم تسليمهم اليوم".
وقال المرصد السوري في بريد إلكتروني ان هؤلاء الـ 15 هم ثلاث نساء و12 طفلا، نقلوا الى اللاذقية.
وقال المصدر المعارض ان "11 محتجزا ايرانيا وعددا من اللبنانيين، كلهم من العسكريين، سيسلمون ايضا في اطار الاتفاق".


المحكمة الدستورية
في غضون ذلك، أكدت المحكمة الدستورية العليا في سوريا أن الإعلان النهائي لأسماء المرشحين المقبولين للانتخابات الرئاسة سيكون السبت المقبل.
وصرح ناطق باسم المحكمة: "لقد تلقت المحكمة ستة تظلمات وستعكف على دراستها خلال الأيام المقبلة وفقا للدستور والقانون، وسيُعلن في العاشر من ايار الجاري عن أسماء المقبول ترشحهم لانتخابات الرئاسة". وأضاف أن من تقدموا بالتظلمات هم: أحمد علي قصيعة، وعلي حسن الحسن، وبشير محمد البلح،
وخالد عبده الكريدي، وسميح بن ميخائيل موسى، وسمير أحمد معلا.
ودعت سفارات سوريا في مختلف دول العالم، مواطنيها الحاصلين على إقامة سارية المفعول في الدول المضيفة لها للحضور إلى مقار السفارات وتسجيل أسمائهم في اللوائح الانتخابية مصطحبين جوازات سفرهم.


الاردن
في عمان، اعلن مصدر عسكري اردني ان قوات حرس الحدود اشتبكت مع متسللين سوريين حاولوا دخول الاراضي الاردنية مما ادى الى اصابة اثنين منهم.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية "بترا" عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة ان "مجموعة من الأشخاص السوريين حاولوا التسلل من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية وتم الاشتباك معهم من قوات حرس الحدود".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم