الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حين يكون ثرثاراً، جشعاً، بخيلاً، كاذباً، شكّاكاً وعنيفاً!

ليال كيوان بو عجرم
A+ A-

كلُّ هذه الصفات، حين تجتمع أو يعاني الرجل إحداها... كيف يكون مستقبل العلاقة مع الزوجة؟

ثرثار


تشكو منال من زوجها الثرثار الذي ينقل كلاماً تقوله له وتظنّ أنه سيبقى بينهما ولن يعلم به ثالث. وهي تتساءل عن الحل معه، وفي انتظار الحل فضّلت التزام الصمت والتكتم على ما لا تريده أن يُفشى ويتفشى. تختلف شخصية الرجل وقدرته على التفاعل الاجتماعي مع الآخرين كثيراً عن شخصية المرأة التى تهوى الحديث معظم الوقت. ولأن الرجل عادةً شخصية عملية تهتم بما قلّ ودلّ، فنستطيع أن نقول إن الرجل شخصية عملية أكثر من المرأة، لذا يلفت النظر الرجل الذي يتكلم كثيراً ويبلغ حدّ الثرثرة.
يقول الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي الدكتور كمال بطرس إن الرجل الثرثار يتصف عموماً بأنه "يفتقر الى اللباقة، وهو غير ماهر في الكلام وسبل جذب المستمع اليه لذا نجده دائماً ما يتحدث كثيراً ونادراً ما يجد من يهتم بحديثه. ويشعر الرجل الثرثار بأنه مثير وجذاب بكلامه الكثير وقصصه وخبراته في الحياة التي لا تنتهي". وعن كيفية التعامل مع الرجل الثرثار يقول بطرس إنه "غالباً لا يدخل في الموضوع الذي يريد الحديث عنه مباشرة، فهو يعشق المقدمات التي يجد فيها لباقة وذكاء منه، وغالباً ما يغيّر نغمة صوته أثناء الحديث أو يبدل تعابير وجهة لاستعطاف المستمع اليه. وفي هذه اللحظة لا بد من مقاطعة الحالة المزاجية التي سيدخل فيها الرجل الثرثار بإثارة انتباهه الى شيء آخر يجعله يركز فيه، فسرعان ما سيتحول الحديث ويظهر وجهاً آخر للرجل الثرثار. كما يمكن اصطحاب الرجل الثرثار الى أماكن يصعب عليه فيها أن يظهر مواهبه في الثرثرة مثل الحفلات أو المكتبات أو الأماكن المقدسة. وغالباً ما يستفيض الرجل الثرثار في الشرح ووصف التفاصيل المملة، وللتعامل مع هذا الموقف لا بد من انتظار اللحظة التي يتوقف فيها لوهلة عن الكلام ويبدو وكأنه انتهى، فمن الممكن حينذاك الابتسام والانصراف. لكن تبقى الصراحة مع الرجل الثرثار أقصر الطرق في التعامل معه، ففي بعض الأحيان يكون من الأفضل أن نريحه من مشكلته التي تؤرقه، وأن نتعامل معه بودّ، لكن من الممكن أن نفصح له عن عيبه ونطلب منه أن يتحدث بأسلوب واضح ومختصر حتى نستطيع التفاعل معه بصدق".

جشع

تعاني زوجة سميح الأمرين مع زوجها الجشع، فهو دائماً ما يحاول الاستحواذ على كل شيء بشتى الوسائل والطرق، وهو دائماً ما يقاسمها راتبها ولا يكتفي بمعاشه، وفي عمله يريد كل شيء له وحده. وبعد خلافات كثيرة بيني وبينه أو مع رفاقه، انتهى به الأمر بعدم الشعور بالسعادة والافتقار الى الطمأنينة والاستقرار والحسرة على ما يفوته، فأصبح بالتالي وحيداً بسبب نفور الناس منه. يشرح بطرس أن الطمع هو "حالة نفسية لدى الفرد تؤدي الى عدم اكتفاء الفرد بحصته بل الرغبة في الاستحواذ على حصص الآخرين او أن يكون نصيبه أكبر من الآخرين. وثمة أسباب مساعدة في تكوين نفسية الطماع، منها وراثي ومنها مكتسب من خلال التربية، فقد يربي الأهل ولدهم على إعطائه كل شيء ومنع الآخرين من أشياء معينة لأجله أو على العكس أحياناً أي حرمانه أموراً كثيرة، كلها عوامل تساعد في نشوء شخصية الإنسان الطمّاع".

بخيل


تعلّق سميرة على صفات الرجل السيئة وتقول إن البخل من أسوأ الصفات التي يمكن أن تكون في الزوج والتي يصعب التعامل معها، وهذا ما تعانيه مع زوجها. قد يرجع البخل إلى افتقاد الإحساس بالأمان، والزوج البخيل يحرم زوجته حاجاتها الطبيعية والأساسية لأنها في نظره كماليات وترف، وهذا مردوده سيئ جداً على الزوجة فهو يدفعها الى كراهيته وعدم الاستمرار في العيش معه، لأنه يخالف توقعاتها الطبيعية طول الوقت. وبحسب بطرس، "الإنسان البخيل قد تكون تنشئته الاجتماعية وراء اكتسابه لهذه الصفة، أي أنه مر في صغره بتجارب حياتية صعبة جعلته يعي قيمة القرش نتيجة خروجه من بيئة فقيرة جداً جعلته يدرك قيمة المال، أو قد يرجع البخل إلى سمات شخصية خاصة به مثل الأنانية الزائدة التي تجعله يهتم بنفسه فقط دون الآخرين. فالبخل انحراف سلوكي يحرم الأسرة الأكل والتعليم الجيد وإقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع من حولهم، وبالتالي يدفع الزوجة الى اتخاذ قرار الطلاق خصوصاً إذا كانت تتمتع بالاستقلالية ولديها دخل وأهل يستطيعون احتواءها مع أولادها. وإذا كانت تخشى اسم مطلقة اجتماعياً وليس لديها القدرة على الاستقلال، ستعيش مع هذا الزوج البخيل وهي تحتقره وتكرهه لأنها لا تستطيع اتخاذ قرار إيجابي بالطلاق، وفي كل المواقف التي تتخذها الزوجة أمام بخل زوجها يبقى المتضررون هم الأبناء، لأنهم يكبرون على كراهية الأب الذي حرمهم المال والحب والحنان، مما يدفعهم الى العزلة الاجتماعية ويفقدون الثقة بأنفسهم، وبعض الأبناء في مرحلة المراهقة قد ينحرفون بسبب بخل الأب، فينضم الابن لعصابة للسرقة أو تجارة المخدرات ليتوافر لديه المال الذي يريده، وكذلك الفتيات قد يقعن فريسة لمن يعطيهن الأموال مقابل أي شيء".

كاذب


"يا مأمنة للرجال يا مأمنة للميّ بالغربال"، هذا ما قالته هدى التي تعاني مع زوجها بسبب كذبه المستمر، فهو يختلق الكثير من الأكاذيب في ما يتعلق بخروجه من المنزل أو أمور حياته اليومية، حتى بات الكذب "في دمه" ولا يهنأ له عيش إذا لم يكذب. فلماذا يكذب الزوج؟ وكيف تتعامل الزوجة مع هذه المشكلة؟ يرى بطرس أن أسباب الكذب متعددة، "منها ما يكون للتغطية على خطأ كبير كعلاقة عاطفية مثلاً، او لتجنب الجدال والشجار اللذين قد ينتجان من قول الحقيقة، او لأنه في موقف سخيف ولا يريد أن تراه زوجته فى صورة غير لائقة، أو ليعطي لنفسه قيمة أكبر مما هو عليها. وأحياناً يكذب للهروب من فعل شيء ما أو إجراء تغيير في نمط حياته، أو لأنه ببساطة لم ينشأ منذ صغره على أن الكذب غير مستحب ويخلق المشكلات". لكن كيف تتعاملين مع زوجك الكذّاب؟ "ليس هناك وصفة جاهزة تصلح في كل الأحوال ومع كل الأزواج، لذا على كل زوجة أن تختار من الحلول ما يناسب حالتها وفق شخصيتها وشخصية زوجها والأسباب التى تدفعه إلى الكذب. ومن النصائح فتح خط الحوار لمواجهة المشكلة، وليس إلقاء اتهامات عشوائية أو تعليقات جارحة أو التقليل من شأن الزوج. والمناقشة الصادقة هي أفضل وسيلة، لأن مهاجمة الكذّاب سوف تؤدي إلى مزيد من الكذب. وعلى الزوجة أن تعبر عن مخاوفها وانزعاجها من الكذب وتجنّب الشجار ومحاولة معرفة الأسباب التي تدفع الزوج الى الكذب. فالكذب ليس نهاية الطريق، بل يمكن إصلاح العلاقة واستعادة الثقة شرط التزام الأمانة والإخلاص من الطرفين، ومن الطبيعي أن يكون ثمة مشاعر بالخيانة والغضب، والتعبير عن هذه المشاعر بصدق قد يكون بداية استعادة العلاقة".

شكّاك


تصف كارين زوجها بالشديد الغيرة والشك، فهو يرغب في امتلاكها ومعرفة ما تفعله ولا يثق بها، ما جعل حياتهما معاً في غاية الصعوبة ووصل زواجهما إلى مفترق طرق. يعتقد بطرس أن "الشك الزوجي يتطور في عقدي الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، بحيث يلجأ الزوج إلى البحث والتمحيص بكل ما يخص زوجته، وهو مرتبط باضطراب الشخصية، وأحد أسبابه الخبرات السابقة بنساء عرفهن الرجل من قبل، ليصبح التعميم لديه على كل النساء، وهذا المرض نتائجه تكون خطيرة ويمكن أن يتطور إلى حد قتل الزوجة". وعن كيفية التعامل مع الزوج الكثير الشك، يقول إن "السؤال الذي ينبغي على الزوجة أن تسأله لنفسها هل ذلك الشك طبيعة في شخصية الزوج أم هو رد فعل على موقف أو حدث معين؟ إذا كان هذا استجواباً بسبب موقف معين، على الزوجة الجلوس مع زوجها والتحدث معه ومناقشته بصراحة عن الأسباب الكامنة وراء مثل هذا السلوك ومحاولة التوصل الى تسوية للأمور من دون صراخ أو عصبية. أما إذا كان الشك والغيرة سلوكاً متأصلاً في شخصيته، فمن الأفضل معالجة الأمر بروية وهدوء وتجنّب التصرفات المريبة بالنسبة الى الزوج حتى لو كانت الزوجة تقوم بها عن خلفية صافية".

عنيف


ليس غريباً أن نسمع يومياً عن قصص نساء معنفات، فقصة ناديا تشبه غيرها من القصص الكثيرة الموجعة التي تكشف عن عنف يحمله الرجل ويفرغه على زوجته جسدياً ومعنوياً. ناديا تشكو من تعنيف زوجها المستمر لها، فهو ينتظر منها زلّة أو غلطة كي ينهال عليها بالشتائم والضرب. فلماذا تتحمل عنفه؟ يردّ بطرس ذلك الى أسباب عدة منها "وجود أبناء يربطونها بهذا الزوج، عدم قدرة الزوج على الإنفاق على الأبناء، عدم وجود معيل آخر غير الزوج العنيف، أو أن المحبة الموجودة بين الزوجين مما يجبر الزوجة على تقبل هذا الزوج، او حتى الظروف المعيشية القاسية التي تجعلها ترضخ للعنف كي لا تعيش في الشارع أو تتضور جوعاً". وعن طرق التعامل مع الزوج العنيف يقول، "في البداية، يجب على الزوجة أن تفهم تماماً ما هو قادر على فعله وهو غاضب، ومن الأفضل التحلي بالهدوء وعدم الوقوف في وجهه عندما يغضب وتركه وحيداً لفترة والابتعاد منه حتى يهدأ، وأيضاً الاستماع اليه جيداً والصمت وعدم الإكثار من التعليقات والأسئلة يخفف من حدة غضبه، وينبغي تجنب الجدل وحذار الكلمات الجارحة ومن الأفضل الانتظار كي تنتهي العاصفة، وعندها سيعود الى رشده ويرى انه كان على خطأ إذا كان فعلاً مخطئاً. ويستحسن أن تسامح الزوجة زوجها العنيف في البداية وتغمره بحبها وحنانها شرط ألا يتكرر الأمر ويصبح عادةً يلجأ اليها الرجل، فعندها من الأفضل للمرأة أن تتركه إذا كانت قادرة على العيش بمفردها".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم