الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مقاتلو المعارضة يخرجون من حمص بسلاحهم بعد صمود اسطوري والجربا: الانتخابات رخصة للقتل

المصدر: h t f
A+ A-

بدأت الاربعاء عملية خروج المقاتلين والمدنيين من الاحياء المحاصرة منذ نحو عامين في حمص، بموجب اتفاق غير مسبوق اشرفت عليه الامم المتحدة.
ويتيح الاتفاق خروج 1200 مقاتل على الاقل وعدد من المدنيين من الاحياء المحاصرة للمدينة التي كانت تعد "عاصمة الثورة" ضد الرئيس بشار الاسد، مقابل ادخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل المعارضين في حلب (شمال) والافراج عن مخطوفين لديهم.


في هذا الوقت، طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا الولايات المتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالاسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع المسلح مع النظام السوري، موجها انتقادا شديدا الى احتمال اعادة انتخاب الاسد الشهر المقبل.


وقال الجربا امام مركز دراسات في واشنطن في مستهل اول زيارة رسمية للولايات المتحدة ان الانتخابات الرئاسية السورية في الثالث من حزيران المقبل هي "مهزلة" من شانها منح الاسد "رخصة للقتل لاعوام عدة مقبلة". واضاف الجربا الذي سيلتقي الرئيس باراك اوباما ان قوات المعارضة تحتاج الى "اسلحة فعالة لمواجهة هجمات (النظام) التي تشمل غارات جوية بحيث نتمكن من تغيير ميزان القوى على الارض". وشدد على ان "هذا الامر سيسهل (ايجاد) حل سياسي".


وقال ابو الحارث الخالدي، احد المشاركين في التفاوض ضمن وفد المعارضة، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، ان ثلاث حافلات على متنها 120 شخصا، خرجت قرابة العاشرة صباحا من احياء حمص.
وضمت الدفعة الاولى، بحسب الخالدي، مدنيين ومقاتلين بعضهم مصاب.


وبعد الظهر، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد المقاتلين الذين خرجوا بلغ 400 مقاتل.
وقال محافظ حمص طلال البرازي لفرانس برس، ان ثلاث قوافل خرجت من الاحياء المحاصرة. واضاف "اذا كان الامر ممكنا، ستخرج قافلة رابعة اليوم، على ان تستكمل العملية غدا الخميس".


ولم يوضح البرازي عدد الذين خرجوا اليوم من الاحياء المحاصرة.


وتوجهت الحافلات الى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كلم الى الشمال من حمص، والتي تقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وبث ناشطون اشرطة مصورة لخروج المقاتلين من حمص ووصولهم الى الدار الكبيرة.


واظهر احد الاشرطة المصورة عند بدء الخروج، عددا من الرجال، بعضهم ملثم والآخر يضع قبعة على رأسه، وهم يسيرون في صف منتظم للصعود الى حافلتين خضراوين وقف بجانبهما عناصر من الشرطة السورية.


وحمل بعض الخارجين حقائب على ظهورهم ورشاشات خفيفة. وبدت في الشريط حافلة ثالثة، وسيارة رباعية الدفع تحمل شعار الامم المتحدة.


واظهرت اشرطة اخرى قال الناشطون انها صورت في "الريف الشمالي لحمص"، وصول المقاتلين. وظهر في الشريط مقاتلون ينزلون من حافلتين، قبل ان يصعدوا على متن شاحنتين صغيرتين من نوع "بيك اب". وبدا احدهم يستند الى عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على متن دراجاتهم النارية.


ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن البرازي قوله صباحا انه "بالتزامن مع عملية خروج المسلحين من المرجح ان تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين".


وبعد الظهر، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن الاسد قوله ان "الدولة تدعم المصالحات الوطنية في جميع المناطق انطلاقا من حرصها على وقف نزيف الدم وايمانا منها بان حل الازمة لا يمكن ان يأتي عبر اطراف خارجية، وانما هو ثمرة لجهود السوريين وحدهم".


ويأتي الاتفاق بعد مفاوضات بين النظام والمعارضة باشراف الامم المتحدة، يفترض بموجبه ان تدخل القوات النظامية الاحياء بعد خروج المقاتلين. ولا يشمل الاتفاق حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، ويقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من احياء اخرى.


وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الاكبر من محافظة حمص بات تحت سيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن.


وتعد مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات ضد النظام السوري، وشهدت العديد من التظاهرات ضده منذ منتصف آذار2011. واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية عنيفة، ادت الى دمار كبير ومقتل نحو 2200 شخص منذ بدء الحصار في حزيران 2012، بحسب المرصد السوري.


ويضع الاتفاق عمليا حدا للمعارك في مدينة حمص، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، والتي اعتبرتها المعارضة السورية والدول الغربية "مهزلة".


وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس "هذه هزيمة للمجتمع الدولي وليست انتصارا للنظام. ثمة صمود اسطوري في حمص رغم سنتين من الحصار".


اضاف "رغم ذلك لم يفعل المجتمع الدولي اي شيء"، معتبرا ما يجري اليوم "انتصارا اعلاميا للنظام لان لحمص رمزية مرتبطة بالثورة السورية".


وتحدث ناشطون عن الم في صفوف المقاتلين الذين غادروا المدينة. وقال ناشط في بلدة تيرمعلة في ريف حمص التي انتقل اليها بعض المقاتلين الذين خرجوا من حمص، ان هؤلاء "جائعون" و"يشعرون بالغصة".


وقال وائل لفرانس برس عبر الانترنت "هم جائعون جدا. سألت احدهم عن شعوره، فنظر الي دامعا وقال اشعر بالجوع والغصة لمفارقة حمص".
ونقل الناشط عن المقاتل قوله "احسست ان روحي خرجت من جسدي وانا انظر الى حمص اثناء مغادرتها".


وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وجه تحية الى مقاتلي المعارضة في حمص قبل ايام، مشيدا "بصمودهم الاسطوري على مدى أكثر من عامين رغم محاولات النظام المستمرة لكسر إرادتهم عن طريق تدمير الأبنية على رؤوس أصحابها كما قصفه المتواصل بالأسلحة الثقيلة في ظل الحصار والتجويع ونقص الذخيرة".


وفي شمال البلاد، افاد مصدر معارض عبر الانترنت فرانس برس ان مساعدات انسانية بدأت بدخول بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين.
واشار الى ان الاتفاق يشمل ايضا "اطلاق 36 محتجزا (...) في مقابل الافراج عن الاشخاص المحاصرين في حمص"، موضحا ان "15 منهم سوريين، تم تسليمهم اليوم".
وقال المرصد السوري في بريد الكتروني ان هؤلاء ال 15 هم ثلاث نساء و12 طفلا، نقلوا الى اللاذقية (غرب).
كما قال المصدر المعارض ان "11 محتجزا ايرانيا وعددا من اللبنانيين، كلهم من العسكريين، سيتم تسليمهم ايضا في اطار الاتفاق".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم