الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"7 أيار" قد لا يتكرر وسلاح "حزب الله" يبقي الاحتمال قائماً

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

بعد ست سنوات على توجيه "حزب الله" سلاحه "المقاوم" للمرة الأولى نحو الداخل اللبناني وفي شكل مباشر، لا يزال "7 أيار" بالنسبة إلى الحزب "يوماً مجيداً"، وبالنسبة إلى ضحيته وعلى رأسهم أنصار "تيار المستقبل" كابوساً قد يتكرر طالما أن السلاح غير الشرعي منتشر بحجة أنه فردي أو من أجل ردع اسرائيل.


وصلت المواجهة السياسية بين فريقي "8 و14 آذار" في الفترة السابقة إلى ذروتها، وأدت الأزمة السورية وتدخل "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام إلى ضرب أوتار الفتنة الطائفية، خصوصاً السنية - الشيعية ورغم ذلك لم يتكرر "7 أيار"، بل تلاقى الفريقان تحت صيغة "ربط نزاع"، وباتا في حكومة واحدة ينسقّان إذا اقتضى الأمر، فهل بات حدوث "7 أيار" عسكري جديد مستبعداً؟


الاقتباس الخطير


منذ تشكيل الحكومة، يضع "تيار المستقبل" جمهوره أمام ثلاثة عناوين متعلقة بـ"حزب الله" عنوانها "ربط النزاع" هي: غرق الحزب في المستنقع السوري، استعماله سلاحه في الداخل اللبناني، عدم تجاوبه مع مقتضيات المحكمة الدولية لناحية تسليم المتهمين، لهذا يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث لـ"النهار" أن "العنوان الثاني لا يزال قائماً ولا علاقة لتكرار "7 أيار" بالوضع الحكومي، فقضية السلاح مشكلة ويجب أن تحل وطاولة الحوار المكان هي الأنسب لمعالجتها".
هاجس تكرار "7 ايار" لا يزال قائما لدى أهالي بيروت طالما أن الحزب لا يعتبره خطأ، ويقول حوري: "حتى هذه اللحظة لا يزال منطق اليوم المجيد سائداً لدى حزب الله، ولا يزال هناك نظرة خاطئة وتقويم غير موضوعي للأمور، لذلك على الحزب اعادة قراءتها، لأن المعطيات اثبتت أنه لا امكانية لأي فريق أن يفرض نفسه على الاخر حتى وإن خيّل له أنه قادر على ذلك".
هذا اليوم الذي حوصرت فيه بيروت عسكرياً، أظهر لدى البعض مدى ضعف الطائفة السنية "عسكريا"، فـ"المستقبل" معروف بأنه بعيد عن فكر السلاح ولو امتلكت مجموعة من أنصاره أسلحة فردية. هذا الواقع أدى إلى نشوء مجموعات مسلحة خارجة عن نطاق أي حزب، وربطت مصير سلاحها بمصير سلاح "حزب الله" وازدادت قوة بعد الأحداث السورية وبالتالي فإن حدوث أي "7 ايار" جديد سيكون كارثة. يشير حوري إلى أن "كل ما ظهر من تنظيمات أو مظاهر مسلحة بعد عام 2008 هي من بنات أفكار التجاوز الخطير في 7 ايار، وربما اقتبس الاخرون منطق السلاح من الحزب لهذا على الأخير عدم الاقتناع بأن هذا الخطأ من الممكن أن يأخذه إلى بر الأمان وعلاقة سليمة مع شركائه في الوطن؟".


صفعة الجبل والخطأ الكبير


خلال احداث 7 ايار المشؤومة، تعرض نفوذ رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط في مناطق من جبل لبنان لصفعة من "حزب الله". لم تطل الاشتباكات، إلا أنها كانت قاسية، فهذه المرة واجه الحزب مجموعات وقفت ايضا في وجه إسرائيل وقاومت. جنبلاط تدارك الأمر سريعاً وفضل سلامة أهالي الجبل على اي مصلحة سياسية، فسلم أمن مناطقه إلى النائب طلال ارسلان. اليوم بات الطرفان ينسقان أمنياً في الجبل تحت مظلة لجنة الارتباط.
امين السر العام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر يعتبر أن "7 أيار" كان خطأ كبيراً، ولا يجب أن تتكرر هذه الأحداث حتى لو كان هناك خلاف سياسي". ويقول لـ"النهار": "ما يجب ان يمنع 7 ايار جديدا ليس وجودنا في الحكومة فحسب، بل كون نتائج استخدام السلام في الداخل وخيمة، ولا شك أن الحكومة من شأنها أن تخفف من أي توتر أو تمنع أي اشتباك، لكن يجب الاقتناع بأن المسار الديموقراطي هو الذي يجب أن يحكم وأنه لا يجب أن يتطور الخلاف السياسي إلى عنف".
ناصر يذكّر بـ"أهمية المصالحة التي وصلنا إليها بعد "7 أيار" في الدوحة، ومن شأنها أن تعلّمنا أن الأمور في لبنان لا يمكن أن تسير من دون توافق، وأنه مهما حصل من خلاف سياسي، وحتى لو وصل الأمر إلى العنف، ففي نهاية المطاف سنجلس على طاولة واحدة".


4 أسباب تمنع تكرارها من جهة "حزب الله"


في نظرة تحليلية قريبة لرؤية فريق "8 آذار"، فإن الباحث والمحلل السياسي الدكتور وسيم بزي يلاحظ أن "7 أيار لحظة لن تتكرر، لأن ما أوجدها في زمنها مجموعة من المعطيات والظروف".
السؤال بالنسبة إلى بزي هو: "هل تنتج ظروف مواجهة بين الاطراف الداخليين تتدحرج مرة اخرى إلى معالم مشابهة لـ"7 أيار؟"، والاجابة كانت "لا، فهذه الظروف اصبحت خلفنا" لأربعة أسباب:
"الأول: أننا مررنا في السنة الماضية في ذروة خلاف وصل فيه التوتر إلى حدود تخطت "7 ايار" واستطعنا تجاوزها من دون ان ننطلق إلى هذا الامر.
الثاني: أن الطرف الاساسي المعني بـ "7 ايار" وهو "حزب الله"، استطاع أن يحقق ما يريد في الواقع الداخلي من دون أن يضطر إلى امتحان قوة مع الاخرين.
الثالث: ليس هناك في الجهة الاخرى من يملك قدرة عسكرية لخوض تجربة مواجهة مباشرة مع "حزب الله".
الرابع: أننا حالياً نعيش ظروف وئام سياسي ولو سمّي "ربط نزاع" يوفر الحد الأدنى من الهدوء".
أليس من الممكن تكرارها بوجود جهة مواجهة ممثلة بمجموعات مسلحة جديدة؟ يجيب بزي: "أعتقد أن المجموعات المسلحة على مدى السنوات الماضية، خضعت لأكثر من امتحان وصل إلى الذروة في مواجهة عبرا مع أحمد الأسير كنموذج وفي نسبة أقل في مواجهات طرابلس، لكن تبيّن، خصوصا بعد سقوط رهاناتها السورية أنها أضعف من أن تشكل حالة متماسكة إلى حدود توازن قدرة "حزب الله" والأهم أن مشروعها تعرض إلى ضربات مفصلية وأصبح أمام خيارين: إما أن تصنف ارهابية ويتم التعامل معها على هذا الأساس أو أن تنكفىء وتتوارى ويبدو أنها اختارت الثاني".


[email protected]
Twitter: mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم